يُحكى في قصص التراث الأمريكي للهنود الحمر، أن نسراً كان يعيش في أحد الجبال ويضع عشه في قمة إحدى الأشجار على، وكان عشه يحتوي على أربع بيضات، ثم حدث أن سقطت بيضة من عش النسر وتدحرجت أسفل الجبل إلى أن استقرت في مزرعة للدجاج، رأت الدجاجات البيضة وقررن أن يعتنين بها، فتطوعت دجاجة كبيرة في السن أن تحتضنها إلى أن تفقس، وبعد فترة من الوقت فقست البيضة وخرج منها نسر صغير جميل، بدأ هذا النسر يتربى بين الدجاج على أنه دجاجة، وأصبح يعرف أنه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيام وفيما كان يلعب في ساحة المزرعة شاهد مجموعة من النسور تحلق بفخر عالياً في السماء، تمنى هذا النسر أن يستطيع التحليق عالياً مثل هؤلاء النسور، وفرد جناحيه الكبيران و حلق قليلا ، ولكنه قُوبل بضحكات الاستهزاء من الدجاج قائلة له: “أنت لست سوى دجاجة، ولن تستطيع أن تحلق عالياً مثل هذه النسور العظيمة”، فسقط النسر ،وبعد وقت قليل توقف عن أحلامه في أن يحلق عالياً، ولم يلبث بعد فترة أن مات بعد أن عاش حياة طويلة كدجاجة.
ما نستخلصه من هذه القصة أن مصير المرء قد تحدده وترسمه فكرة، قد يكون مصدرها منه أو من أقرب المقربين له ،فليست بالضرورة أن تأتي من حاقد أو عدو، وقد قال الفيلسوف الصيني لاوتسو :
“راقب افكارك ،لأنها ستصبح كلمات
و راقب كلماتك ، لأنها ستصبح افعال
و افعالك ، لأنها ستتحول الى عادات
وراقب عاداتك ، لأنها تكون شخصيتك
و راقب شخصيتك ، لأنها ستحدد مصيرك”
مجرد فكرة تبدأ عابرة في عقلنا وإذا التفتنا لها إستقرت، وتأصلت وتحولت الى أفعال.
فالله سبحانه وتعالى منحنا العقل والتدبير والبصيرة، لنسير حياتنا ونميز بين الخبيث والطيب بدايةً من أفكارنا فلا تركنوا للأفكار السلبية التي قد تبدو صغيرة ولكن قد يكون لها أعظم الضرر كالشرارة التي قد تحرق غابة بأكملها.
أفكارنا عن ذاتنا ستحدد، بعد الله سبحانه وتعالى، إنجازاتنا و نجاحاتنا، فلنجعلها إيجابية متفائلة ولنقفل الأبواب بوجه الدجاج المحبِطين الذين قد يكونون ممن لهم فضل علينا و نواصل ما نؤمن به.
لذا لنرفع اليوم الشعار: سأكون أنا ربَّان سفينتي، وراقب أفكارك السلبي منها حدده و إستبدله فورا بأفكار إيجابية قبل أن تستقر ، وإستمر بهذا التمرين او الإجراء ، وكرره مرات ومرات، فالتكرار أساس المهارات ،لذا يجب عليك أن تثق في ما تقوله وتكرر الأفكار الإيجابية،أنت سيد عقلك، أنت قوي وتستطيع أن تبحر بسفينتك الى السعادة.
تحية للدكتورة أمنة طرحها موضوع مهم مثل هذا، وما يساعدنا أكثر في التطبيق العملي هو البداية فلو خصص الفرد ولو دقيقة باليوم يمارس تدريب متعمد وهو ان لا يفكر في هذه الدقيقة إلا في شي إيجابي فقط هيجد ان الدقيقة اتطورت معه لزمن أكبر وهكذا
افكارك اقدارك
بارك الله فيك، أختي بالضبط.
الخطوة التالية في نقل هذا المفهوم الى حيز التطبيق في أمور حياتنا اليومية
“مجرد فكرة تبدأ عابرة في عقلنا وإذا التفتنا لها إستقرت، وتأصلت وتحولت الى أفعال”
شكراً دكتورة
الأفكار أداة خطيرة يستهين بها كثير من الناس ،أحد مرضاي عمره 15 احضرته والدته لأنه اصبح مدخنا في ذلك الين المبكر، مما ذكرته الأم انه حين كان في السابعة من عمره كان يقول لها أريد أكون مثل المدخنة في الكارتون لأنه حسب وصفه” عجيب” والأم لم تأخذ الموضوع على محمل الجد فهي مجرد فكرة مضحكة من طفل.
عذرا هناك خطأ مطبعي،
(لذا لنرفع الغيوم)
ما قصدته
لذا لنرفع اليوم
تم التصحيح دكتورة