عند سماع مصطلح تعديل السلوك قد يتبادر الى ذهن غير المتخصص أن السلوك المستهدف بالتعديل هو السلوك غير المرغوب فيه
أو السلوكيات السلبية، ولكن الحقيقة تختلف هناك ثلاث أنماط سلوكية أساسية مستهدفه باستراتيجيات تعديل السلوك وهي:
أولا: السلوكيات غير المرغوبة
ثانيا: السلوكيات المرغوبة!!! نعم السلوكيات المرغوبة والمحببة لدينا تستهدف في تعديل السلوك.
ثالثا: كذلك السلوكيات المفقودة والتي يرغب الآباء والأمهات أو المختص النفسي بتعليمها او اكتسابها للعميل
(وعلى المستوى الشخصي افضل استخدام غرسها). اي تشكيل سلوكيات مراد تعلمها.
أن عملية تعديل السلوك من أهم الاساليب التي تستخدم لعلاج المشكلات السلوكية لدى الأطفال و المراهقين والبالغين
بوجه عام سواء كانوا طبيعيين أو كانوا ذوي احتياجات خاصة وذلك من أجل رفع مستوى اقصى حد ممكن للتفاعل مع الأخرين ومجتمعاتهم.
فاعلية وكفاءة ادائهم الى ولكن قبل البدء في الحديث وعرض هذه الأنماط سابقة الذكر افضل أن نتعرف باختصار معا على اهم ثلاث اسس
او مدارس او نظريات تعلم ” وفقا المصطلح المعتاد القارئ الكريم على استعماله” التي تولدت عنها استراتيجيات تعديل السلوك.
أول تلك هي: النظريات المعرفية، والتي ترى بإمكانية تعديل السلوك من خلال تعديل الأفكار، يعني عندما نرغب في تعديل سلوك شخصا
ما علينا تعديل افكاره وذلك بالتخلص من التشويهات المعرفية او الافكار المغلوطة المشوهة والتي يعتقد العميل بصحتها وهي على العكس
من ذلك، فتغيير الافكار ينتج عنه تغيير السلوك.
أما الأساس النظري الثاني فهو النظرية السلوكية فهي تختلف عن المعرفية اذا تعتقد أن تعديل السلوك يأتي من تقوية او اضعاف الروابط بين
المثير والاستجابة وذلك بالتحكم في المعززات لتقوية او فك هذه الروابط،، يعني لا يعطون وزن لأفكار الشخص ومعتقداته فالدور الاساسي
في التحكم بالسلوك هنا للتعزيز.
اما الأساس النظري الثالث ففي نظرية التعلم الاجتماعي، وتركز هذه النظرية على اهمية التقليد والمحاكاة في تعديل السلوك، فنحن نتعلم العديد
من السلوكيات عن طريق التقليد القدوة سوا كانت هذه القدوة مرغوبة او غير مرغوبة. واهملت هذه النظرية دور التفكير والمثير والاستجابة
في التعلم والدليل على ذلك أن الأشخاص أحيانا تتعلم سلوكيات غير مرغوب فيها بالتقليد كالألفاظ البذيئة من دون قصد رغم رفضنا لها…
هذه هي الاسس النظرية الثلاث الرائعة في تعديل السلوك ولكل منها اهمية وفعالية وفقا للمراحل العمرية وكذلك نوع الاضطرابات النفسية
وكذلك درجة الاضطراب….
ونعود من جديد للأنماط السلوكية المستهدفة بالتعديل
فالسلوكيات غير المرغوب فيها اعتقد واضحة للجميع ويسعى المختص بتعديل السلوك الى ازالتها مثل الكذب والفوبيا و السرقة والعدوانية ….
أما السلوكيات المرغوبة وإن كانت ضعيفة جدا وتميز الشخص، نسعى في تعديل السلوك الى تطويرها وصقلها وإبرازها، يعني أحيانا
نوظف الجوانب الإيجابية عند الشخص للتغلب على الجوانب السلبية مثل الهوايات والمهارات الفردية الاجتماعية والعقلية …
اما السلوكيات المفقودة وهي التي يسبب افتقادها مشاكل شخصية للفرد او للمعلم او الوالدين مثل عدم الثقة بالنفس، عدم القدرة على
المخالطة الاجتماعية، عدم القدرة التعبير عن الافكار. إن تقنيات تعديل السلوك تساعد العميل على اكتساب تلك السلوكيات بشكل تدريجيي
وذلك بتشكيل (غرس) سلوكيات جديدة مراد تعلمها.