يمكن أن يكون التسويف هو السبب المباشر لعدم القدرة على ترتيب الأولويات وكذلك إدارة الوقت، ولهذا فإن تعلّم كيفية مقاومته يصبح ضرورياً.
تعريف التسويف
هو حالة من المماطلة لأداء فعل ما والحركة نحو ممارسة نشاط معين، ويلجأ الأشخاص الذين يماطلون إلى التبرير بحجج واهية ونادراً ما قد تكون مقنعة.
ويتراوح زمن التسويف من شخص لآخر وعند الشخص الواحد من حدث إلى آخر، ولكن المزعج هنا أنه قد يمتد للمماطلة لسنوات لأجل أن يُقدم الفرد على تنفيذ عمل معين (قد يكون الذهاب إلى طبيب أو تغيير الوظيفة أو البدء في مشروع استثماري أو غيرها من الأهداف).
وأحيانا يصل التسويف مع الشخص إلى أن يظل راضياً بالعيش في مأساة ما طوال سنوات عمره وكلما أراد أن ينتقل إلى قرار اتخذه يماطل وينتظر تحت دعوى الخوف أو لعل وعسى…. (مثل الزوجة التي يهينها زوجها وتعزم كل مرة أن تجد لهذه المشكلة حلاً لكنها تماطل مع نفسها تحت زعم لعل وعسى أن يتراجع زوجها عن إيذائها، وهكذا يضيع عمرها دون أن تبادر إلى هزيمة التسويف وكسره) ومثال (الطالب الذي يماطل في أداء واجباته حتى ليلة الامتحان) وهكذا….
ماذا لو كنت أنت أو أحد المقربين منك يعاني منه؟
إليك 9 طرق للتحرر من التسويف
- قاوم المعتقدات السلبية المؤدية للتسويف: بالعادة تكون هناك أفعال أنت تحتاج إلى تنفيذها سواءً كانت أفعالاً شخصية أو مرتبطة بمجال عملك أو حياتك الاجتماعية لكنها تجعلك تلجأ إلى التسويف من حين غلى آخر، ولمقاومة المعتقدات السلبية نقدم لك نموذجاً يحتوي على جدول يساعدك على التعامل مع تلك المعتقدات بشكل صحيح وتحويلها إلى إيجابيات.
- ناقش نفسك وبجدية كم هو حجم الخسارة النفسية وضياع الوقت نتيجة تسويفك لمهمة ما أو عمل معين؟ كم من الإيجابيات التي كنت ستحصل عليها بمجرد إنجازك للعمل في وقته؟ وأيهما الآن هو الأصح لك هل التسويف مع القلق أم الفعل والإنجاز.
- لا تبدأ بعمل جديد قبل أن تنتهي من عملك الحالي.
- لكل عمل “طرف خيط” محبب للإنسان فينا ولذا ليكن البدء منه ثم أكمل العمل حتى تُنهي المهمة الأساسية، إن لم تجد هذا الجزء المحبب لنفسك في العمل الذي تؤجله من وقت لآخر، فالبدء بأبسط جزء في المهمة هو الفعل الصحيح ولا تقطع العمل فور انتهاء هذا الجزء وإنما استمر حتى تصل إلى نهاية المهمة الرئيسية، فالطالب قد يؤجل استذكاره للدروس لكن هو يحب التعامل مع التكنولوجيا فليستخدمها هي عند استذكاره لتشجيعه على عدم التسويف، وربما أنت في وظيفتك تؤجل وتماطل كتابة تقرير ما وهنا ينبغي البدء بالجزء البسيط فيه ثم أكمله حتى النهاية.
- راقب وارصد حالة القلق التي تعيشها لمجرد أنك يجب أن تبدأ عملاً ما مما يضطرك أحياناً إلى المماطلة لكيلا تبدأ، عند مراقبتك للقلق انظر كم من الوقت قد ضاع لمجرد أنك قلق، وكيف أن هذا الوقت الضائع في القلق كان يكفي وحده أو أقل في إنهاءك للعمل.
- إن كنت تبرر تسويفك لعمل شيء ما فضع الحقائق أمام نفسك والمتمثلة في إمكانية أن تقوم بالعمل، واجه نفسك بتلك الحقيقة وهي قدرتك وإمكانية أن تقوم بالعمل، فأنت كأب لديك إمكانية القيام بالأبوة، وأنت كأم كذلك، وأنت كموظف أو طالب يمكنك القيام بالعمل لذا لا تبرر ولا تخسر الوقت وقم على الفور بتنفيذ المهمة دون تردد.
- كذلك إن كنت تبرر مماطلتك لتنفيذ مهمة معينة بحجة أنك لا تعرف عواقبها ونتائجها، فأمسك الآن بورقة وقلم واكتب كل الفوائد والنتائج والأثار الإيجابية التي ستكون نتاج فعلك وأداءك، وليكن داخلك معظّماً لتلك النتائج وحافزاً قوياً للتنفيذ الفوري دون تردد أو تسويف.
- كافئ نفسك كلما عبرت بقدميك على التسويف ونفذت أعملك بوقتها دون تردد، ولتكن المكافأة متجددة، فمرة كافئ نفسك مادياً بشراء شيء ما تحبه، أو بالذهاب لمكان ترتاح فيه، ومرة تكون معنوية، كأن تمتن لذاتك التي دفعتك لأن تهزم التسويف.
- ينبغي أن يكون لديك دائماً مبررات قوية تقاوم بها التسويف وقد تكون تلك المبررات (نتائج تطمح لأن تحصل عليها فور تنفيذ المهام أو مخاوف تسعى لمنع حدوثها إن نفذت تلك المهام).
بالنهاية لا تجعل من التسويف مانعاً لاستخدام هذه الطرق التسعة للتحرر منه، ولا تدع لنفسك فرصةً للتردد بل اذهب إلى الفعل وتحرر.