غريزة الموت والحياة من الغرائز الطبيعية والأساسية لحياة الكائن الحي، ويعتبر رهاب الخوف من الموت (النيكروفوبيا) أمرا طبيعيا، ولا يوجد إنسان لم يمر بتجربة الخوف تلك
لكن إذا زاد معدل هذا الخوف عن معدله الطبيعي أصبح خوفا مرضيا. أي أنه أصبح يهدد حياته ويجعله يشعر بالعجز وعدم القدرة على الإنجاز والاستمتاع بالحياة
حينها يتحول إلى خوف مرضي أو ما يعرف برهاب الموت أو وسواس الموت. ويصاب بهذا المرض كلا الجنسين وخاصة النساء وكذلك الشباب في سن العشرينات
من العمر ويقل مع التقدم في العمر. ويزداد مع الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مهددة للحياة.
أسبابه: –
يعتبر رهاب الموت من الاضطرابات النفسية المنفصلة إلا أنه قد يرتبط ببعض الأمراض النفسية كالاكتئاب واضطرابات القلق، فهناك العديد من الأسباب التي تسبب هذا الاضطراب منها:
١. الخوف قد يكون جزءاً من القلق النفسي وما يشمله من آلام نفسية وجسدية.
٢.الخوف قد يكون جزءاً من نوبات الهلع والفزع حيث يشعر فيه الفرد بالخوف الشديد من الموت لدرجة شعوره بأنه يحتضر وقد تستمر هذه الأعراض لدقائق.
٣.الخوف من الموت قد يكون فكرة وسوسة قهرية حيث يربط الفرد بأن كل ما يدور حوله من مواقف وأحاديث وكل ما يقوم به في حياته سوف تؤدي للموت وهذه الفكرة تأتى إليه بشكل متكرر فى كل مناسبة.
٤. التعرض إلى صدمة سابقة يكون فيها الفرد كاد أن يفقد حياته .
٥. فقدان أحد أفراد العائلة أو أحد الأشخاص المقربين للفرد المصاب برهاب الموت.
٦. إصابة الفرد ذاته بأحد الأمراض العضوية والخطيرة كالسرطان والتى تجعله يفكر بالموت الأمر الذي سوف يزيد من شدة هذا الرهاب.
أعراضــــــــــــــــــه :-
هناك العديد من الأعراض التي تصيب الفرد الذي يعاني من رهاب الموت وهى:-
١. الخوف والقلق والتفكير بالموت.
٢. اضطراب الهلع.
٣. تجنب المواقف التي تتحدث عن الموت أو التفكير فيها.
٤. السرحان وضيق التنفس وزيادة نبضات القلب والتعرق.
٥. تجنب الأماكن التي حدثت فيها حالات الوفاة وتجنب المأتم والمشاركة فى مراسم الجنازة.
٦.الابتعاد عن العائلة والانعزال عن العالم الخارجي.
العلاج النفسي لرهاب الخوف من الموت:
يختلف العلاج يختلف باختلاف أهداف الفرد المريض من العلاج ، فينبغي على المعالج أن يحدد توقعات المريض قبل البدء فى العلاج حتى يتمكن من وضع خطة علاجية تناسب توقعات الفرد المريض.
١.العلاج بالأدوية والعقاقير وذلك حسب نوع الاضطراب التي يكون مصاحب له سوء كان قلق أو اكتئاب، بحيث يقوم الطبيب النفسي بصرف الأدوية العلاجية للمريض مع تحديد الفترة
الزمانية والجمعة المحددة له مع التأكيد على مراجعه الطبيب النفسي.
٢.العلاج النفسي والذي يتم تحديده من قبل الأخصائي النفسي أو المعالج حيث يتم استخدام العلاج المعرفي السلوكيCBT مع مثل هذه الحالات حيث يتم تغير الأفكار غير منطقية
والأفكار السلبية التي تكون بفكر المريض عن الموت واستخدامها بأفكار منطقية وعقلانية وإيجابيات تمكنه من الاستمتاع بالحياة والشعور بالمتعة، وبمجرد ما أن يتم تغير فكره فإنه
سوف تتغير سلوكياته ومشاعره نحو فكرة الموت.
٣.استخدام تقنيات الاسترخاء النفسي الذي تساعد على التأمل.
٤.الحصول على الإرشاد الدين والوعظ لتقوية الجانب الروحاني ولتعزيز الثقة في النفس والإيمان بقضاء الله وقدره وأن يفهم المريض جيدا (لكل أجل كتاب).
٥.العلاج بالحديث أو الكلام بحيث يسمح للمريض بالحديث والكلام عن فكرة الموت لديه ومعرفة أسباب مخاوفه حتى يتسنى لنا بعد ذلك من معرفة أفكاره غير منطقية وهذه الخطوة مهمة في رسم الخطة العلاجية له.
كيفية التعامل مع رهاب الخوف من الموت:-
١.مواجهة كل ما يتعلق بالموت سوء بالحديث عليه والقراءة عنه.
٢. المشاركة في المأتم ومراسم الوفاة ومشاركة الآخرين أثناء فقد ووفاة أحد الأشخاص.
٣.عبر عن مشاعر حزنك ولا تعمل على كبتها لأنها سوف تساعدك على التخفيف من حدة هذا الخوف الذي قد يقضي على حياتك.
٤.اشغل نفسك بالبحث عن الأشياء المبهجة في الحياة واستمتع بها.
٥. لا تُطِل التفكير في فكرة الموت لأنها ساعة يعلمها الله.
أدعو الله أن يتمتع الجميع بصحة وسلامة نفسية..
الأخصائية النفسية
أ.مقبولة الهمالي
بوركتي استاذه مقبولة مقالة رائع وانا شخصيًا عانيت من هذا بعد وفاة أخي الاصغر فجأة ولكن الحمدلله تغلبت ع ذلك بفضل الله عز وجل ولكن مشاعر الخوف من الموت جدا مؤلمه لمريض