مقالات وآراء

خُلاصة من الحياة ربما تفيدك

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

هل شعرت في لحظة ما وكأنّ معارك الدنيا قديمها وحديثها قد إتخذت من عقلك ميدان معاركها؟! هكذا حين يمر كل واحد منا بتجربة عدم القدرة على الجلوس هادئ الذهن وبنفس صافية وهدوء كبير، إن كنت مررت بالتجربة هذه (وأظنك عشتها) فإليك هذه الحقائق والإرشادات لمساعدتك على إمّا تقبلها أو تجاوز تلك اللحظات بألامها:

  • الحياة يمكن أن نلخص جوهر طبيعتها في قوله تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا ٱلْإِنسَٰنَ فِى كَبَدٍ)(البلد:4) والغرض أن تتقبل ما فيها من تحديات مهما بلغت حد الأعاصير، وأن تكون مالكاً لأدوات وطرق التعامل معها سواءً تلك المتمثلة في القدرات النفسية “كالمرونة والتكيف” أو الحياتية والبيئية من الفرص المتاحة لك، فجلوسك باكياً ونادماً وناقماً وشاكياً لن يأخذ بيديك إلى الحل أبداً.
    البداية الصحيحة هي تغيير نظرتك للأحداث والمواقف والأشخاص والأمور بحيث تراها بشكل جديد يسهل عليك حل المعقد منها وتجاوز ما يفوق طاقتك وإمكانياتك، مثال “مطب السيارات” بالشارع هنالك من يتعامل معه بشئ من التسرع والغضب فيضر سيارته وقد يضر نفسه والأخرين…بينما من يتعامل مع المطب بهدوء ووعي وفهم يمر منه بسلام ولا يتعرض هو ولا غيره للأذى.
  • تجنب الافترضات السلبية المسبقة لكل شئ (أفراد أو موضوعات أو أماكن وأحداث)، والأهم احذر الافتراضات السلبية المسبقة عن ذاتك، كأن تتوقع في نفسك قبل تنفيذ اي عمل أنك لن تؤديه على احسن وجه، بل الأجدر بك أن تتوقع دائماً من ذاتك كل ما هو إيجابي وافترض في نفسك افتراضات ايجابية مسبقة وقتها سيخرج منك العمل على احسن وجه وسوف تنتج الأكثر تميّزاً وإبداعاً من الأشياء!!.
  • ولأن أفكارنا هي التي تتحكم في مشاعرنا وسلوكنا وليس العكس. فلتكن أفكارنا إيجابية حتى تصبح مشاعرنا وسلوكياتنا إيجابية، وهذا ما توصل إليه (ف) حين قال بعد الممارسة والتجربة “تحسنت بنسبة جيدة حين غيّرت أفكاري عن نفسي فاصبحت أعقتد انني قادر على التحكم في أفكاري ومشاعري وسلوكي مع نفسي ومع الاخرين والدليل هو احساسي انا بهذا واعتراف الاخرين بذلك” ومن أجمل الممارسات الممتعة والتي ساعدتنا على اتقان هذه الخطوة أنّني اعتدت أن أكون مبتسماً إبتسامة الرضا والإمتنان”. 
  • جميع المواقف التي تجلب المشاعر السلبية (مثل الخوف من الموت، التفكير بالمستقبل،..) أساسها هو عدم الثقة بالنفس/الاعتقاد بعدم القدرة أو الجهل وعدم العلم والمعرفة، مثال تشبيهي لو اخذت حزمة من الأقلام واعتبر ان كل قلم يمثل موقفاً او شعوراً وهذه الأقلام  مربوطة بربطة التفكير بعدم القدرة فاذا فكت هذه الربطة تبعثرت الأقلام وخفت حدتها وقوتها، وحين أدرك (ف) الحقيقة قال “هنالك رزمة من الادوات التي سوف استخدمها والتي سوف تساعدني على سحق هذه المشاعر السلبية نهائيا”، ثم كشف حقيقةً لم يكن يراها في نفسه من قبل وقال “أنا مثل الذي يرغب في الذهاب إلى كل المختصين والأطباء والاستشاريين ليكشف عمّ فيه من أمراض رغم أنّه بكامل صحته، فإن ظللت على هذه الحال فلن أجد نفسي إلا هذه التي أتخيل أنها مريضة بكل شئ”.
  • إذا استخدمت أداة ما لحل مشكلة ما فلتستخدم الأداة الصحيحة “تخيل هذا القلم، وهو اداة مفيدة، وأنت تحاول كل مرة أن تعطيه وظيفة المفتاح وأن تفتح الباب به، هل ممكن أن يحصل ذلك؟ أكيد لا! لأنك استخدمت الأداة الخطأ لحل المشكلة الراهنة في الموقف الخطأ، تأكد أنّه رغم أنّ الحلول تكون غالباً حاضرة بالعقل الواعي واللاواعي وقريبة جداً منّا وأحياناً سهلة لا تحتاج إلى عناء تفكير أو إبداع أو حتى إلى التفكير خارج الصندوق إلّا أنّ اللحظة الأولى التي نتعامل فيها مع المشكلة أو التحدي هي الحاسمة في إيجاد الحل وبسرعة، أي أنّ ما يجعلنا ننتبه لها هو “التفكير للحل”، وهو ما تم تناوله في مقال “9 خطوات لممارسة التفكير للحل“.
  • المشاعر السلبية هي كاللص الذي يريد ان يسرق راحتنا ، يبدو في البداية وكأنه قويّاً ومنتصراً علينا لأنه يستغل لحظات ضعفنا العابرة أو جلهنا بعدم رؤيتنا له وكشفنا إياه، لكن ومن تجربتي أصبحت الأن أقوى لأنّي بدأت أتعلم كيف أوجهه، وأنتصر عليه.
  • كل المشاعر التي تواجهنا هي من نتاج أفكارنا ، انظر مثلا إلى الطفل، إذا مثلاً وقف على حافة بناية عالية لن تأتيه بالبداية مشاعر الخوف… لأنه ليس لديه أي فكرة أن الوقوف على الحافة خطر فتراه مطمئن لهذه الفكرة، اكشف عن مشاعرك الحقيقية والمزيّفة النافعة والضّارة واضبط كلاها لتحقق لك الفائدة.
  • الفكرة الإيجابية تحل محل الفكرة السلبية بالتدريج، وما يقتل الفكرة الإيجابية في المهد هو التسرع وعدم الصبر عليها لتنضج، ومن أجمل حكم سقراط “لا راحة لمن تعجل الراحة بكسله، فالحياة من دون ابتلاء لا تستحق العيش”.
من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

عمر الهادي

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×