مقالات وآراء

كيف تكون الأب القوي نفسياً: استراتيجيات ونصائح لتعزيز الصحة العقلية للأب

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

إن تنشئة أطفال أقوياء نفسيًا مستعدون لمواجهة تحديات العالم الحقيقي، يتطلب باستمرار تحسين الصحة العقلية للآباء بغرض أن يتخلوا عن ممارسات الأبوة غير الصحية التي تحرم الأطفال من القوة النفسية، وبالطبع فمساعدة الأطفال على بناء قوة نفسية ليس أمرًا سهلًا، فهو يتطلب أن يكون الآباء أقوياء نفسيًا أيضًا.

إنّ مشاهدة الأطفال وهم يعانون ودفعهم لمواجهة مخاوفهم وصدماتهم النفسية ومحاسبتهم على أخطائهم أمر صعب، لكن هذه التجارب يحتاجها الطفل لكي يصل إلى غايته الكبرى، والآباء الذين يعدّون أطفالهم لحياة مليئة بالسعادة والنجاح وذات معنى يتجنبون تلك الأشياء.

لا يسمحون بعقلية الضحية

الخروج من فريق كرة القدم أو الإخفاق في الصف الدراسي لا يجعل من طفلك ضحية، فالرفض والفشل والظلم جزء من الحياة، وبدلًا من السماح لطفلك بالتعرض للشفقة وتضخيم مأساته، يعمل الآباء الأقوياء نفسيًا على تشجيع أطفالهم لتحويل معاناتهم إلى قوة، فهم يشجعونهم على تحديد الطرق التي تساعدهم على اتخاذ رد فعل إيجابي رغم الظروف.

لا يتخذون قرارات بدافع الشعور بالذنب

الشعور بالذنب قد يؤدي إلى قائمة من التصرفات الأبوية غير الصحية مثل الاستسلام لضغط الأطفال بعد رفض أمر ما، أو السماح للأطفال بالإفراط في الطعام والشراب في الإجازات، يعلم الآباء الأقوياء نفسيًا أن الشعور بالذنب ليس مريحًا لكنه مقبول، لذا فهم يرفضون أن يسيطر عليهم الشعور بالذنب حتى يمنعهم من اتخاذ خيارات حكيمة.

لا يجعلون أطفالهم مركز الكون

قد يكون مغريًا أن تتمحور حياتك حول طفلك، لكن الأطفال الذين يعتقدون أنهم مركز الكون ينشأون وهم يفكرون فقط في ذواتهم وما يستحقونه، لكن الآباء الأقوياء نفسيًا يعلّمون أبناءهم التركيز على ما يجب أن يقدمونه للعالم بدلا من التركيز فقط على ما يستحقونه.

لا يسمحون للخوف باتخاذ قراراتهم

الإبقاء على طفلك داخل فقاعة واقية قد يوفر عليك الكثير من القلق والتوتر، لكن إبقاء الأطفال في أمان زائد يعيق نموهم، يرى الآباء الأصحاء نفسيًا أنفسهم كمرشدين وليسوا حماة وأوصياء، فهم يسمحون لأطفالهم بالخروج إلى العالم وتجربة الحياة حتى لو كان ذلك مخيفًا.

لا يمنحون أطفالهم السلطة عليهم

الأطفال الذين يقررون ما ستأكله الأسرة على العشاء أو ينظمون لكيفية قضاء عطلة نهاية الأسبوع يملكون الكثير من السلطة، المساواة بين الأبناء والآباء ليس أمرًا صحيًا، والآباء الأصحاء نفسيًا يمنحون أطفالهم القدرة على اتخاذ خيارات مناسبة مع الحفاظ على تسلسل هرمي واضح.

لا يتوقعون الكمال

من الجيد أن تكون توقعاتك عالية لكن توقع الكثير جدًا من الأطفال سيعطي نتائج عكسية، يعترف الآباء الأقوياء نفسيًا أن أبناءهم لن يتفوقوا في كل ما يفعلونه، لذا فبدلاً من دفع أطفالهم لكي يصبحوا أفضل من أي شخص، يركزون على مساعدتهم ليصبحوا النسخة الأفضل من أنفسهم.

