علم النفس

اضطرابات ما بعد الصدمة

الأحداث الصدمية هي الحوادث المفاجئة والعنيفة التي قد تمثل فعلاً طبيعياً، أو اجتماعياً، أو تقنياً مثل الحروب، والإبادة الجماعية، والحوادث النووية (كالتعرض لمواد كيميائية سامة أو إشعاع ضار) والكوارث الطبيعية (كالزلازل، والعواصف، والفيضانات، والأعاصير, والحرائق) وحوادث الاعتداء الشخصي “كالاغتصاب والسلب والسطو”.

وتوصف تلك المصادر الضاغطة بأنها صدمية؛ حيث تتضمن تهديداً أو خطراً في تأثيرها على الفرد أو على مجموعة كبيرة من الأفراد؛ إذ لا تكفى قدرات الفرد ومهاراته العادية على مقاومتها، وتخل بالتوازن النفسي والاجتماعي والبدني له؛ لذلك يطلق عليها “اضطرابات ما بعد الصدمة”(1).

ما هو اضطراب ما بعد الصدمة:

يعانى الفرد في هذا النوع من المصادر الصدمية الكرب والضيق والهم بدرجة أكثر مما يعانيه أي فرد آخر، وعادة ما تترك آثاراً صحية ضارة مثل إصابات الدماغ، أو تلف في بعض الأجهزة العصبية بالجسم، لاسيما إصابات الحبل الشوكي. وكذلك تظهر بعض الاضطرابات الوظيفية الذهنية مثل استجابات الفزع، والأرق المستمر، وفقدان الذاكرة، وتشتت الانتباه، والاقتحام المتكرر والمستمر للمصدر الصدمى في الذاكرة، أو الاستعادة المتكررة لخـبرة هذا المصدر الصدمى عن طريق الأحلام والكوابيس. وقد تؤثر هذه المصادر الصدمية الضاغطة كذلك على العلاقات الاجتماعية للفرد، إذ يميل الفرد إلى الانسحاب والعزلة عن الأقارب والأصدقاء، ويظهر كذلك أثرها في ضعف الاستجابة الوجدانية للفرد وعدم اهتمامه بالنشاطات الخارجية، إضافة إلى تكرار نوبات الغضب والانفعال. ويظهر أثر هذه المصادر الصدمية في فقدان الفرد لملكية بيته وخسارة عمله، وكذلك قد تؤدى إلى فقد الفرد لأفراد أسرته أو أحد أصدقائه كما يحدث في الأحداث الصدمية الناجمة عن الحروب.

 

(1) Post Traumatic Stress Disorders.

د. حنان حسن بالشيخ

عضو هيئة تدريس بكلية الآداب جامعة بنغازي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى