يعتبر اضطراب طيف التوحد والطفولة المبكرة من الاضطرابات النمائية، ويظهر ذلك على شكل تأخر نمائي
في مجالات التعلم لدى الطفل مع ظهور أنماط سلوكية تتمثل في خلل في الاستجابة كالانعزال وانعدام التواصل أو قد تتمثل بظهور
سلوكيات نمطية تكرارية غير مرغوبة يعتبر اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات المعقده مقارنة بالاضطرابات النمائية الأخرى
وذلك بسبب الاختلاف والفروقات الفردية بين كل حالة وحالة من حيث القدرات واكتساب المهارات ونسبة الذكاء والتشخيص والتدخل المبكر
واستجابة الطفل لطرق التدخل التأهيلي والعلاجي مع وجود خصائص مشتركة بينهم كان اضطراب طيف التوحد اضطرابا مجهول الهوية
من قبل المختصين وتحت مسميات وتصنيفات مختلفة إلى أن تم التعرف عليه بشكل أكثر دقة في عام ١٩٤٣ بجامعة هارفرد من قبل الطبيب النفسي
الأمريكيي ليو كانر(Leo Kanner ) وذلك من خلال ملاحظته بعض المتشابهات عند فئة معينة من أطفال يعانون من تأخر عقلي، حيث لاحظ وجود أنماط سلوكية
غير عادية مع عدم التجاوب مع المثيرات والانعزال والانطواء والابتعاد عن الواقع.
وتعتبر مرحلة الطفولة المبكرة من أكثر المراحل التي يتطور فيها البناء العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي للطفل،
يتم فيها اكتساب المهارات المعرفية والسلوكية واللغوية بتدرج ارتقائي محدد في كل مرحلة من عمر الطفل.
وقد عُرِّفَ مصطلح اضطراب طيف التوحد بتعريفات متعددة نظراً لتعدد المدارس النفسية ولوجهات النظر المختلفة لكل مدرسة يعرف الدليل التشخيصي والإحصائي
الخامس للاضطرابات العقلية (DSM-5) الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي اضطراب طيف التوحد بأنه: اضطراب يتميز بعجز في بعدين أساسيين هما
قصور في مهارات التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي وجود سلوكيات نمطية تكرارية ومحدودية النشاطات والاهتمامات على أن تبدأ هذه الأعراض في الظهور
في فترة نمو مبكرة مسببة ضعفاً شديداً في الأداء الاجتماعي والمهني . 🧩🧩🧩🧩🧩
هناك العديد من الخصائص التي تجمع بين الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد تتمثل في – ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي مع الآخرين
مع قلة الاختلاط والرغبة في الانعزال – القصور اللغوي وضعف اللغة وصعوبة استخدام وفهم اللغة المنطوقة وصعوبة التعبير عن المشاعر أو فهم مشاعر الآخرين
ولغة الجسد والإيماءات – السلوكيات النمطية التي تتصف بالتكرار من خلال حركات جسدية غير مقصودة مع الرفض لتغيير الروتين وحب الرتابة مع وجود بعض
الحركات التكرارية كرفرفة اليدين وتحريك الأشياء بشكل دائري – عدم القدرة على اللعب التخيلي – ظهور اضطراب طيف التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل
ظهور مشكلات حسية للمؤثرات الخارجية فتظهر بشكل خلل في الاستجابات الحسية – عدم وجود تشابه تام في الخصائص فقد يكون من الصعب إيجاد طفلين متشابهين تماماً
من حيث الأعراض أو الشدة – 🧩🧩🧩
هناك العديد من النظريات التي حاولت تفسير أسباب ظهور التوحد إلا أنه لم يثبت إلى الآن أي سبب قطعي ولم تثبت وجهة نظر أي نظرية، إنما هي افتراضات غير مؤكدة فمن هذه
النظريات ما يتحدث عن وجود إصابة في المخ مما أدى إلى خلل وظيفي في أحد أجزاء المخ، أو بسبب إصابة الأم ببعض الأمراض الفيروسية أثناء الحمل، أو مشكلة قد تعرض لها الطفل
أثناء الولادة، أما بعض النظريات فقد رجحت أن العوامل الوراثية هي أحد أسباب اضطراب التوحد، والبعض أشار في فرضيات قديمة جداً أن البيئة المحيطة بالطفل ومعاملة الوالدين وضعف
التواصل معهم، ولا يوجد أي دليل يؤيد هذه النظرية أو إثبات لأي نظريات سابقة 🧩🧩🧩🧩
لايوجد علاج نهائي لاضطراب طيف التوحد إنما هي مجموعة من التدخلات من خلال مجموعة من الطرق التي تساعد على الدمج مع المجتمع وممارسة النشاطات من خلال الحياة اليومية،
ومن خلال السيطرة على الأعراض وتخفيف حدتها، وإكساب المهارات وتطوير عملية التعلم، بتقوية الانتباه والتركيز، وتخفيف من حدة السلوكيات النمطية، وعلاج النطق، عن طريق استراتيجيات
مدروسة من قبل فريق مختص، وتختلف هذة الاستراتيجية العلاجية من حالة إلى أخرى أو قد تختلف بنفس الحالة من وقت لآخر على حسب الاستجابة وظهور التحسن 🧩🧩 وكلما كان التدخل
مبكر كانت النتيجة أفضل من حيث مساعدة الطفل على تنمية المهارات الاجتماعية والسلوكية واللغوية بالإضافة إلى مهارات التواصل والاعتماد على الذات، والإستقلالية 🧩🧩🧩
تختلف طرق العلاج باختلاف الحالة فلم يثبت وجود علاج واحد لجميع حالات التوحد ، لذلك لا بد من التشخيص الصحيح الذي يساعد في نجاح عملية التعليم والتأهيل والعلاج من خلال خطوات محددة
يلجأ لها ولي الأمر عند ملاحظة أي تأخر عند الطفل من خلال فريق مختص متكامل مدرب ذي خبرة واسعة .