“كن كالنحلة فإنها تأكل طيباً، وتضع طيباً، وإذا وقعت على عود لا تكسره، وإذا حطّتّ على زهرة لا تخدشها”
يُعتبر أسلوب التعزيز من الأساليب المهمة في تعديل سلوك الطفل حيث يتمثل بتقديم الآباء التعزيز والمكافأة للسلوك الجيد المرغوب به، وفي المقابل التقليل أو الحد من السلوك غير المرغوب.
وتعتبر إستراتيجية سلوك النحلة من الإستراتيجيات التي تركز على تعزيز الجانب الإيجابي للسلوك فالمعروف أن النحلة كائن إيجابي يبحث عن رحيق الأزهار ليصنع العسل وهكذا الأسرة فلا بد أن
تحوم حول طفلها وتركز على سلوكياته الإيجابية وتعززها بطرق مختلفة ومتنوعة لتستخرج العسل الذي بداخل الطفل ومع الوقت يثبت السلوك الإيجابي المعزز ويتلاشى السلوك غير المرغوب .
وهذا يستلزم أن تغير الاسرة أسلوب التركيز على السلوك الغير مرغوب والتركيز على السلوك السلبي مثلا لو أردنا أن يلتزم الطفل بالصلاة في مواعيدها ويسأل الأب أو الأم الطفل إن كان ملتزما
بصلاته فيجيب الطفل أنه صلى الصبح والظهر ونسي العصر مثلا لأنه انشغل باللعب هنا نجد الأسرة تبدأ باللوم والتأنيب على عدم التزامه ولم تركز على رحيق الزهر الرائع الذي في هذا الطفل وهو
أنه أجاب بصدق وكان المفترض أن الأسرة تشكر طفلها على أنه أجاب بصدق وتبدي سعادتها لذلك حتى تكون من ضمن سلوكياته وأيضا تتفق معه على التزامه بالصلاة وبالتدريج تجد الأسرة أنها
جعلت طفلها مواظبا على صلاته وأيضا استخلصت العسل من الرحيق (الصدق) ولكن لو استمرت الاسرة في التركيز على الجانب السلبي قد يضطر الطفل إلى عدم قول الحقيقة ويقول إنه صلى ليخرج
من دائرة التأنيب والعقاب وتكون النتيجة هنا تكوين سلوك غير مرغوب.
ما أجمل التشبيه لإيضاح سلوك التعزيز.. لكنه يحتاج لتغير سيكولوجية التفكير للآباء بالنظر على الإيجابيات وتعزيزها، وبدورها ستمحي السلبيات.. فالتعزيز بالتشجيع والتحفيز من الأولويات التربوية لتعديل السلوك للطفل والمراهق والكبار أيضأ.