تعد مرحلة الطفولة مرحلة مهمة في حياة الفرد من ناحية النمو المعرفي والنفسي والعقلي ويمثل اللعب مكانة هامة في حياة الطفل فهو في حياته لا يميز بين نشاطاته من حيث هل هو عمل ام لعبة خصوصا اللعب الحر الذي لا يتدخل فيه الكبار بمعاييرهم وضوابطهم
الإرشاد باللعب:
هو طريقة فعالة وحديثة لإرشاد الأطفال وفق أسس نفسية وعلمية مدروسة ويعتمد أكثر على ما يسمى بلعب الأدوار بحيث يلعب الطفل دورا معيننا يعبر فيه عن بعض مشكلاته التي يعاني منها (سمارة عزيز—(1999) محاضرات في التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي-دار الفكر.
اللعب هو ميل فطرى وضرورة بيولوجية تتم بها عملية النمو والتطور عند الطفل ومع أن اللعب قد يكون مواكبا لعملية النمو البيولوجي أو متدخلا فيها، وأن الطفل يبدأ بتحديد أهدافه من خلال اللعب.
وفى الفترة الممتدة بين * 1940-1950* أسست أول عيادة للعلاج باللعب حيث تم من خلالها فريق من العلماء بدراسة الفروق بين الجنسين في اللعب.
وتهبر –فرجينيا أكسلن 1948 من أوائل المهتمين بالعلاج باللعب وأكدت على أهمية اللعب في انخفاض السلوك السلبى ونمو الشعور الإيجابي نحو الذات ونحو الأخرين من خلال جلسات العلاج باللعب وكذلك التأكيد على أن الطفل يتحول الى فرد أكثر اكتمالا وتوافقا وتحررا تلقائية من خلال عملية العلاج.
النظريات التي تفسر اللعب
1-نظرية الطاقة الزائدة: تؤكد ان اللعب تنفيس على الطاقة الزائدة عند الفرد ويمكن الاستفادة من هذه الطاقة في نشاط سلوكي مفيد..
2-النظرية الغريزية: ان اللعب يستند على أساس غريزي وأنه بتوجيه اللعب يمكن تهذيب وتدريب النشاط الغريزي لدى الفرد كما هو الحال في غريزة المقاتلة والعدوان. نظرية التلخيص: تؤكد أن الطفل يلخص تاريخ الجنس البشرى في لعبه حيث نجده وهو يبنى وهو يسبح وهو يتسلق إنما يلخص كل ما يقوم به أجداده 3-نظرية تجديد النشاط بالتسلية والرياضة: وتؤكد أن أوجه النشاط الرئيسية في الحياة متعبة ومجهدة لدرجة تستوجب تجديد النشاط في الحياة بالتسلية والرياضة.
عناصر اللعب:
1-حجرة اللعب: غرفة اللعب: حيث تكون عادة فسيحة جيدة الإضاءة والتهوية تحتوي العديد من الأدوات والألعاب والمجسمات وقد تحتوى أجساما لطيور أو أدوات منزلية.
2-فريق اللعب: يفضل اختيار فريق اللعب من أطفال لديهم مشكلات متشابهة وقد يستخدم اللعب الفردي أو الجماعي، وإذا كان اللعب حرا يتم مراقبة الأطفال من خلال مرآة ذات وجه واحد.
أسس الإرشاد باللعب
1-ان اللعب سلوك له تفسير في نظريات علم النفس يسعى لتخليص الفرد من طاقة معينة وإشباع دوافع لديه.
2-اللعب نشاط يحبه الأطفال ويمارسونه فرادى وجماعات ومن السهل إعطاء فرصة للأطفال للقيام به.
3-يقوم الإرشاد باللعب على إعطاء الحرية للأطفال لإختيار الألعاب التي يميلون إليها ويفضلون اللعب بها وهي بالتالي تعبر عن طبيعة المشكلة التي يعانون منها.
4-ترى كثيرا من النظريات على أن التنفيس عن مشكلة يساعد في حلها في كثير من الأحيان.
5-ممارسة الألعاب من قبل الأطفال تساعد في رسم صورة واضحة عن المشكلات التي يعاني منها الأطفال وبالتالي يسهل التعامل معها.
6-ممارسة الفرد لدور معين يساعد في كشف الخبرات المجهولة ويساعد في إظهارها ضمن مستوى الشعوب
المرجع: علم النفس الإرشادي –ص 448 –د/صالح حسن الداهرى –دار وائل للنشر-2005-
فوائد الإرشاد باللعب:
1- أنسب الطرق لإرشاد الطفل.
2- يستفاد منه تعليميا وتشخيصا وعلاجيا.
3- يتسح خبرات نمو بالنسبة للطفل في مواقف مناسبة لمرحلة نموه.
4- يساعد على الاستبصار بطريقة مناسبة لعمره.
5- يتيح فرصة التعبير الإجتماعى في شكل بروفه ، مصغرة لما يحدث في عالم الواقع.
6- يمثل فرصة لإشراك الوالدين والتعامل معهما في عملية الإرشاد.
