تتمثل أهمية هذه المقالة “احتياجات الشباب وعلم النفس” من كون أن الشباب هي مرحلة انتقال حرجة بين الطفولة والرشد تبدأ بالبلوغ الجنسي وما يصاحبه من تغيرات جسمية وانفعالية وخصائص متمايزة لما يحيط هذه المرحلة من أزمات ناشئة عن هذه التغيرات الفسيولوجية والتأثيرات النفسية والاجتماعية، ونظرا لحساسيتها تحتاج لمعاملة خاصة من طرف المختصين في مجال الإرشاد النفسي الذي يهتم بمجموع التأثيرات والتغيرات التي تمر بها مرحلة الشباب.
مفهــــــــــــــــوم الشباب في عـــــــــــلم النفس:
يرى أنصار هذا الاتجاه أن الشباب ليس مرحلة عمرية تتحدد بسن معينة، وإنما حالة نفسية لا علاقة لها بالعمر الزمني، فأنت شاب بقدر ما تشعر بالحيوية والحماس والحركة والطموح والأمل في الحياة وأهمية الدور المناط بالفرد. وهذا يعكس نظرة الإنسان للحياة فبمقدار ما يستطيع أن يوّلد في الآخرين الرغبة في العمل والحياة يكون شابا وحين يخفق في ذلك يشعر باليأس والإحباط والرغبة في الهروب وهذه بدايات مرحلة الشيخوخة، ويتم فيها عمليات تغير وانتقاء في البناء الداخلي للشخصية وتكوين الذات، واتجاه القدرات العقلية للفرد نحو الاكتمال. بمعنى آخر وحسب رأي علماء النفس أن مرحلة الشباب ترتبط باكتمال البناء الدافعي والانفعالي للفرد في ضوء استعداداته واحتياجاته الأساسية، واكتمال نمو كافة جوانب شخصيته الوجدانية والمزاجية والعقلية بشكل يمكنه من التفاعل السوي مع الآخرين. (محمد خواجة1983 ،.ص 100).
خصائص وسمات الشباب:
تتصف مرحلة الشباب بالعديد من الخصائص الهامة التي تميزها عن سنوات الطفولة المبكرة وعن المراحل التي تليها مما يساعد على تفردها وتميزها ونورد جملة هذه
الخصائص فيما يلي:
– تمثل مرحلة الشباب فترة التحول الكبرى في حياة الإنسان من حالة طفولة واعتماد على غيره إلى حال يتم فيها الاعتماد على النفس.
- اكتمال النمو الجنسي والعقلي والعاطفي فمن الناحية الجسمية تشهد اقتراب شكل الجسم ووظائفه من آخر درجات النضج وتحدث تحولات واسعة وعميقة وسريعة في ملامح جسم الشاب، حيث تنمو العضلات والغدد ويكتسب الجسم قوة وحيوية.
- كما تظهر الخصائص الجنسية. وتتجه القدرات العقلية للشاب نحو الاكتمال وتبدأ القدرات والهوايات والميول الخاصة في الظهور، كما ينمو الانتباه والتذ كر والتخيل فيتوقف الشاب عن تقبل الأفكار والمبادئ والقيم والأشياء التي يقدمها له الكبار على ويفكر فيها ويناقشها مناقشة منطقية.
- تتميز مرحلة الشباب بالتوتر والقلق ويشوبها الكثير من المشكلات سواء بالنسبة للشباب أو أهله أو المجتمع، فبعد فترة طويلة نسبيا من النمو الهادئ غير الملحوظ والاستقرار الانفعالي –الطفولة- يصبح الفرد غير متزن وغير مستقر ولا يمكن التنبؤ باتجاهات تصرفاته، فهو غير قابل للانصياع، متمرد على طلبات الأسرة.
- نجد أنه نتيجة للتحولات الفسيولوجية والجنسية والعقلية التي يمر بها الشباب والأوضاع التي تترتب عليها تظهر حاجات جديدة لدى الشاب، فقد تضايقه بعض الأفكار والرغبات الجديدة التي خلقها فيه النمو.
احتياجات الشباب وعلم النفس:
يسعى الشاب من خلال أفكاره وسلوكه إلى تحقيق بعض حاجاته الملحة والضرورية لإعادة اتزانه الجسمي والفكري والاجتماعي…. ومن الناحية النفسية نجد أن حاجات الفرد الشاب ودوافعه تكون بمثابة الطاقة الدافعة له والتي تؤدي به إلى حالة من الاستثارة الداخلية والتي تدفعه نحو القيام بعمل ما من أجل إشباع هذه الحاجات. ونحصي فيما يلي أنواع الحاجات:
الفسيولوجية: وهي متطلبات تنبع من طبيعة التكوين العضوي والجسمي للإنسان، وهي حاجات كثيرا ما تكون مشتركة بين الأفراد غير متغيرة وبسيطة التحقيق، وهي تسعى إلى تحقيق نمو الجسم سليما وإحقاق التوازن الوظيفي والعضوي ونجد منها: الحاجة إلى الطعام، النوم، الجنس.
النفسية_الوجدانية: وهي حاجات تعمل على تحقيق التوازن النفسي لدى الفرد، وهذه حاجات تشير إلى التكامل النفسي للعمليات النفسية والعقلية والاجتماعية ونجد من هذه الحاجات الحاجة إلى التقدير واحترام الذات، الحاجة إلى إشباع الدوافع والميول……
الاجتماعية: هي حاجات تتعلق بالمجتمع والمحيط الذي يعيش فيه الفرد، وتتغير هذه الحاجات حسب طبيعة المجتمعات والتقاليد وكذلك حسب الأفراد في نفس البيئة ونجد من بينها:
– الحاجة إلى تكوين علاقات صداقة داخل الجماعات.
– الرغبة في أن يكون شابا محبوبا من طرف الآخرين.
– القيام بالواجبات وتحمل المسؤولية تجاه الآخرين. (إقرأ أيضاً: 7 خطوات تحسن حياتك في 7 أيام).
وفي تصنيف آخر لاحتياجات الشباب: الحاجة إلى تقبل الشباب وكشف ما يدور حوله.
هائلة وعدم تفريغها في أنشطة بّناءة يزيد من حالة الاضطراب والملل والتوتر لديه.
“. 2006 sasynewww.org. : 32. – 2007”.