مقالات وآراء

العنف اللفظي الموجه ضد الطفل

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

” الكلمة نور وبعض الكلمات قبور …استخدم كلمتك بحكمة “، عندما نتحدث عن العنف الموجه ضد الأطفال أول شيء يتبادر إلى ذهننا العنف الجسدي ولكن للعنف انواع  متعددة  ومتداخلة منها العنف الجنسي والعنف اللفظي …. نعم العنف الجسدي مؤلم إلى حد كبير، وآثار كدماته وإصاباته الجسدية تظهر للعيان،

إلا أن هناك شكلا آخر من أشكال الإساءة أشد أذى للطفل، وهو العنف اللفظي، والذي يسبب جروحا لا ترى بالعين، إلا أن آثارها النفسية والسلوكية والعقلية تظل وتستمر معه على مدار العمر.

ومن أكثر أنواع العنف اللفظي شيوعا هي:

  • إطلاق أسماء أو ألقاب جارحة على الطفل، بالإضافة إلى انتقاده باستمرار.
  • الرفض أو التهديد بترك الطفل، أو تمني عدم وجود الطفل، وإعطاء الطفل الشعور بأن الأسرة لا تريده.
  • التهديد بالضرر الجسدي كالتهديد الطفل بضربه مما يزيد مخاوفه.
  • إلقاء اللوم البالغ على الطفل, فلوم الطفل الدائم، يمنحه الشعور بأنه شخص سيئ يفعل الخطأ باستمرار.
  • استخدام السخرية على الطفل، مما يقلل من اعتداده بنفسه.

وإذا اردنا حصر الاسباب المؤدية الى العنف اللفظي الموجه ضد الطفل نجدها متعددة و معقدة ومتشابكة ويصعب تحديد سبب واحد مباشر، بل هي تفاعل بين مجموعة أسباب منها:

ضعف الترابط العائلى بين أفراد الأُسرة الواحدة. توّقُع نتائج غير منطقية من الطفل. عدم تلقي الأُسر الصغيرة الدعم من الأُسر الممتدة. طبيعة

العلاقة بين الأبوين أساسها مبنى على العنف. العنف المنتشر بين أفراد العائلة. امتلاك الأبوين عواطف وأفكاراً تدعو إلى العنف ضد الأطفال.

قلة معرفة الأبوين بطريقة تربية الأطفال والتعامل الصحيح معهم.

كما قد تُؤدي المشاكل والضغوطات النفسية التي يمرّ بها أحد أفراد العائلة إلى العنف ضد الطفل، مثل: أن يعاني أحد أفراد العائلة أو الأبوان من الاكتئاب أو أحد الأمراض العقلية أو الجسدية الدائمة. تعرض أحد الوالدين لضغوطات العمل. تعاطي أحد أفراد العائلة المخدرات، وشرب الكحول بشكل مُفرِط.

ويساهم المجتمع أيضا فى تواجد هذه المشكلة من خلال: قبول نهج العنف والقوة في المجتمع. اتخاذ العقوبة الجسدية كعِقاب مقبول في المجتمع.

نقص التعليم وانتشار الجهل في المجتمع. انتشار مفاهيم العُنصرية. عدم المساواة أو التوازن في العلاقة بين الرجل والمرأة وهذا كما ذكرت له تأثير سلبي على نفسية الطفل خاصة ان مرحلة الطفولة تعتبر من المراحل المهمة في تكوين الشخصية في مختلف مراحل نموها وتتمثل الاثار النفسية للعنف اللفظي الموجه ضد الطفل في التالي:

  • تدني مستوى الاعتداد بالذات، أو عدم الثقة النفس.
  • تدمير الذات، مثل إيذاء نفسه عن طريق قطع الجلد بآلة حادة.
  • السلوك المعادي، الذي قد يكون رد فعل بعض الأطفال من خلال إظهار سلوك عدواني، بضرب الأطفال الآخرين أو الشجار الدائم مع غيرهم من الأطفال.
  • سوء المعاملة المستمر قد يؤثر في نمو الطفل في الجانب الجسمي، والاجتماعي والانفعالي والمعرفي. وقد يبدأ الطفل بإظهار علامات الاضطراب
  • العاطفي مثل مص الإبهام، أو التبول اللاإرادي أو التعثر. كما أظهرت الدراسات أن الطفل قد يكون عرضة للاكتئاب والقلق عند الكبر، وبعض الأطفال
  • قد يلجئون للعنف كوسيلة للتفاهم.

في الختام انصح كل أب وأم تجنب العنف بشكل عام والعنف اللفظي بشكل خاص كأسلوب للتربية لأنه الطريق لتكوين شخصية غير سوية معادية لنفسها ولمجتمعها وقد وضع المختصين في مجال تربية الاطفال عدة ارشادات تتبعها الاسرة عند التعامل مع الأطفال ولعل أهمها:

  • لا تخافوا أبداً من الاعتذار لطفلكم، وإذا فقدتم سيطرتكم وتفوهتم بكلمات قاسية لطفلكم.
  • تجنبوا استخدام القاب جارحة أو توجيه إساءات إلى طفلكم، أو الصراخ في وجهه.
  • ركزوا على السلوك الذي يحتاج إلى تصحيح وليس على الطفل. وإذا فعل طفلكم أي شيء خاطئ، تحدثوا معه وبينوا له أن ما فعله خطأ،
  • ولا تصرخوا في وجهه أو تعاقبوه.
  • إذا قام طفلكم بعمل إيجابي تذكر أثنوا على ما قام به .
  • تجنبوا استخدام العبارات التي لها مدلولات عنف مثل: أخوك أو أختك افضل منك. أنت. أنت كسول. أنت لا تفهم …. وغيرها.

وأخيرا نصيحة لكل أب وأم:

“العنف اللفظي لا يترك ندوب على جسد طفلك بل على نفسيته لا تختفي مهما مرت الأيام”

 

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. فايدة الورفلي

مدرب الحياة، توجيه وإرشاد نفسي وحياتي- ليبيا عضو هيئة تدريس بقسم العلوم التربوية والنفسية كلية التربية جامعة بنغازي مدرب دولى معتمد من الاكاديمية الدولية للانجاز

تعليق واحد

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×