يحظى الإعلام بأهميةٍ كبيرةٍ في حياة الناس اليوميّة؛ وقد يعود ذلك لدورِه المهمّ والفعّال في بناء المجتمع، بالإضافة إلى أن كونه سبباً في الارتباط بين الفرد وبين الأنماط الاجتماعيّة السائدة في المجتمع نفسه، وذلك من قدرته علي إلحاق الفرد تأثيره بسلّم المعرفة والتطوّر المجتمعيّ، سواء من خلال محاولة إدماجه بها أو من خلال جعله طرفا مشاهدا أو متابعا لما يحدث من حوله، وللإعلام صفاته المميزة له ومن أهمها الاستمرارية والتتابع، فهو بذلك ليس حالةً آنيةً أو ظرفيّةً مؤقّتة، بل هو وسيلةٌ لنقل الأفكار والمعتقدات من جيلٍ لآخر، وتنمية العلاقات والروابط بينها، والتأثير بسلوك الإنسان ووعيه في جميع مراحل حياته، سواء أكان طفلاً أم بالغاً أم كبيراً في السن، وفي هذه المقالة سنتحدّثُ عن تأثير وسائل الإعلام على الطفل، إيجابيّاً وسلبيّا والتعرض لمفهوم مستحدث وهو مفهوم (التربية الإعلامية).
تفعيل الإعلام في خدمة التربية:
يعمل الإعلام علي خدمة العملية التربوية التي تتم داخل أو خارج الأسرة وذلك بشكل قصدي ومنظم، بغض النظر إذا ما كانت مشاركة الإعلام في العملية التربوية كانت تأثيراتها إيجابية أم سلبية ـ وهو الأمر الذي سنتطرق إليه خلال البند الثاني في هذه المقالة، لكن ما يهمنا هنا إن نتفق أولا علي إن للعملية الإعلامية تأثيرا مباشرا وكبيرا علي التربية ،تلك التربية التي تتم في داخل أروقة البيوت أو في المدارس ، يعمل الإعلام علي نقل تجاربَ ناجحةٍ في التربية ظهرت نتائجها الإيجابيّة، وذاع صيتها، بهدف الاستفادة بما هو صحيحٌ وإيجابيّ وذلك للاستفادة منها في الحياة، والعمل علي بناء الفرد معرفياً، وسلوكياً، وقيمنا، وذلك يعدُّ منطلقاً ومرتكزاً أساسيّاً علي المهام الأساسية التي تقوم بها العملية الإعلامية في بناء المجتمع ، ولعلّ تلك الميزة التي يتمتّع بها الإعلام يفتقدها غيره من المؤسسات الأخرى من حيث كونه يصل بسرعة كبيرة لأكبر عدد من المستقبلين بغض النظر عن الفروق في العمر وفي النوع ،و في المستوي التعليمي في الهوية الثقافية ،فيتسرب داخل المجتمع بسهولة ويسر ـ فإذا ما كان صالحا فيعمل علي تيسّر سبل نقل الرسائل التربوية، ويكن له الدور الهام المنوط به ، وإذا ما كان غير صالحا فسيكون له أثرا عكسيا غير محدود التأثير ، يبدأ بالفرد، مروراً بالمجتمعات، وانتهاءً بالأمّة، وعليه تري الباحثة انه من الهام أن نركز علي الكيفيّة التي يصاغ بها الخطاب الإعلاميّ التربويّ، وكيف يمكن إن يوظف الإعلام رسالته لخدمة العملية التربويَّة ولنبدء أولا بتفحص ذلك الدور والتأثير علي شريحة هامة وأساسية وهي _ الطفل والأسرة –
تأثير وسائل الإعلام على الأطفال:
يعيش الأطفال في زمن التطور الذي يكاد ألا يخلو أي منزل من أي أنواع من وسائل الإعلام، والتي تشمل شاشات التلفاز، والصحف، والمجلّات، ومحطّات الراديو، وصولا لأجهزة الحواسيب، والهواتف الذكية وغيرها، حيث تلعب وسائل الإعلام المُختلفة، دوراً أساسيّاً في خلق الهوية الثقافية للطفل اليوم، كما تعزّز الشبكات الاجتماعية على الإنترنت والتي تظهر صورة من صور الإعلام الإلكتروني أثرا آخر كبيرا وخطيرا علي المستوى الثقافي والتعليمي للطفل، وفي المُقابل فإنّ هذه الوسائل قد تعرض صوراً، أو مقاطع فيديو غير لائقة، وغير هادفة، إضافةً إلى بعض المواقع والمحطّات ذات المُحتوى المُسيء الذي يزرع بذور الكراهية بين الناس في المُجتمعات المُختلفة، وقد يصيبنا نحن أولياء الأمور بالإحباط الكبير عند تفحص محتواها ، فما بالك بالطفل الصغير فاقد الأهلية الذي يترك بالساعات رهينة سهلة المنال لتلك المواقع ولن نصدر الأحكام جزافا في حديثا عن تأثير وسائل الإعلام – الإلكترونية – منها والذي تجاوز بكثير تأثير الوسائل التقليدية المتعارف عليها حيث تشير الدراسات فإن نسبة الأطفال والمراهقين الذين يستخدمون الهواتف الذكية تصل إلى (75%)، كما تصل نسبة الذين يتصلون بشكل مستمر بالشبكة الحاسوبية إلى (25%)، بينما تصل نسبة الذين يدخلون إلى موقع واحد من مواقع التواصل الاجتماعي إلى (76%)، مقارنةً بالذين يدخلون إلى أكثر من موقع من مواقع التواصل الاجتماعي بحيث تصل نسبتهم إلى (70%)، إنّ مقدرة الطفل أو المراهق على الاتصال بشبكة التواصل الاجتماعي واستخدام الهواتف الذكية يعني مقدرته على مشاهدة ما يتوفر من فيديوهات، وبرامج، وتحميل تطبيقات تفاعلية تسمح له بمشاركة الصور، واللعب، وإجراء اتصالات صوت وصورة، الأمر الذي قد يكون له تأثير سلبي ملموس على الطفل وتصرفاته.
وسائل الإعلام وأثرها على الطفل حيث سيتم الإشارة إليها من جانبين أولهما التأثير الإيجابي :
التأثيرات الإيجابية لوسائل الإعلام على الطفل :
لوسائلِ الإعلام تأثيرُها الإيجابيٌّ على الطفل العربي والذي لا يستطيع أي احد نكرانه ، وقد يتضح ذلك التأثير في نواحٍ عدّة منها مثلا: قدرتها علي مخاطبة حواسّ الطفل، خاصّةً حاستيْ السمع والبصر، ممّا يساعدُ على جذبِ انتباهه، ونقل المعرفة إليه ببساطة وسهولة دون أي تعقيدات.
قدرتها الهائلة علي تنمية وتطوير خيال الطفل،وتوسعة مدركاته وتحفيزه على التفاعل مع أنماط المعرفة المختلفة التي يتلقّاها سواءً من خلال شاشات التلفاز أو الحاسوب، ممّا يساعدُ على تغذية قدراتِه وتقوية شخصيته وامتلاكه الفراسة والنباهة فهو مثقف ومدرك وواعي لكل ما يدور حوله رغم صغر سنه وقلة خبرته إشباع حاجات الطفل الإنسانيّة في تلك المرحلة، وبالذات المتعلّقة بنموّه العقليّ، كالبحث، والاستطلاع، والاكتشاف .
الجمْع بين الدور الثقافيّ والتربويّ والترفيهيّ في وقتٍ واحدٍ، وبالتالي ضمانُ حصول الطفل على المعرفة، والتربية الصحيحة، والتعرّف على السلوكيّات الصالحة ودفعه للقيام بها.
بالإضافة إلى كل م اسبق لوسائل الإعلامية دورا هاما في امتلاكها القدرة علي تعبئة الفراغ من خلال الترفيه نفس الطفل وتسليته بشيءٍ مفيد وممتع في كثير من الأحيان.
وسائل الإعلام على الأطفال ودورها في تطوير قدرات الطفل الإبداعيّة:
تعمدت الإشارة إلي دور وسائل الإعلام كمثيرات هامة ومحفزات قد تسهم بشكل مباشر في تنمية قدرة الطفل الإبداعية وذلك إذا ما أحسن توظيفها وذلك من خلال بعض البرامج التي تتناسب مع عمره وقدراته؛ كالبرامج التعليمية التي تجذب انتباه الطفل وترسّخ في ذهنه هذه المعلومات، وخاصة تلك التي تنمي من مخيلته وتسهم في خلق شخصية مطورة لها طموحات غير محدودة من المهن والوظائف التي يحلم الأطفال بشغلها مستقبلا أو من خلال البرامج التي تعرض معلومات علمية وضعت في قالب مبسط واضح دون إن يتخللها غموض أو تشعب ، ولا ننسي الإشارة إلي دور والبرامج التربوية والدينيّة التي تعلّم الطفل أساسيات التعامل مع الآخرين بالطرق السليمة، وتعلّمهم الوضوء والصلاة، والذهاب إلى المسجد، وبعض العادات الإسلاميّة القيّمة، كبرامج السيرة النبوية الشريفة بصورةٍ محببةٍ للصغار لتعليمهم مراحل حياته -صلى الله عليه وسلم- ومراحل بناء الدولة الإسلاميّة،أيضا البرامج التعليمية الثقافية التي من شأنها أن تعمل علي زيادة قدرات الطفل اللغوية من خلال مشاهدة الطفل للبرامج والرسوم المتحركة؛ حيث تزداد الألفاظ التي تختزن في عقله ويستطيع استخدامها في المواقع المختلفة،كما تعمل العديد من المواقع الالكترونية التي أعدت من قبل متخصصون في مجالات التربية علي تنبيه الخيال لدى الطفل، كذلك لا نتجاهل تأثير الرسوم المتحركة – العالمية – والتي تعرض قصص حقيقة أو قريبة من الواقع الحالي فالطفل يحتاج إلى القصص المرئية التي تنمّي الخيال لديه، وهذا يزيد من قدرته على استيعاب تحديات الأمور المستقبليّة وتحليلها والقدرة على الاستنتاج والمقارنة، زيادة المعلومات التي يتلقاها الطفل مما يزيد من قدراته الاستيعابيّة، فالطفل يتعلّم من الرسوم الكرتونيّة أكثر مما يتعلمه في مؤسسات رياض الأطفال وفي المدارس أيضا.
الآثار السلبيّة لوسائل الإعلام على الطفل:
بعد استعراض الفوائد الإيجابيّة لا بدّ لنا من ذكر الآثار السلبيّة لها، وعدم الاستخفافِ بها، ومن هذه الآثار ما يأتي: تقديم مفاهيم عقائديّة وفكريّة مخالفة لفطرةِ الطفل، بالإضافة إلى اشتمالها على بعض العبارات التي تهاجمُ الدين كالاعتراض على حكمة الله، والحثّ على السحر والشعوذة. تنمية مشاعر العدوانيّة والعنف، وحبّ الجريمة، والاستهانة بحقوق الآخرين في سبيل تحقيق غايته. إعاقة تطوّر قدرات الطفل التأمليّة، والتي تدفعُه للإبداع والابتكار. اضطراب نظام الطفل اليوميّ، وعدم التزامه بأوقات النوم والطعام، ممّا ينمّي لدى الطفل مبدأ الاستهتار بالوقت، وعدم الاكتراث له، إصابة الطفل بالكثير من الأمراض الصحيّة والجسميّة، فالجلوس الطويل أمام وسائل الإعلام يؤدّي إلى الكسل، والتأثير على قوّة نظره، وأعصابه، بالإضافة إلى إصابته بالسمنة الناتجة عن كثرة تناول الطعام أثناء فترة جلوسه، وقلّة الحركة في الوقت نفسِه، التأثير على التحصيل الدراسيّ للطفل ومستواه الأكاديميّ بشكلٍ سلبيٍّ، ممّا يؤدّي إلى تراجعه وتدنّي تحصيله، إصابة الطفل ببعض المشاكل النفسيّة كالفزع والخوف، ممّا يؤدّي إلى تبوّلِه ليلاً خلال نومه؛ بسبب خوفه من الذهاب إلى الحمام، وتفكيره الدائم بالشخصيّة الشريرة التي شاهدها.
وسائل الإعلام ودورها في غرس المفاهيم الخاطئة في نفوس الأطفال:
قد تسهم وسائل الإعلام في خلق شخصيات متهرئة مقلدة غير حقيقة لأطفالنا ، الذين يتعرضون في الغالب للغزو والسيطرة من خلال البرامج التي تذاع بشكل دائم ومستمر دون إن تحتوي علي أي مضامين تربوية جيدة ، فنجدها تعرض المسلسلات – الكرتون – التي تنقل عاداتِ وثقافاتِ الشعوب المختلفة؛ فبعض هذه العادات لا تتناسب مع مجتمعنا، إصابة الطفل بالازدواجيّة: نتيجة ما يراه في هذه الوسائل من معلومات وبين ما هو موجودٌ في مجتمعه. غرس العنف والكراهية في نفس الطفل: نتيجة ما يُشاهده في الأفلام من شخصيّات خرافيّة ومخيفة وعنيفة، وكلّ هذه الأشكال والمشاهد ترسخ في عقل الطفل وتُسبّب له الأرق، ومشاهدة الكوابيس، والأحلام المزعجة، وقد يقوم الطفل بتقليد هذه المشاهد ممّا يؤدّي إلى حصول حَوادث مؤسفة، إنتاج جيل لا يتحمّل المسؤوليّة ويبحث عن ملذاته ومتعته، يفتقد إلى أسس التربية السليمة.
وسنتطرق الآن لمفهوم هام وأساسي ومؤثر جدا يظهر من خلال التعريف التالي :
مفهوم التربية الإعلاميّة :
يقصد بالتربية الإعلاميّة هي العملية التي يتم بها إعداد الإعلاميين لأداء العملية التربويّة، أو المساهمة فيها بكلّ أبعادها، سواءً كانت قيماً وثوابت مكتوبةً، أو متعارفاً عليها، ولا بدَّ في هذا المجال من تكامل الأدوار بين الإعلاميين والتربويين لتحقيق هذه الغاية، ولا سيَّما أنّنا في زمن كثرت فيه المشاكل الناتجة عن الانحراف الذي تعدّدت مبرراته، ومسوغاته، فالإعلام المتوازن، والهادف والمسئول يجب أن يأخذ دوره الإيجابيّ في إحداث التربية المنشودة، تعزيزاً وترسيخاً، وتغييراً، وتعديلاً.
أسس التربية الإعلاميّة:
للتربية الإعلامية أسس عديدة ،ومن أهمها ترسيخ الهوية الثقافية للمجتمع ونقل الموروث الثقافي من جيل الكبار لجيل الصغار خاصة ما يتضمن قيم الأمّة وأصالتها، ويتم ذلك عبر إعداد وتقديم برامج تربوية هادفةٍ متمركزة حول معالجة هذه الأهداف ، في الترتيب الأول تتولي التربية الإعلامية توظيف البرامج التي يتم صياغتها في شكل يحقق للأمّة العربية أهدافها ، بحيث ينمو جيل من الأطفال واعي ومثقف ومتشرب لقيم الماضي ويحلمون بالواقع والمستقبل المنشود، مع العمل علي المحافظة شكل المجتمع الأصيل وعاداته الإيجابيّة، فهناك قيمٌ أصيلةٌ في المجتمع توارثها النَّاس وتناقلوها، فهذه القيم يجب حفظها وعدم التفريط فيها، وللإعلام دورٌ عظيمٌ في ذلك، تعزيز مفهوم الرسالة التربوية تكامل الدور بين الإعلاميين والتربويين، وذلك بوجود التوافق والنظرة الإيجابيَّة بينهم، بما يحقق ترسيخ القيم التربويّة، واستفادة الأفراد والمجتمع من ذلك، قيام الإعلام بدوره المسئول والأمين والداعم، نحو مؤسّسات التربية المختلفة في المجتمع، تحقّق عنصر التواصل الايجابيّ بين عناصر ومقوّمات العمل الإعلامي، وهي: المرسل، والرسالة، والمستقبل، وخلوّها من تناقضاتٍ تفقدها قيمتها وجوهرها.
وفي الواقع إن هناك الكثير من وسائل الإعلام التي يمكن أن تستثمر في مجال تسليط الضوء والاهتمام بالتربية الإعلامية ومنها :
- الإذاعة بوسائلها المختلفة (المسموعة ، المرئية ، السينما ، الفقرات الإعلانية ).
- الإنترنت بوسائله المختلفة ( مواقع التواصل الاجتماعي ، المنتديات ، الخ).
- المسرح ودوره الهام في تثقيف المجتمع وخاصة لقربه وتأثيره علي شريحة الأطفال.
- اللوحات الإعلانية ودورها في التوعية والإرشاد والتوضيح والتثقيف.
- الإذاعة المدرسية ودورها في تدعيم مهام التربية الإعلامية .
- المجلات والقصص والكتب المخصصة للأطفال.
قول العلماء بالإجماع:
إن أطفال الحضارة المعاصرة، أصبح لهم أبٌ ثالثٌ غير أبويهم، حيث إن وسائل الإعلام ببرامجها المتنوعة والمتعددة، والتي تحاكي جميع المستويات، وجميع المواضيع أصبحت بمثابة مربٍ للأبناء، ووسيلة تعلمٍ سهلة، وسواء كانت الوسائل الإعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية فإن الغاية الإعلامية تتمثل في المضمون الذي تقدمه هذه الوسائل، في خدمة الطفل وقضاياه.
وتكمن هذه الأهمية في كون هذه البرامج هادفة من الناحية التربويّة، فهي تركز على الجانب الأخلاقيّ، والجانب الذي يزيد المعلومات لدى الأطفال، فهذه الوسائل تؤثر في شخصيّة الأطفال، من خلال ما تقدمه من خبرات ومهارات، وبرامج ترفيهيّة، لها القدرة على بناء ودعم شخصية الطفل؛ إذا أُحسن اختيار البرامج المعروضة، وفي حال لم يتم اختيارها بالشكل الصحيح فهي بذلك تكون سلاحاً ذا حدين، ومن الممكن أن تعود بشكلٍ سلبيّ على الأطفال، خصوصاً عند عرض بعض الرسوم المتحركة أو أفلام الفيديو التي تحتوي علي مشاهد لعنيفة أو جريئة غير مقبولة اجتماعيا، وقد تؤثر البرامج أيضا علي قدرة الأطفال علي التقبل والفهم وعلي تكوين شخصياتهم وخاصة التي تتضمن محتوي خياليا فتجعل الطفل يخرج من واقعه بعيداً، والبرامج التي تعرض تستهدف كلّ عمر حسب المعلومات المطلوب معرفتها في هذا العمر، فالأطفال ما قبل سن الروضة وسن الروضة تعرض لهم برامج لتحاكي مستواهم العقليّ، وتساعدهم على النطق بشكلٍ صحيحٍ، وكيفية التعلم والكلام، أمّا الأطفال في الصفوف الابتدائيّة تعرض لهم برامج تركز على أهمّ الأمور التي تحدث في المجتمع وخارجه، وزيادة خبرتهم في الحياة، وإعطائهم أفكاراً سليمةً لبناء مستقبلٍ أفضل، وتشجيعهم على فعل أمورٍ جيدة.
فمثلا: الكثير من الأطفال الفضوليين تثير دهشتهم صور البراكين، أو الزلازل، فيبحثون عن طرقٍ لمعرفة أدقّ التفاصيل لهذه البيئة الغريبة، ووسائل الإعلام باختلاف أنواعها وأشكالها توفر الفرصةَ للطفل ليتعرّف بالصوت والصورة على كيفيّة حدوثها، وهناك أطفال فضوليون لمعرفة البيئة الأخرى، ألا وهي البيئة الحيوانيّة، ولأنهم لا يستطيعون اكتشافها على أرض الواقع، يلجئون إلى وسائل الإعلام التي أتاحت لهم الفرصة لاكتشاف هذه البيئة والتقرّب منها من خلال شاشةٍ صغيرة.
الخاتمة :
التربية الإعلامية تتركز في رؤيتها علي تفعيل دور وسائل الإعلام في تهذيب وتقويم أخلاقيات الأطفال من خلال البرامج التي تقدمها ومن خلال عملها مع مؤسسات المجتمع ألآخري من أجل تنشئة الأطفال علي ما نحب ونرضي كذلك قد تسهم بشكل كبير في اكتشاف مواهبهم ومساعدتهم علي إدراك ذاتهم، فهناك حقيقة يسلم بها المربون تقول: “ليس الأطفال تربة طرية نقولبها كما نشاء ” فالأصح أن نقول: أنهم عبارة عن ” شتول صغيرة ” لها خصائصها الذاتية، فلا نستطيع أن نحول شتلة سنديان إلى شجرة أجاص، ولكن علينا أن نسعى ونساعد كل شجرة كي تنمو نموها الخاص بها.