مقالات وآراء

دافعية الإنجاز: نظرة عميقة على تسع نظريات

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

التركيز على دافعية الإنجاز كمفهوم وأهمية والقدرة على تحفيزها واستثارتها لدى الذات أو الآخرين تمثل خطوة مهمة في النجاح عموماً، ولذا فسوف نعرض في المقال الحالي 9 نظريات لتفسير الدافعية، حيث اهتم علم النفس الاجتماعي بدراسة دافعية الإنجاز لما يمثله من كونه أحد الجوانب المهمة في البناء الكلي للدوافع الإنسانية ، حيث ي” عود الاستخدام الأول لمصطلح دافعية الإنجاز إلى أدلر قبل استخدام موراي لمصطلح الحاجة للإنجاز “.

وقد تنوعت التعاريف التي تناولت دافعية الإنجاز فمنها ما قام على أساس أنها ” ذات طبيعة وظيفية تبين وظيفة الإنجاز في مواقف التنافس والتفوق في الأداء “.

ومنها ما يرى أن دافعية الإنجاز إنما هو تكوين فرضي يتمثل في مظاهر الوجدان المتعلق بالأداء التقييمي لبلوغ معيار الامتياز وهو محصلة لثلاثة عوامل :

1-” الطموح العام ، ويعني المثابرة على بذل الجهد ، والتحمل من أجل تحقيق الهدف ، ويُستدل عليها من أثارها ونتائجها ” .

2-الأداء ، يشير إلى عدد من المظاهر السلوكية مثل السعي لبذل الجهد والتحصيل ومواجهة الصعاب والسعي نحو التفوق والوصول للهدف بناءات على تخطيط دقيق .

3-سمة ، توجد لدي كل فرد ولكن تختلف في نوعيتها وقوتها من فرد لآخر .

ودافعية الإنجاز الأكاديمي هي أحد أوجه دافعية الإنجاز والتي تتعلق بتخصيص بيئة الإنجاز بالبيئة الأكاديمية الدراسية في مجال التعليم والتعلم .

وتُعرّف العناني دافعية الإنجاز الأكاديمي بأنها ” تكوين فرضي لا يمكن ملاحظته ، وإنما يستنتج من الأداء الظاهر الصريح للكائن الحي أو من الشواهد السلوكية للفرد “.

وعرّفها العتوم وآخرون بأنها ” مجموعة الظروف الداخلية التي تحرك الفرد لسد نقص أو حاجة معينة سواء كانت بيولوجية أو نفسية أو اجتماعية .

تصنيف الدافعية

صنّف الباحثون الدافعية إلى:

1-الدوافع الفسيولوجية المنشأ ، كدافع الجوع والعطش والجنس والحاجة إلى الهواء .

2-الدوافع الاجتماعية ، والتي يكتسبها الفرد من البيئة التي يعيش فيها ويتأثر بالسياق النفسي والاجتماعي السائد فيها ، كدافع الاستقلال والإنجاز والإنجاز الأكاديمي “.

نظريات تفسير الدافعية

1-نظرية ماسلو

ميّز ماسلو بين خمس حاجات في ترتيب هرمي لدوافع الإنسان وحاجاته وهي الحاجات الفسيولوجية كالطعام والشراب والهواء ، والحاجة إلى الأمن ، والحاجة إلى الانتماء ، والحاجة إلى تقدير الذات ، والحاجة إلى تحقيق الذات.

ويفترض ماسلو كذلك أن ” الناس في محيط العمل يُدفعون للأداء بالرغبة في إشباع مجموعة من الحاجات الذاتية والتي تترتب حسب أهميتها وتندرج هرمياً حيث تبدأ بالأساسية كالطعام وتنتهي بالمركبة مثل الذات والإنجاز “.

2-نظرية ماكيلاند

تقوم نظرية ماكيلاند على أسس نظرية إمبريقية فالدافع له تكوين افتراضي يعنى الشعور بالأداء التقييمي ويعكس هذا الأمل في النجاح والخوف من الفشل لدى الطالب .

واستطاع ماكليلاند من خلال نظريته تفسير نمو الدافعية للإنجاز لدى بعض الأفراد ، وانخفاضها لدى البعض الآخر ، حيث تمثل مخرجات الإنجاز أهمية كبيرة من حيث تأثيرها الإيجابي أو السلبي على الأفراد ، فإن كان العائد إيجابياً ارتفعت الدافعية ، أما إن كان سلبياً انخفضت الدافعية.