لا يجنبون أطفالهم المسؤولية

من الصعب أن تجد آباء أقوياء نفسيًا يقولون جملة مثل: “لا أريد أن يتحمل طفلي الأعباء، الأطفال يجب أن يكونوا أطفالاً”، لكنهم يتوقعون أن يقوم أطفالهم بتعلم المهارات التي يحتاجونها لكي يصبحوا أشخاص مسؤولين، إنهم يعلّمون أطفالهم كيف يتحملون مسؤولية اختيارهم ويحددون لهم الواجبات المناسبة لعمرهم.

لا يحمون أطفالهم من الألم

من الصعب مشاهدة الأطفال يعانون من مشاعر مؤلمة أو قلق، لكن الأطفال بحاجة للتدريب على ذلك والتعرض مباشرة للتجارب غير المريحة، والآباء الأقوياء نفسيًا يقدمون لأطفالهم الدعم والمساعدة التي يحتاجونها للتعامل مع الألم، وبذلك يحصل أطفالهم على الثقة في قدرتهم على التعامل مع أي صعاب قد تواجههم في حياتهم.

لا يشعرون بالمسؤولية عن مشاعر أطفالهم

قد يكون مغريًا أن تشجع أطفالك عندما يشعرون بالحزن أو تعمل على تهدئتهم عندما يشعرون بالغضب، لكن تنظيم مشاعر أطفالك يمنعهم من اكتساب المهارات الاجتماعية والعاطفية، والآباء الأقوياء نفسيًا يعلّمون أطفالهم كيف يكونوا مسؤولين عن مشاعرهم ولا يعتمدون على الآخرين في ذلك.

لا يمنعون أطفالهم من ارتكاب الأخطاء

سواء أخطأ طفلك في أسئلة واجب الرياضيات أو نسي أن يربط حذائه في لعبة كرة القدم، فإن الأخطاء يمكنها أن تكون أعظم مُعلم للحياة، والآباء الأقوياء نفسيًا يسمحون لأطفالهم بالوقوع في الخطأ، كما أنهم يسمحون لهم بمواجهة العواقب الطبيعية لأفعالهم، لديهم تجاربهم الناجحة في تعديل السلوك عند الأطفال.

لا يخلطون بين الانضباط والعقاب

العقاب هو طريقة تجعل الأطفال يدفعون ثمن أخطائهم، أما الانضباط فهو تعليمهم كيف يكون أدائهم أفضل في المستقبل، ولأن الآباء الأقوياء نفسيًا يفرقون بين العواقب، فإن هدفهم النهائي هو تعليم أطفالهم كيفية تطوير الانضباط الذاتي الذي سيحتاجونه لاتخاذ خيارات أفضل في حياتهم.

لا يسلكون طرقًا مختصرة لتجنب الإزعاج

الاستسلام لتذمر الأطفال وأداء واجباتهم الروتينية بدلا منهم أمر سهل وسريع، لكن هذا الاختصار يعلّم الطفل عادات سيئة، يتطلب الأمر قوة نفسية لكي تقبل عدم الراحة وتتجنب إغراء الطرق المختصرة.

لا يفقدون بصيرتهم بشأن القيم

في عالم سريع الخُطى من السهل أن تنخرط في أعمالك اليومية وواجبتك المنزلية وممارسة الرياضة، هذا الجدول السريع المحموم بالإضافة إلى ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي لكي تكون الأب الأفضل؛ يتسبب في فقدان الناس بصيرتهم بشأن ما يهمهم بالفعل في حياتهم، والآباء الأقوياء نفسيًا يعلمون قيمهم جيدًا ويضمنون دائمًا أن أسرتهم تعيش وفقًا لتلك القيم.

*مترجم بتصرف من موقع forbes.com

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. محمود الراشد

أخصائي في مجال التقييم النفسي والتنبؤ، خبرة في التحليل النفسي لرسومات الأطفال واكتشاف ميولهم وطموحاتهم. قدم الدكتور محمود العديد من الدورات والورش التدريبية التي استهدفت الأخصائيين والمربين، واشتهر بقدرته على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات تطبيقية. يشغل الدكتور محمود منصب المدير العام المؤسس للأكاديمية الدولية للإنجاز، وهي مؤسسة تدريبية متخصصة في ماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو: عضو فاعل في رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) وعضو جمعية علم النفس الأمريكية (APA). عضو قسم المحللين السلوكيين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) A member of the Behavior Analyst Division in American Psychological Association (APA)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×