مقالات وآراء

العصف الذهني: الطريق نحو الابتكار وأبرز مزاياه

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

على الرغم من أن المقال الحالي يتناول أهم 6 مزايا للعصف الذهني، إلا أنه ينبغي أن نتناول في البداية العلاقة بين الابتكار والعصف الذهني، إذ تعتبر علاقة سبب مؤدي إلى نتيجة، فالعصف الذهني هو أحد الوسائل المحفزة للإبتكار التي ينبغي إعطاءها إهتماماً كبيراً.

أولاً: مفهوم الابتكار

يرى تورانس “انه العملية التي يصبح فيها الفرد حساساً للمشكلات وأوجه النقص والفجوات في المعرفـة أو العناصر الناقصة وعدم الانسجام، وتحديد الصعوبات وعمل تخمينات أو تكوين فروض عن أوجه النقص ثم اختبار هذه الفروض وإعادة الاختبار وتعديله والتوصل إلى نتائج “.

وذهب خير الله إلى أنه “قدرة الفرد على الإنتاج، إنتاجاً يتميز بأكبر قدر من الطلاقة الفكرية والمرونة التلقائية والأصالة وبالتداعيات البعيدة كاستجابة لمشكلة أو موقف مثير”.

ويرى جيل فور أن الابتكار هو تفكير تغييري، كما يذكر شتاين الابتكار بأنه هو العملية التي ينتج عنها عمل جديد مقبول أو ذو فائدة أو مرض لدى مجموعة من الناس.

والابتكار يتمثل في الطرق أو الأساليب الجديدة المختلفة الخارجة أو البعيدة عن التقليد التي تستخدم في عمل أو تطوير الأشياء والأفكار. وهو عملية عقلية تعبر عن التغييرات الكمية والجذرية و/أو الجوهرية في التفكير، وفي الإنتاج أو المنتجات، وفي العمليات أو طرق وأساليب الأداء، وفي التنظيمات والهياكل.

والابتكار حسب المفهوم الشائع والأكثر تداولاً إلى أنه «التوصل إلى ما هو جديد»، أما (Lueck Katy) فعرف الابتكار بأنه «يفهم عموماً كمقدمة شيء جديد أو طريقة جديدة، أو تأليف المعرفة في المنتجات الجديدة»، أو هو «فكرة جديدة أو ممارسة جديدة أو تعبير جديد بالنسبة للفرد الذي يتبناها»، أما توم بيز (T. Peters) فأشار إلى أن الابتكار هو التعامل مع شيء جديد، أي شيء لم يسبق اختياره، وعرف (Jared Lipworth) الابتكار بأنه «تقديم شيء جديد»، وأشار إلى مفهوم الابتكار بأنه «العملية التي تحول المعرفة إلى القيمة».

في حين يعرف الإبداع كذلك بأنه عميلة تؤدي إلى حلول، وأفكار ومفاهيم وأشكال فنية، ونظريات، ومنتجات تتصف بالتفرد والحداثة.

ومن خلال ما تقدم ينضح مدى التداخل بين الابتكار والإبداع ولقد جرت الكثير من الدراسات على الجمع بينهما كترادفين وليس أدل على ذلك من أنها تعد صفات المبتكر بأنها الإبداع والبراعة.

ويرى البعض إن الإبداع يتمثل في التوصل إلى حل خلاق لمشكلة أو إلى فكرة جديدة، في حين إن الابتكار هو التطبيق الخلاق أو الملائم لها، وبهذا فان الإبداع هو الجزء المرتبط بالفكرة الجديدة في حين إن الابتكار هو الجزء الملموس المرتبط بالتنفيذ أو التحويل من الفكرة إلى المنتج.

ثانياً: العصف الذهني

 تعريفه: تعددت تعريفات العصف الذهني وإن كانت كلها تصب في كونها طريقة لاستمطار الأفكار بحرية دون تقيد أو نقد، فهو أسلوب لحل المشكلات بطريقة إبداعية تعمل على تحفيز ودعم وتوليد الأفكار وجمعها وهي تتضمن العديد من الإجراءات التي تضمن الحصول على أكثر كمية من الأفكار والحلول الممكنة للمشكلة.

ويأتي تعريف آخر لينظر إليها أنها طريقة للتفكير الجماعي التي يمكن من الحصول على أفكار لا يمكن حصول الفرد عليها بمفرده فيعرفها سعيد عبد العزيز بأنها طريقة تستخدم لحفز التفكير وتوليد الأفكار نحو مشكلة أو قضية، وإيجاد حلول للمشكلات بصورة أكثر فاعلية، ويهدف التدريب عليها إلى توظيف قوة التفكير الجماعي لدى المجموعة للتوصل إلى أفكار لا يستطيع الفرد بمفرده الوصول إليها.

أما كارل سانديورج (Car sandbwrg) فيعرفها بأنها تكنيك يعمل على تنمية التفكير التباعدي وإنتاج العديد من الأفكار المختلفة في فترة زمنية قصيرة (Carl sandbweg, 2008) وتعرف أيضًا بأنها طريقة تعتمد على طرح مشكلة أو موضوع يطلب المعلم من تلاميذه توليد أكبر عدد ممكن من الأفكار والحلول للمشكلة بشكل تلقائي وتدوينها دون محاولة تقويمها أو التعليق عليها، على أن يتم تقويم هذه الأفكار والحلول واختيار الأفضل منها في نهاية الجلسة.

مما سبق يمكن تعريف طريقة العصف الذهني بأنها طريقة تساعد على عصف الذهن لإنتاج أكبر عد من الأفكار والآراء والعبارات والحلول حول موضوع ما في جو يسوده الحرية وتأجيل النقد والحكم على ما ينتجه العقل إلى نهاية جلسة العصف لاختيار أفضل الأفكار والعبارات والحلول للموضوع المطروح للمناقشة .

مزايا العصف الذهني :

تمتاز طريقة العصف الذهني بعديد من المزايا أهمها:

أ ـ طريقة بسيطة وسهلة التطبيق، وذلك لأنها لا تقيد إنتاج الفكرة بالنقد أو التقويم .

ب ـ تدريب الطلاب على حل المشكلة بطريقة جماعية وتفاعلية .

ج ـ تساعد على انتشار الخيال والمرونة في التفكير .

د ـ تتيح لجميع الأفراد المشاركة في المناقشة دون أن يقوم فرد بفرض رأيه أو فكرته أو حله للمشكلة .

ﻫ ـ تساعد الطلاب على إنتاج أفكار جديدة وغريبة وغير مألوفة .

و ـ تساعد على الإبداع وحث الأفراد على المشاركة الإيجابية.

أهداف أسلوب العصف الذهني

أ ـ إيجابية الطلاب في المواقف التعليمية وذلك بما يتاح لهم من إنتاج وتوليد الأفكار .

ب ـ تعويد الطلاب على احترام آراء الآخرين دون نقد أو تجريح .

ج ـ إفادة الطلاب من أفكار بعضهم البعض من خلال تطويرها والبناء عليها .

د ـ الوصول لأكبر عدد من الأفكار والآراء والحلول تجاه موضوع أو مشكلة معينة.  

مراحل العصف الذهني :

تمر طريقة التدريس والتدريب باستخدام العصف الذهني بمراحل وهي:

أ ـ صياغة المشكلة أو طرح الموضوع .

ب ـ بلورة المشكلة أو الموضوع .

ج ـ توليد الأفكار التي تعبر عن حلول للمشكلة أو التي تتناول الموضوع .

د ـ تقييم الأفكار التي تم التوصل إليها .

مبادئ العصف الذهني

تستند طريقة العصف الذهني على مبدأين هما:

أ ـ تأجيل الحكم على قيمة الأفكار وعدم نقدها إلا في نهاية الجلسة لإتاحة حرية التعبير.

ب ـ الكم يولد الكيف وذلك من خلال العدد الهائل من الأفكار يتم التوصل إلى الأفكار الأصيلة المبدعة التي تعد حلاً للمشكلة.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

عمر الهادي

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×