عنوان الاستشارة: ضبط سلوك الأبناء
التصنيف: تربوية
نص الاستشارة: كيف أربي أبنائي في ظل التطورات التكنولوجية الحديثة فيما لها وما عليها، وكيف أضبط سلوكياتهم؟.
رد د. هناء بوحارة *:
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك أختي الفاضلة، أحيي فيك ثقتك بنا وأرجو أن نوفق في إرشادك وتوجيهك نحو معالم لحياة أسرية مستقبلية أفضل وتصور لتربية صالحة لأبنائك كما تطمحين له إن شاء الله.
كما أحيي فيك روح المسؤولية والاهتمام بكيفية التربية، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقك الزوج الصالح والذرية الطيبة، فالمال والبنون زينة الحياة الدنيا. ولعل من قراءتي للسطور التي خطتها أناملك ألتمس نوع من الحيرة والقلق من مسألة تربوية، فالأبناء من أعظم الكسب والرزق ولك كل الحق أن تتساءلي لأنهم أمانة.
أشكرك على الحس الجميل الذي يراودك، فهي روح المسؤولية والسعي إلى بلوغ الايجابية في التربية. فيمكن أن أحدد ثلاث أبعاد قبل عرض أهم الأساسيات التي يمكن أن تتبعينها في تربيتك وتعاملك مع أبناءك…ننطلق منها هي:
– المتغيرات الخارجية المؤثرة على التربية (تنوع الفضائيات، الأنترنت، العولمة، الهواتف الذكية، الألعاب الالكترونية…الخ)
– المتغيرات الداخلية (تربية جيدة، القدوة الحسنة.. الخ)
– سلوكيات الأبناء (التمرد، العصبية، العدوان،..الخ)
أما عن أهم الأساسيات لتربية أبناءك تربية إيجابية والتي يمكن اتباعها في ضوء نصائح تستدلين بها في مشوار حياتك الأسرية بحول الله، ولما لا تكونين أم متميزة وذكية في تعاملها مع أبناءها:
1- القدوة والنموذج الإيجابي.. سأنطلق معك من نقطة مهمة وأراها جدا ايجابية كنت قد ذكرتها في رسالتك وهي ولله الحمد التربية الجيدة “تربيت جيدا” التي أنتجت ثمرة جيدة، وهذا أول مؤشر يمكن أن تحصنين به علاقتك مع أبناءك مستقبلا في ضوء “النموذج التربوي الجيد”.. يعني احتمال كبير تتأثرين بأسلوب المعاملة التربوية التي كنت تتلقينها من طرف والديك أو أسرتك. ولعله يكون بمثابة المصل الواقي لأبنائك، لذلك أنصحك بالاستفادة من السلوكيات الجيدة وحتى البسيطة منها طبعا في صورتها الايجابية وتمتثلين لها في تعاملاتك مع أبناءك. واستشيري فما ندم من استشار.
2- الرقابة الوالدية. عزيزتي أركز على نقطة مهمة في التربية وهي “الرقابة الوالدية”، وليس معناها أن تكوني مثل الشرطي للطفل، لا أبدا !!..ولكن حاولي أن تراقبيه بذكاء، كيف؟؟ يعني حاولي أن تصاحبيه، وأن تكوني له خير معين وخير صاحب، حاولي أن تعرفي عليه كل شيء من خلال تعزيز الثقة بينك وبينه، فالثقة أهم عامل للنجاح في التعامل وتمتين العلاقة الوالدية.
3- الحوار الفعال.. حاولي في كثير من المرات فتح باب الحوار مع أبناءك، لأنك من هذا الباب ستتعرفين أكثر على رغباتهم وحاجاتهم في مختلف مراحلهم، ستدرسينها جيدا وتدركينها بل وتتفهمينها وتستوعبينها، سيتعلم الطفل من خلال الحوار ما هو واجب عليه ويحق له.. الخ.
4- الاحترام…عزيزتي عززي الاحترام في أبناءك وبينهم ومع غيرهم، وكيف يمكن أن يكون في جميع صوره، فهو عامل أساسي لاستمرار كل العلاقات الإنسانية.
5- الجو الايجابي.. اخلقي جو اجتماعي إيجابي في البيت، بحيث يبعد أبناءك عن مختلف ضغوطات الحياة وعن الملهيات السلبية، كالتعاون في أشغال البيت وعوديهم منذ الصغر على ذلك حتى ينشئوا عليه.
6- قصة النظرة.. حاولي أن تكوني أم مميزة يفهمها أبناؤها من النظرة فقط.. وهنا تتجسد قصة النظرة من خلال السلوكيات والمواقف الحياتية المختلفة بسلبياتها وايجابياتها.. تأكدي أن أبناءك على ما تربينهم يكونون.
7- الإصغاء. اصغي لأبنائك جيدا واجعلي دوما خلية إصغاء في بيتك بحيث تكون قناة اتصال قوية بين أبناءك وهذه تتوقف على مهارات الاتصال لديك، وتكون أيضا بمثابة المتنفس لكل انشغالاته ومشاكله، لأن الطفل أو المراهق إذا لم تسمعي أو تصغي له يوف يذهب لمن يسمع له.
8- الاحتضان.. حاولي أن تكوني الحاضنة والداعمة لأبنائك منذ صغرهم، واجعلي من الذكاء العاطفي مهارة تستعينين بها في جذب ابنك لك، بحيث تستوعبين مشاعره وانفعالاته (فرحه، حزنه، إحباطاته..)، واشبعي ابنك حنانا وعطفا (الإشباع العاطفي) حتى لا يجد منافذ أخرى لإشباع حاجاته وحتى تحصنينه من الحرمان.
9- لا تفقدي السيطرة.. اجعلي دوما زمام الأمور بيدك عزيزتي، وإياك أن تفقدي السيطرة في التحكم في سلوكياتك أبناءك، لأن طريق التمرد، العصيان سهل.. لذلك كوني القوية الحنونة “عملة واحدة لوجهان مختلفان”.
لكي مني أهم نصيحة.. التربية لا إفراط ولا تفريط.. فلا تشدي ولا تتساهلي، حاولي دوما التعامل بوسطية.
وفقك الله لما فيه كل الخير يا رب. وآمل أن تكون لك حياة أسرية مليئة بالايجابية إن شاء الله.
هل لديك استشارة؟ أرسلها من خلال النموذج هنا: