لا تكاد تخلو جلسة في أيامنا هذه من شخص يسرد أفكاره ورغباته في تغييرات كبرى في حياته، ولا شيء من أحلامه يرى النور، هذا للأسف واقع فهناك من يقضي معظم الوقت في التخطيط والأحلام، ويقفز من فكرة الى أخرى، لديه أفكار كثيرة تبقى حبيسة الأوراق، ولا تكمل الطريق أبدا، دائما هو بإنتظار وقت مناسب، تسهيلات من مكان ما، دائما هناك تلك العقبة التي يقف أمامها ساكنا.
الحجج الدائمة عالميا لكل المشاريع المؤجلة، ليس لديه الوقت ولا الحيز في يومه لاتخاذ إجراء، المال غير متوفر، مسؤوليات وقائمة طويلة ولكن يبقى الوقت الغير متوفر سيد الحجج.
لديه أفكار لمشاريع رسم خطوطها بشغف ومن ثم تم تهميشها لسنوات، وهناك ذلك الإحساس الوهمي بأنه لازال لديه الوقت، يوم يتلوه يوم آخر ويصبح اسابيع وشهور وسنوات تتسرب وتضيع في اللاشيء، لماذا لا تخرج الفكرة الى التنفيذ، قد يظن البعض إنه كسل أو ما شابه، هم فقط تعثرو.
على مر السنين، تعلمت أنه بغض النظر عن نوع الهدف الذي يحاول شخص ما الوصول إليه – الصحة، أو المال، أو الأسرة، أو المهنة – هناك بعض الفخاخ الشائعة التي قد تمنعهم من عيش أحلامهم.
فيما يلي تسعة فخاخ شائعة يمكن أن تمنعك من الوصول إلى أهدافك والاستراتيجيات التي ستساعدك على تجنبها:
- الفخ الأول: تأجيل أهدافك حتى “يومًا ما”.
نظرًا لأن كلمة “يومًا ما” لا تظهر مطلقًا في التقويم، فلن تحقق أهدافك أبدًا إذا واصلت دفعها بعيدًا. أفضل النوايا لن يفيدك بدون خطة واضحة وهذا ما يطلق عليه التسويف.
الإستراتيجية: إذا كان الهدف مهمًا بالنسبة لك، فقم بإنشاء جدول زمني. (واسمحوا لي إسهابي في هذا الفخ لأهميته وكثرة المتعثرين فيه.)
- أولاً كتابة هدفك وسرد الإجراءات التي يجب عليك اتخاذها؛ اكتب الشيء الذي تريد تحقيقه أكثر – الشيء الذي كنت تفكر فيه ولكنك لم تستطع إطلاقه من فكره الى فعل؛ ماذا كنت تريد أن تنجز؟ ثم قم بإدراج الإجراءات التي يجب عليك اتخاذها لتحقيق ذلك.
يمكنك محاولة تقسيمها إلى بعض المهام التي يجب القيام بها، أو العادات التي يجب تطويرها، أو المهارات التي يجب تعلمها:
مثال:
الهدف: انخرط في روتين تمرين يومي
الإجراءات:
- البحث عن خطة تدريب للمبتدئين عبر الإنترنت
- تعلم كل التمارين / الحركات
- التزم بالخطة كل يوم
- ثانيا: اختر تاريخًا لتحويلك من الفكرة إلى فعل، ما عليك سوى اختيار تاريخ ووضعه في التقويم. أجبر نفسك على الخروج من مرحلة الفكرة والعمل من خلال تحديد موعد نهائي صارم. بل من الأفضل جعلها عامة. شارك مع أصدقائك أو المقربين منك أنك ستحقق هدفك بحلول الموعد النهائي الذي حددته حتى تحفز نفسك أكثر.
- ثالثا حدد جدولاً لما ستفعل، ربما يتطلب هدفك الكثير من الإجراءات لإكماله. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في إصدار كتاب بحلول نهاية هذا العام، فيمكنك تعيين جدول زمني كل أسبوع لكتابة 1000 كلمة من كتابك. ولكن بالنسبة لإصدار الكتاب نفسه، يمكنك قضاء أسابيع في التخطيط لأماكن مختلفة. لذا، ضع جدولًا زمنيًا مفصلا والتزم به. وتذكر بأن تحقيق هدفك والحصول على هدف واضح التفاصيل وموعد نهائي محدد هو الخطوة الأولى لتحويل حلمك من مجرد “فكرة” الى ” فعل” وإنجاز.
- الفخ الثاني: إنتظار اتخاذ إجراء حتى “تشعر” أنك جاهز.
إذا انتظرت حتى تشعر بالاستعداد الكامل للتعامل مع شيء صعب، فقد تنتظر وقتًا طويلاً فمن غير المحتمل أن تكتسب فجأة دفعة من الإلهام والتسهيلات.
الإستراتيجية: غيّر سلوكك أولاً ففي بعض الأحيان، تتغير المشاعر لاحقًا، إبدأ بالإجراءات ولسوف تكتسب الطموح الذي تحتاجه للإستمرار.
- الفخ الثالث: عدم توقع الأوقات الصعبة.
