التنميط أو القولبة سنفهم المعنى حين نعرف لماذا هذا الموضوع تحديداً؟
حيث قرأت التالي: “لما أخصائي نفسي يعيب على “حالة” عنده انها تحزن، ويعتقد الأخصائي ان الشخص المتدين واللي يعرف ربنا المفروض قلبه مطمئن دايماً ولهذا ليس من الصواب أن يحزن!! هذا الأخصائي يحتاج اعادة تأهيل ليعمل بهذا المجال النفسي المهم”.
ما حدث هنا من الأخصائي النفسي أنه وقع في فخ القولبة أو التنميط، ولكن الرد ايضا كان بعين النمطية والقولبة فلم يكن أيهما أحسن حالا من الآخر.
ويُعرّف التنميط أو القولبة، وفقًا لعلم النفس الاجتماعي بأنه الحكم الصادر عن وجود فكرة مُسبقة عن فئة معيّنة.
حيث يقوم الفرد بإلباس صفة العمومية على كلّ الأفراد الذي ينتمون لمجموعة ما بناءً على فكرة أو ذاكرة أو تجربة سابقة معيّنة.
ويُشار إليه أحيانًا بالصور أو القوالب النمطية. وتشمل تلك القوالب قائمة طويلة كنوع الجنس أو العرق أو المهنة أو اللون أو الدين او التوجه السياسي او العرق والعائلة وتمتد الى ما لانهاية.
فالقوالب النمطية مشكلة كبيرة في معظم المجتمعات تقريبًا، عربية وغربية.
إذ تضع تسميات معيّنة حول كيفية تصرف الشخص أو سلوكه وفقًا لجنسه، وعرقه، ودينه وجنسيته وعوامل عديدة أخرى.
لأننا كبشر نميل إلى استغلال الحدّ الأدنى من جهدنا العقليّ.
نعتاد على عدم التفكير المستمر بكلّ شيء أو فرد حولنا.
تلجأ عقولنا إلى تصنيف الأشياء والأشخاص إلى مجموعات وإطلاق التسميات عليهم وربطها بعدة سمات وصفات لتسهيل التعامل معها وحفظها نظرًا لكمّها الهائل وتعقيدها.
وبذلك كلّ ما نحتاجه وقتها هو تطبيق الأنماط والتصنيفات التي كوّناها سابقًا على الأشياء المشابهة والأشخاص المماثلين.
لنحكم عليهم بسرعة ونقرر الكيفية الأمثل بالتعامل معهم والنظر إليهم.
لكن للأسف فإن العديد من الصور النمطية سلبية مثل افتراض أن بعض الأشخاص ممن ينتمون لمكان ما كسالى أو كاذبون أو محتالون.
قد يكون بعضها إيجابي، مثل افتراض أن اهل بلد ما متدينون أو فئة ما مثقفة إلا أن الغالب هو الصورة السلبية.
في الحقيقة القوالب النمطية قد تبدو إنها تسهل لنا الحياة بتصنيف كل من حولنا في قوالب و لكن وجهها السيء في إنها تساهم في عمل نظام طبقي مختل ،فإصدار الأحكام المسبقة عادة تساهم بشكل كبير في اساءة تفسير تصرف الشخص المنتمي لذلك القالب النمطي، فلو أخذنا كمثال امرأة كانت تقود سيارة وصدمت سيارة أخرى يقودها رجل، الصورة النمطية تقول، جنس النساء لا يجدن قيادة السيارات، فالحكم بالتالي سيكون أنها من كان المخطئ بدون تدقيق ، كذلك القالب النمطي السائد في الغرب عن كل مسلم ملتحي بأنه إرهابي وبالتالي يعامل بعنصرية كبيرة.
وعلى مستوى الأفراد فإننا عندما نتعامل مع بعضنا على مستوي او من خلال القوالب النمطية فإننا لا فيها الفروقات الفردية بين البشر فنسيء الحكم على من نتعامل معهم ونظلمهم أو في اقل الضرر نسبب لهم عدم الارتياح.
وهنا يحضرني مثال آخر لطالما أزعجني:
فمن القوالب النمطية في المجتمع، أن الأطباء بشر فوق العادة او شيء كهذا، فعندما يصاب الطبيب بوعكة صحية تلزمه الفراش يقابل باستنكار، طبيب ويمرض؟ أو طبيب نفسي ويصاب باكتئاب؟!
قد لا نشعر بأنفسنا ونحن نسقط من حولنا ومن في طريقنا في هذه القوالب فالأمر أصبح تلقائيا.
ولكن بمجرد وعينا به ومحاولتنا التدقيق في محتوى كل قالب ووضع مجال للفروقات والاختلافات.
لا أقول سنمنع النمطية ولكن ربما مع مرور الوقت، قد يصبح الميل إلى منع القوالب النمطية التلقائية بحد ذاته تلقائيًا.
لكن كلُّ ما يحتاجه الفرد منّا هو الوعي والانتباه وتهذيب أنفسهم على منع التحامل والنظر بدونية للمجموعات الأخرى وأفرادها.
وعْيُنا مسؤوليتنا وحدنا، وعلمنا ومعرفتنا هما عين الوعي.
بوركت ع هذي المقالة الرائعه عن القوالب النمطيه وخاصة ان هذا المصطلح جديد ف مجتمعنا فقد أشتمل مقالك تعريفات ومواضيع تختصر الكثير من التفاصيل في هذا المصطلح فأنا تعمقت في هذا المصطلح ف تخصصنا لان رسالتي في الماجستير علي القوالب النمطيه الجامده حول المرأة بوركتي
أشكر لك مرورك الكريم وتعليقك الرائع.
موضوع القوالب النمطية متغلغل في افكارنا لدرجة أصبح تلقائي، فوجب الوعي لتغييره لأنه يجلب معه الكثير من الظلم.
وفقك الله في مسعاك العلمي والحياتي
وبإنتظار أن تشاركينا بحث رسالتك في الماجستير .