3-نظرية اتكنسون

بينما ترتكز نظرية اتكنسون في تفسيرها للدافعية نحو الإنجاز دالة على متغيرات ثلاثة وهي قوة الدافع وتوقع تحقيق الهدف والقيمة الحافزة المدركة وأن الدافعية للإنجاز يتم اكتسابها من مرحلة الطفولة.

كما أكدت النظرية على أن الإنسان يتمتع بقدر هائل من الطاقة الكامنة التي يختلف الأفراد فيها من حيث القوة النسبية للدوافع لديهم ، وأن كل دافع يؤدي إلى نموذج مختلف من السلوك ، وأنه إذا ما اختلفت الخصائص الموقفة أو المثيرات فإن الدوافع المختلفة ينتج عنها نماذج مختلفة من السلوك “.

4-نظرية راينور

بينما تطرقت نظرية راينور إلى ما يميز مرتفعي دافعية الإنجاز الأكاديمي من طموح عال ومثابرة وتفاؤل وتقدير مرتفع للذات ، وتشير نظرية ( التوقع-القيمة ) أن ﻣﺳﺗوى اﻟداﻓﻌﻳﺔ ﻧﺎﺗﺞ ﻋن ﻣدى اﻟﻘﻳﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﻌطﻳﻬﺎ اﻟﻔرد ﻟﻠﻬدف وﻣدى ﺗوﻗﻊ اﺣﺗﻣﺎﻟﻳﺔ اﻟوﺻوﻝ إﻟﻰ ذﻟك اﻟﻬدف، وﻫﻧﺎك ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟدواﻓﻊ ﻫﻣﺎ ( اﻷﻣﻝ ﻓﻲ اﻟﻧﺟﺎح واﻟﺧوف ﻣن اﻟﻔﺷﻝ ) .

5-النظرية السلوكية

يفترض اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﺳﻠوﻛﻲ أن اﻟداﻓﻌﻳﺔ ﻧﺣو اﻟﺗﻌﻠم ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺳﻳطر ﻋﻠﻰ أداء اﻟﻔرد، ﺣﻳث ﺗظﻬر ﻟﻪ اﺳﺗﺟﺎﺑﺎت ﻣﺳﺗﻣرة وﻣﺣﺎوﻻت ﻣوﺻوﻟﺔ ﺑﻬدف ﺗﺣﻘﻳق اﻟﺗﻌزﻳز .

6-النظرية الإنسانية

اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ ﻳرى ﺑﺄن اﻟداﻓﻌﻳﺔ ﻧﺣو اﻟﺗﻌﻠم ﻫﻲ اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻌﻲ ﻟﻠﺗطور واﻟﻧﻣو واﺳﺗﻐﻼﻝ أﻗﺻﻰ طﺎﻗﺎﺗﻪ اﻟﺗﻌﻠﻳﻣﻳﺔ ، وﻣن ﺛم يكون ﻣدﻓوﻋﺎً ﻟﺗﺣﻘﻳق ذاﺗﻪ واﻟوﺻوﻝ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ تكيف إيجابية وتجدر الإشارة إلى أن اﻟﺻراﻋﺎت اﻷﺳرﻳﺔ تلعب دورا ﻓﻲ ﺷﻌور اﻷﺑﻧﺎء ﺑﻌدم اﻷﻣن داﺧﻝ اﻷﺳرة، وكذلك تعايشهم اليومي مع المشاجرات الأسرية الحادة داخل الأسر يمكن أن يؤديا إلى ضعف دافعية الأبناء للدراسة.

7-نظرية جيلفورد ودافعية الإنجاز

تقوم نظرية جيلفورد على أساس أن أبعاد دافعية الإنجاز هي ( الطموح – المثابرة – التحمل ).

8-نظرية ميشل ودافعية الإنجاز

بينما قامت نظرية ميشل على أساس أن أبعاد دافعية الإنجاز هي ( الاقتدار – الرغبة – بُعد دافع الإنجاز غير الأكاديمي – الرضا عن الذات – الضغط الخارجي ).

9-نظرية هرمانس

صنّفت دافعية الإنجاز إلى مكونات ( الطموح – تقبل المخاطرة-الحركة الاجتماعية والمثابرة- توتر في العمل – إدراك الزمن – التوجه للمستقبل – اختبار الرفيق – سلوك التعرف أو الاختيار ).

 

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

عمر الهادي

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×