مقالات وآراء

المساندة النفسية الأسرية للأطفال في ظل ظروف الكوارث والحروب

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

تتعرض شعوب العالم كافة والعربية خاصة لأبشع أنواع الظروف الصادمة والضاغطة بسبب الحروب والنزاعات والكوارث، والتي تترك بصماتها على معظم نواحي الحياة خاصة عند الأطفال ، ويرجع علماء التربية وعلم النفس ذلك لأن نمو الطفل النفسي والاجتماعي لم يكتمل بعد،  فهو لا يستطيع التعبير عن غضبه وخوفه وقلقه بالألفاظ مثل الكبار، ولكنه يعبر بلغة الحركة والجسد، ويرون أنه غالباً ما تسوء حالة الطفل النفسية في ظل ظروف النزاع والحرب لعدم إدراك ذويه لما يعانيه، فالأغلب يعامل الطفل كفرد عادي ولكن في الحقيقة يجب أن يعامل بشكل خاص وبأكثر أهمية من الآخرين، فما يحدث من الطفل من قلق وخوف ما هو إلا انعكاس خوف وقلق الكبار حوله مما يحدث ، لذلك ينصح ذوي الأطفال بزيادة اهتمامهم ورعايتهم للأطفال في ظل الحروب والكوارث ومساعدتهم على تخطي أزمة الحرب وأشعارهم بالأمن قدر المستطاع وهذا يحتاج من الأهل  قبل كل شيء التعرف على آثار الحروب والكوارث على الأطفال لتخطي الأزمة وتقديم الدعم النفسي المناسب لهم.

أولاً: آثار الحروب والكوارث على الأطفال:

أ- الآثار النفسية والاجتماعية على شخصية الطفل:

 وتظهر هذه التأثيرات بعدة أشكال تتراوح في الحدة والتأثير على الطفل تبعاً لعمره وخبراته السابقة، مثل: الاكتئاب، واضطرابات تقلب المزاج، واضطرابات النوم، والبكاء من أبسط الأمور، والقلق، والوسواس القهري، وغيرها.

ب- الآثار المعرفية على شخصية الطفل:

‌وتتمثل في ضعف التحصيل الدراسي، والتسرب المدرسي، والتشتت الذهني، وعدم التركيز، وقلة الانتباه، وخلل في المفاهيم المعرفية عند الطفل، خاصة تلك المتعلقة بالأمان والانتماء والحقوق والواجبات، وغيرها.

ج – الآثار السلوكية على شخصية الطفل:

 حيث يمارس الطفل سلوكيات سلبية تؤذيه وتؤذي الآخرين منها: مظاهر العدوانية، والعنف، والانسحاب، والهلع، واضطرابات الطعام، ومص الأصبع، وقضم الأظافر، وغيرها.

ثانياً: دور الأهل في تقديم المساندة النفسية للطفل:

هناك مجموعة من الاعتبارات  يجب على الأهل أخذها بعين الاعتبار عند التعامل مع الطفل حتى تكون المساندة النفسية ناجحة مع أطفالهم وهي:

  1. ملاحظة سلوك وتصرفات الطفل:

 وهي أول خطوة مهمة في عملية الدعم النفسي، فإن طرأ على الطفل سلوك غريب لم يتعودوا عليه فيجب أخده بعين الاعتبار وتفهمه ومحاولة إيجاد السبب الذي أدى به إلى هذا التصرف، أو عرضه على الأخصائي في حالة العجز عن حلها.

  1. تشجيع الطفل على الحديث بحرية:

على الأهل إتاحة الفرصة للطفل للتحدث عن مشاكله واحتياجاته بحرية، وعدم تركه يغوص في أحزانه وحيداً، وتشجيعه على الحديث عما حدث معه،

وعدم إرغامه على التحدث عما يزعجه إذا كان رافضاً الحديث، واستخدام طرق أخرى لتشجيعه على التعبير مثل الرسم أو وصف ما حدث من خلال  استخدام الألعاب.

  1. مساعدته على التنفيس والتفريغ الانفعالي:

أحياناً لا يكفي الاستماع إلى الطفل وطمأنته ومن الأهمية أن نعطيه الفرصة للإفصاح عن شعوره بالألم والحزن والغضب، أيضاً علينا أن لا ندعه يحس بالخجل إذا أو أظهر حزنه، فالحزن ليس دليلاً على الضعف.

  1. المرونة والصبر في التعامل مع نوبات الغضب والعناد:

كثيراً ما يخاف الأطفال من إرشادات الكبار وكثيراً أيضاً ما يتصرفون بعدوانية زائدة، لانعدام الفرص للتعبير عن أنفسهم بأشكال أخرى، وأحياناً يفضل أن نترك الطفل يعبر عن مشاعر الغضب دون أن ندعه يحس أنه يقترف ذنباً يستدعي الخجل أو الندم ويمكن بعدها التحدث معه حول سبب هذا الغضب.

  1. التعامل مع انطواء وخجل الطفل:

علينا أن نحث الطفل المنطوي أو الخجول للمشاركة في نشاطات مختلفة، كأن  نحكي له حكايات الحيوانات الخجولة والتي تسترجع ثقتها بنفسها تدريجياً، أو نشجعه على ممارسة الألعاب الجماعية، أو نطلب منه القيام بتمثيل دور شخصية منطوية على نفسها في البداية ومن ثم تتحول إلى شخصية شجاعة ومشاركة.

  1. الانخراط في نشاط أسرى جماعي:

مثل المشي في الحدائق العامة والطبيعة والمتاحف والسباحة وركوب الخيل والذهاب إلى دور العبادة والمشاركة في رحلات كشفية عائلية.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

فتحية فضل الله مرعي

ماجستير علم نفس. دراسات طفولة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×