الأبناء جواهر والأهل حدادون وكلما كان الاهل ماهرين في الحداده كان أطفالهم كالجواهر الجميلة والقوية.
كثير من الاباء والأمهات يتبعون اساليب تربوية قد تكون بناء على خبرات الاخرين كالجد او الجدة او غيرهم أو يعاملون اولادهم كصورة مصغرة منهم رغم اختلاف الزمن والظروف وأيضا الفروق الفردية فكل طفل متفرد بذاته وليس صورة مصغرة لغيره.
ومن الاساليب التربوية الشائعة العقاب والذي يستخدم من الاهل للحد من السلوك الغير المرغوب عند الطفل ولكن:
هل العقاب المستخدم في حجم السلوك الخاطئ الذي قام به؟
بحيث يجب ان يكون العقاب المستخدم يتساوى مع سلوك الطفل المطلوب تعديله ولا يكون هناك مبالغة في العقاب او التساهل لان سيكون لهما أثار سلبية.
هل العقاب يتناسب مع مرحلته العمرية؟
كل مرحلة عمرية تتطلب اساليب عقاب معينة تتناسب مع مرحلة النمو مع مراعاة الزمن المخصص للعقاب حيث نجد بعض الاهل عندما يعاقبون الطفل بالبقاء في حجرتهم لوقت طويل وهذا اسلوب خاطئ وأثاره السلبية كثيرة.
وهل تم عقاب الطفل بعد قيامه بالسلوك الخاطئ مباشرة أم بعد فترة؟
عند القيام بالعقاب يكون مباشرة بعد السلوك الغير مرغوب وليس بعد فتره لان عندها تختلط الامور على الطفل ولا يعرف لماذا تم عقابه وهنا لا يحدث تعديل للسلوك.
نعم … ضروري ان يكون الطفل مدرك أنه أخطأ ولا يكون العقاب بسبب مرور احد الوالدين بحالة غضب او لأسباب أخرى.
وعليه اشار العديد من المتخصصين في التربية وعلم النفس إلى اننا نحتاج لإعادة نظر في اسلوب العقاب في التربية بحيث يكون مضمونه ان يفكر الاطفال وليس منفذين للأوامر والتعليمات ومن هذه الاساليب والمحببة للأطفال:
استراتيجية كرسي التفكير وهو بطبق على الاطفال خاصة من 3_5 سنوات وهي المرحلة الذهبية في نمو شخصية الطفل وتشكل معظم جوانب شخصيته.
ويساهم كرسي التفكير في جعل الطفل يفكر في السلوك الخاطئ الصادر منه في وقت زمنى محدد ومصاحب للكرسي عبارات ايجابية من الوالدين مثل ” تذكر أننا دائما نحبك “
وهذا يؤثر ايجاباً على الطفل في عدم احساسه بالإهانة حيث يطلب بهدوء من الطفل ان يجلس ويفكر فيما فعل ويصاحب الكرسي ساعة او عداد للتوقيت كالساعة الرملية وعند انتهاء الوقت المحدد يذكر فيما اخطأ وكيفية تصحيح الخطأ وعدم تكراره ويحصل في المقابل على حضن من الوالدين. ولابد من مراعاة العمر والوقت فمثلا لو كان الطفل عمره ثلاث سنوات يجلس على الكرسي ثلاث دقائق فقط.
وكما تساهم هذه الاستراتيجية في تنمية مهارات التفكير عند الطفل فأنها كذلك تنمي جانب النمو الخلقي لديه من خلال معرفته للصواب والخطأ بأسلوب تربوي محبب ومعزز.