علم النفس

5 خطوات لتعلُم العادات الفعالة

هل تدري ما هو العامل الأهم لضمان التمتع بأحسن النتائج؟ إنها العادات الفعالة، وفي المقال الحالي نتناول 5 خطوات لتعلُم العادات الفعّالة، فالعادات هي العمل اليومي المنظم والمستمر والثابت الذي يحدد الوصول إلى الأهداف وتحقيق الإنجازات العظيمة، لم يصل الناجحون والمنجزون إلى ما وصلوا إليه إلّا بوجود عادات تميزهم عن الفاشلين.

تعريف العادات الفعالة:

يمكن تعريف العادات الفعالة بأنّها “فعل الشيء وممارسته مرات متعددة يومياً”، والعادة هي ” كل ما أُعتيد حتى صار يُفعل من غير جهد، وهو الحالة تتكرر من غير جهد”، أي يكون ممارستها في بدايتها صعباً ثم ينتهي بشعور الفرد بسهولتها، ثم يصبح ممارستها بشكل لا إرادي، فهذا الشخص قرر أن يشرب كوباً من الماء ممزوجاً بالليمون عند استيقاظه صباحاً، كان الالتزام بممارسة الفعل في بدايته صعباً لكنه كرره وأصبح سهلاً، وتحوّل بعد أيام إلى عادة لاشعورية يمارسها باستمتاع.

قد تشعر بصعوبة ممارسة العادات الفعالة في البداية ولكن تأكد أن الصعوبة هي مجرد شعور غير حقيقي بداخلك ويمكن أن تتجاوزه حين تنظر إلى يومك الآن فما هو إلا عادات كررتها ثم صارت تُمارس في يومك دون وعي منك، إذن جرّب أن تضع لنفسك عادة واحدة بالشهر لتغيير حياتك للأفضل.

وقد جاء الهدي النبوي مشيراً إلى أنّ ما يعانيه البعض من صعوبات في ممارسة الأعمال التي تقرّب العبد من ربه، إذا ما حوّلناها إلى عادات فستكون سهلة على نفوسنا وسهلة في ممارستها، عن سعد بن أبي وقاص، مرفوعاً : ” إن هذا القرآن نزل بحزن، فإذا قرأتموه؛ فابكوا، فإن لم تبكوا؛ فتباكوا، وتغنوا به فمن لم يتغن به؛ فليس منا “[1].

5 خطوات لتعلُم العادات الفعالة:

أولاً: حدد أي العادات الفعّالة التي من ممارستها سيكون لها تغيير إيجابي في حياتك عامةً أو في مسارك المهني أو الأسري أو الاجتماعي أو المالي، حدد بوضوح ما المقصود بهذه العادة.

ثانياً: حدد طريقة أداءك لهذه العادة، فمثلاً تريد أن تكون ملتزماً في حضور الاجتماعات، وحددت عادة تساعدك في ذلك ولتكن خروجك من المكان الذي أنت فيه قبل الاجتماع بوقت مضاعف عن الوقت الذي كان قبل هذه العادة وكان سبباً في تأخرك دائماً عن الاجتماعات.

ثالثاً: ضع هذه العادة موضوع التنفيذ الفوري، استخدم كتابة الملاحظة أو المنبه أو أي وسيلة لتذكيرك عند أول حدث ستنفذ فيه العادة، ثم كررها لفترة من الزمن، وما يشجع على استمرار التنفيذ هو كتابة كل الإيجابيات والنتائج الحسنة المتوقعة من تكرار هذه العادة.

رابعاً: كيف تتأكد من أنها أصبحت عادة إيجابية؟ تتأكد حين يكون تنفيذك لها لا شعوريا، وحين تلمس نتائج فعّالة كثمرة لممارستك هذه العادة.

خامساً: وبالتوازي تخلص كل شهر من عادة واحدة سيئة، ويساعدك في ذلك أن تكتب كل العواقب السيئة التي تعود عليك من تلك العادة، فهذا الموظف اعتاد أن يمر كل يوم لشراء “مشروبه المفضل” قبل أن يذهب إلى عمله، ومن ثمّ يتأخر ويتلقى التحذير من رئيسه، عند كتابتك للأضرار التي يمكن أن تلحق بك في عملك سواءً على المدى القصير أو الطويل، والإحساس ببشاعة هذه النتائج السيئة فإن ذلك يدفعك إلى كراهية تلك العادة والتخطيط للتخلص منها ولو تدريجياً.

ومهم للغاية أن تتعامل مع العادات السيئة والتي استمرت معك لسنوات طويلة بشيء من الصبر والتدرج في التخلص منها، فلربما اعتدت ولسنوات على أن تشرب “القهوة” بالمساء ولما اكتشفت خطورة هذه العادة على صحتك قررت أن تتخلص منها، هنا يمكن أن تتدرج بأن تقلل كمية ما تشربه، ثم يكون تناولها مبكراً قليلاً عن الوقت المعتاد لها، ثم مع هذين الطريقتين والتدرج فيهما يمكن أن تشعر بعد أيام بفرق ومن ثم التخلص من هذه العادة، في البداية سيكون الأمر صعباً، لكن مع مرور الوقت والتعوّد سيكون سهلاً.

سر النجاح والإنجاز في أن تبدأ، فبدون البداية لن تصل إلى اكتساب عادات ولا التخلص من أخرى.

كافئ نفسك عند انتظامك في ممارسة 5 خطوات لتعلُم العادات الفعّالة للتحفيز والتشجيع أثناء ممارسة العادة وعند تحقق نجاحك في اكتسابها (للعادات الإيجابية) أو التخلص منها (للعادات السيئة).

ملخص التنفيذ العملي لـــ 5 خطوات لتعلُم العادات الفعّالة:

أمسك ورقة وقلم واكتب عادة إيجابية واحدة لهذا الشهر وكيفية تنفيذها الأن دون تسويف.

وبالمثل حدد لهذا الشهر عادة تود التخلص منها (كعادة التدخين، الإسراف في الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات، أو التواصل غير الحميمي مع أهل بيتك وأسرتك، وغيرها من العادات السيئة)، فقط واحدة مع كيفية الإقلاع عنها والتخلص منها.

[1] الحديث أخرجه أبو يعلى في المسند ( 2 / 49-50 / 689 ) – ومن طريقه المزي ( 17 / 128 )-، وابن ماجه في السنن ( 1 / 424 / 1337 ) و ( 2 / 1403 / 4196 )، وابن أبي الدنيا في الهم والحزن ( 87 )، والآجري في أخلاق حملة القرآن ( 85 )، وأبو الفضل الرازي في فضائل القرآن ( 90 )، والبيهقي في السنن الكبرى ( 10 / 231 ) وشعب الإيمان ( 2 / 363-364 و388 /2051 و2147 ) من طريق : إسماعيل بن رافع، قال : حدثني ابن أبي مليكة، عن عبد الرحمن بن السائب،

د. محمود الراشد

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى