لا شك أن التعرف على العوامل المؤثرة في دافعية الإنجاز تساعد بشكل كبير الفرد نفسه والآخرين على كيفية استثارة الدافعية للإنجاز لتحقيق الأهداف والطموحات المرجوة.
ويرى (أتكنسون) أن دافعية الإنجاز تتأثر بعوامل رئيسية ثلاثة عند قيام الفرد بمهمة ما وهي:
الدافع للوصول إلى الإنجاز
فالأفراد يختلفون في درجة هذا الدافع، كما أنهم يختلفون في درجة دافعهم لتجنب الفشل والإحباط، فمن الممكن أن يواجه فردين نفس المهمة، يُقبِل أحدهما على أدائها بحماس تمهيداً للنجاح فيها، ويقبل الثاني بطريقة يحاول من خلالها تجنب الفشل المتوقع. إن النزعة لتجنب الفشل عند الفرد الثاني أقوى من النزعة لتحصيل النجاح ، وهذه النزعة القوية لتجنب الفشل تبدو متعلمة نتيجة مرور الفرد بخبرات فشل متكررة، وتحديده لأهداف لا يمكن أن يحققها. أما عندما تكون احتمالات النجاح أو الفشل ممكنة فإن الدافع للقيام بهذا النوع من المهمات يعتمد على الخبرات السابقة عند الفرد، ولا يرتبط بشروط النجاح الصعبة المرتبطة بتلك المهمة.
احتمالات الإنجاز
المهمات السهلة لا تعطي الفرد الفرصة بالتعرض لخبرة نجاح مهما كانت درجة الدافع لتحصيل النجاح .أما المهمات الصعبة فإن الأفراد لا يرون أن عندهم القدرة على أدائها. وفي المهمات المتوسطة فدرجة دافع النجاح تؤثر في الأداء على المهمة بشكل واضح ومتفاوت بتفاوت الدافع.
القيمة الباعثة
إذ يعتبر النجاح – في حد ذاته- حافزاً، وفي نفس الوقت فإن النجاح في المهمات الأكثر صعوبة يشكّل حافزاً ذا تأثير أقوى من النجاح في المهمات الأقل صعوبة.
نلحظ من العرض السابق لدافعية الإنجاز الأهمية الكبيرة كونها المحرك الأساس لدفع الفرد بقناعة ورضا ورغبة قوية لتحقيق أهدافه الحياتية أيّاً كان مجالها.
بينما توجد عوامل أخرى مؤثرة على دافعية الإنجاز ولا تقل أهميتها عن العوامل السابقة ونذكر منها:
التنشئة الوالدية :
فقد أثبتت دراسة ونتربوتم 1958 أن أمهات الأطفال المرتفعة الإنجاز يشجعن أطفالهن على الاستقلالية والاعتماد على النفس بتقديم مكافئات لتحقيق ذلك ، وأن أمهات الأطفال يقمن بعدد من النشاطات كالاعتماد على النفس والاستقلال ، وتقدير الأم لأداء ابنها، وهذا يوضح الأهمية الكبيرة التي ينبغي على الأباء أن يولوها في غرس دافعية الإنجاز في نفوس أبنائهم.
التنشئة الاجتماعية:
حيث أشار روزن وداندراد إلى أن ” الدافعية للإنجاز ترتبط ارتباطا إيجابياً بممارسات التنشئة الاجتماعية كالتدريب على الإنجاز حيث أظهرت دراسة أجراها الباحثان لمعرفة العلاقة بين الضغوط الاجتماعية على الأطفال ومستويات دافعية الإنجاز لديهم أنه يوجد ارتباط بين المستويات المرتفعة لدافعية الإنجاز لدى الجنسين وتشجيع الإنجاز ومطالبه ويوجد ارتباط بين التدريب على الاستقلال من قبل الأم والدافع للإنجاز المرتفع لدى الإناث “.
كما توصلت دراسة كاميليا عبد الفتاح التي أجرتها على عينة من طلاب الجامعة أن مستوى الطموح لدى الطلبة أعلى منه لدى الطالبات ، وفسرت ذلك إلى ظروف التنشئة الاجتماعية للبنات خلال طفولتهن حيث يُنظر للبنات نظرة محدودة مع قدر من الإهمال تجاههن .
وهنا يتبيّن كيف أن للبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها الفرد بدايةً من الجيران والشارع أو الحي ومروراً بالمدرسة والنادي وكافة وسائل الإعلام لها دور مهم للغاية في دافعية الإنجاز.
العوامل الدينية:
اعتبر ماكليلاند أن قيم الآباء التي يمثلها آداءهم الديني تؤثر في تنشئة الطفل وفي دافعية الإنجاز لديه ، فغرس القيم الدينية الصحيحة في نفوس الأفراد منذ الصغر، وتعريضهم سلوكياً لأداء الشعائر الدينية بشكل سليم يمثل إسهاماً كبيراً في تقوية دافعية الإنجاز.
العوامل الخاصة ببيئة الإنجاز
حيث أن البيئة التنظيمية أو التربوية التعليمية التي توفر فرصاً كافية للأفراد لوضع الأهداف ممكنة التحقيق ومثيرة للتحدي وتقدم سلوكاً تربوياً تعليمياً إدارياً مسانداً له، تساهم بشكل قوي في استثارة وتنمية دافعية الإنجاز لتحقيق النجاح.
المراجع:
النجداوي ، حمود أحمد . ( 1991 ) . أثر دافع الإنجاز ومفهوم الذات الأكاديمي وموضع الضبط على الدوافع المدرسية لدى طلاب الصف التاسع في مدينة عمان ، رسالة ماجستير ، الجامعة الأردنية .
عبد العزيز ، رشاد .(1994). علم النفس الدافعي ، دار النهضة العربي ، القاهرة ، مصر.
دافيد ، ماكيلاند.(1975). مجتمع الإنجاز والدوافع الإنسانية للتنشئة الاقتصادية ، فرانكلين للطباعة والنشر .
MCCLELAND,D,C.(1992). motivation and other sourse of