مهما كان الهدف الذي تنشده، سواء كنت ترغب في الخروج من الديون، أو كنت تأمل في إنقاص وزنك، فالتغيير ليس بالأمر السهل. ستواجه بعض الأيام التي تكون أصعب من غيرها ومن المهم أن تتقبل أنه سيكون هناك طريق وعر أمامك وتكون على أتم الإستعداد له.
الإستراتيجية: فكر في المصاعب المحتملة التي قد تواجهها وقم بوضع خطة للتعامل معها تشمل التعامل مع مشاعرك في تلك الأوقات التي قد تميل فيها إلى الاستسلام. عندما تكون لديك خطة، ستشعر بمزيد من الأمان والثقة في قدرتك على الاستمرار.
- الفخ الرابع: اعتبار الأخطاء فشلًا.
عندما نتمعن في سيرة الناجحين نلاحظ أنه نادراً ما يأتي التقدم والإنجاز في خط مستقيم، ولكن يعتقد الكثير من الناس أن التراجع خطوة واحدة إلى الوراء تعني أنهم قد عادوا إلى المربع الأول، مما يصيبهم بالإحباط ويقودهم الى الإستسلام.
الإستراتيجية: اعلم أنك ستفشل أحيانًا، ولكن بدلاً إعلان فشلك، غير نظرتك له، هو درس استخرج منه ما يفيدك ومن ثم استخدم طاقتك لوضع خطة للعودة إلى المسار الصحيح.
- الفخ الخامس: عدم جعل هدفك أولوية.
من السهل جداً أن تقول إنك تريد إحداث تغيير ما، ولكن القيام بالعمل على أرض الواقع يختلف كثيرًا. عليك أن تقرر نوع الأولوية التي ستعطيها لهدفك. خلاف ذلك، سوف تضيع نواياك بإحداث التغيير بين جميع أنشطتك اليومية الأخرى.
الإستراتيجية: حدد خطوة واحدة ستتخذها كل يوم وضعها في التقويم الخاص بك. من المرجح أن تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو تتقدم لوظيفة، أو تقضي ساعة واحدة في البحث عن فكرة عملك الجديدة إذا حددت وقتًا للقيام بذلك.
- الفخ السادس: التقليل من صعوبة الأمر.
يعتبر التعامل مع هدف جديد أمرًا سهلاً ولكن الالتزام به صعب. على افتراض أن “هذه لن تكون مشكلة على الإطلاق”، يمكن أن يتركك غير مستعد لواقع الموقف.
الإستراتيجية: لا تخلط بين الثقة المفرطة والقوة العقلية. بدلاً من إخبار نفسك بأن الأمر سيكون سهلاً، ذكّر نفسك أنك ستحتاج إلى العمل الجاد لتحقيق أهدافك، على الرغم من المهارات والمواهب التي تمتلكها بالفعل حتى تكون مستعدا لأي طارئ.
- الفخ السابع: الاستسلام قبل أن ترى النتائج.
نفاد الصبر هو عدو التغيير، وفي عالم اليوم الرقمي السريع، يكافح معظم الناس لانتظار الوقت المستغرق للوصول إلى الهدف، معاناة حقيقية لدى البعض.
الإستراتيجية: لا تتسرع بالحكم، فعدم استطاعتك رؤية النتائج سريعا، لا يعني أن جهودك تضيع. أنت بحاجة إلى التمسك بأهدافك والمثابرة في السعي لتحقيقها لفترة أطول مما تعتقد قبل أن تلمس وترى التغييرات أو النتائج.
- الفخ الثامن: تخريب نجاحك قبل خط النهاية.
الخوف من النجاح يمكن أن يكون مشكلة حقيقية، وإذا لم تكن حريصًا، فقد تخرب نجاحك قبل أن تصل إلى هدفك. ربما لا تعتقد أنك تستحق النجاح أو ربما تخشى أن يسلبها منك شخص ما.
الإستراتيجية: فكر في الأهداف السابقة التي عانيت في الوصول إليها أو تلك التي فشلت في تحقيقها وكن صريحًا مع نفسك بشأن مشاعرك وكن على اطلاع على العلامات التحذيرية التي قد تدل على أنك سوف تكرر نفس الفعل التخريبي لنجاحك، في هذه الحال اطلب مساعدة.
- الفخ التاسع: رفع سقف طموحاتك عاليا جدا.
إذا كنت متحمسًا حقًا لتغيير حياتك، فقد تميل إلى جعل المستوى عالياً حقًا مع عدم مراعاة ظروفك وقدراتك الفعلية، وكذلك إذا كنت تأخذ الكثير بسرعة كبيرة، فأنت تهيئ نفسك للفشل.
الإستراتيجية: قد يكون التركيز كثيرًا على هدف كبير أمرًا مربكًا لذا ضع لنفسك أهدافًا قصيرة المدى واحتفل بكل انتصار على طول الطريق.
لا تجعل حياتك أحلام وأفكار، يعتقد الكثير من الناس خطأً أن التفكير في أحلامهم أو وجود بعض الأفكار حول أهدافهم هو وسيلة لتحقيق التقدم، الحقيقة هي أن هذه الأفكار ان لم تخرج للنور فإنها تسبب لصاحبها ما يشبه التخمة فيعيش إحساسا وهميا بالنجاح والإنجاز فلا يواصل الى مرحلة التنفيذ.
وختاما، قبل أن تتمكن من تغيير حياتك، عليك أن تؤمن بأن التغيير ممكن.