مزايا العلاج باللعب:
1- العلاج باللعب علاج فسيح للتعبير عن الدوفع والرغبات.
2- يعطى فرصة إزاحة المشاعر الى أشياء بديلة وأكثر فائدة.
3- يفيد في التخفيف من مشاعر الذنب والاتجاهات السالبة.
4- يزيد من إبصار الطفل بمشكلته ومعرفة أسبابها.
5- اللعب يكشف قدرات الطفل وميوله.
المرجع: علم النفس الإرشادي –ص 450 –د/صالح حسن الداهرى –دار وائل للنشر-2005-.
أســــــــــــــــاليب الإرشـــــــــــــاد باللعب:
قبل الحديث عن اساليب الإرشـــــــــــــــــاد باللعب يجب الإشارة الى نقطة مهمة وهى على الأخصائي النفسي أو المرشد النفسي أو المعالج أن يكون علاقة إرشــــــــــــــادية مناسبة مع الطفــــــــــــل ويهيئ مناخا ملائما يسوده التقبل ويصحب الطفل الى حجرة اللعب.
- اللعب الحر: حيث تترك حرية الطفل باختيار وإختيار اللعبة التي يريده من خلال مشاهدة المرشد للأطفال في حجرة اللعب وتسجيل ملاحظات واللعب الحر غير محدد حيث يلعب الطفل ما يشاء دون تهديد أو لوم أو إستنكار أو رقابة وقد يشارك المرشد في اللعب وقد لا يشارك وذلك حسب رغبة الطفل/ سمارة عزيز2000
- اللعب المحدد: وهو لعب موجه ومحدد
سؤال الموضوع: متى يستخدم العلاج أو الإرشاد باللعب:
اللعب في مرحلة التشخيص:
يعتبر لعب الأطفال تعبيرا حقيقيا عن سلوكهم السوى أو المضطرب فالطفل أثناء لعبه يعبر عن:
- مشكلاته.
- صراعاته التي يعانى منها.
- إسقاط ما بنفسه من انفعالات تجاه الكبار – التي لا يستطيع إظهارها خوفا من العقاب – على لعبه.
ادن من خلال ما سبق ذكره في هذا العنصر يمكن للمرشد أو الأخصائي أو المعالج ملاحظة:
- سلوك الأطفال المشكلين أثناء اللعب.
- التفاعل الاجتماعي بينهم.
- كيفية التعامل مع أدوات اللعب.
- أسلوب تعبير الطفل عن رغباته وحاجاته ومخاوفه ومشكلاته وخاصة في حالة التكرار الزائد.
وللتعبير الرمزي للعب أهمية كبيرة في العلاج حيث يوجه الاهتمام الى التعبير الرمزي عن طريق القصص التي يقصها الأطفال وعادة ما تكون هذه القصص عن مرافقة مع إخوته ووالديه وأصحابه ومدى تعلقه العاطفي بهم.
ويستفيد المعالج من عملية التشخيص باللعب من معرفة:
- سن الرفاق.
- عدم الاستمتاع بالعب والعدوان على اللعب.
- القيادة والتبعية في اللعب.
- الحوار القائم بين الطفل واللعبة.
- التعبير بالرسم والأولوان.
يمكن للمرشد أو المعالج استخدام اختبارات اللعب الإسقاطي كوسيلة هامة في عملية التشخيص مثل اختبار المنظر الذى يتخيله الطفل ثم ينفذه باللعب (إجلال سرى 2000).
ملاحظة: يحتاج الإرشاد بالعب الى مرشد ذو شخصية وقدرات تناسب التعامل مع الأطفال، ويحتاج الى تدريب خاص فالكل يعرف أن العمل فهم وصبر وحساسية ويمكن مشاركة أفراد العائلة إثناء جلسة الإرشاد باللعب.
خلاصة:
اللعب هو الوسيلة الوحيدة التي يفهم بها الطفل عالم الكبار وكيفية التفاعل مع الأخرين وإكتساب اللغة ولعب الأدوار، واللعب الحر يعطى الطفل حرية الإبتكار وينمى عنده الخيال متمثلا في اللعب الإيهامى .والإرشاد باللعب طريقة شائعة الاستخدام في مجال إرشاد الطفل على أساس انه يستند على أسس نفسية وله أساليب تتفق مع مرحلة النمو التي يمر بها الطفل وتناسبها وأنه يفيد في تعليم الأطفال وفى تشخيص مشكلاتهم مع علاج اضطراباتهم ويفترض في الإرشاد باللعب أن الطفل يقوم وهو يلعب بعملية ( لعب الأدوار ) حيث يعبر فيها عن مشاعره ومشكلاته لأنه ليس كالكبار الذين ييمكنهم عمل ذلك بالكلام
المراجع:
- سمارة عزيز (1999) محاضرات في التوجيه والإرشاد النفسي والتربوي-دار الفكر.
- د/صالح حسن الداهرى2005 علم النفس الإرشادي –––دار وائل للنشر-
- إجلال سرى -2000 علم النفس العلاجي –القاهرة –عالم الكتاب.
- علم النفس الإرشادي –ص 448 –449د/صالح حسن الداهرى –دار وائل للنشر-2005—