لا يعتبر عدم القدرة على التحكم في السلوك وردود الفعل هو العرض الوحيد لمن يعانون من الرّهاب ، وإنما هناك أعراض أخرى مصاحبة منها على سبيل المثال سرعة دقات القلب وضيق التنفس .
ويجب أن نميز الرّهاب عمّا سواه من المخاوف الشديدة، المخاوف اللاعقلانية وغير المنطقية والتي تسمى ” الرّهاب “ ويكون مصاحباً لأحداث أو مواقف أو أماكن أو أزمنة محددة أو من أشخاص بأعينهم، وكذلك يجب أن نراعي أن كلمة مخاوف لاعقلانية وغير منطقية هي ما اعتبره علم النفس غير عقلاني وتعتبره مقاييس علم النفس مخاوف لا منطقية، إذ أن الأشخاص الذين يعانون من الرّهاب يصيغون لها منطق خاص يجعلهم يقتنعون أن ما يعانون منه صحيحاً حتى وإن زعم الأخرون “ومنه علم النفس” أنه غير منطقي.
تعريف الرّهاب
الرّهاب هو خوف شديد يتحكم في سلوك وأفكار ومشاعر الفرد وكذلك أساليب تواصله مع الآخرين بما يمنعه من ممارسة أنشطنه وحياته بشكل طبيعي وتم تصنيفه كاضطراب نفسي .
تشخيص الرّهاب
وفقاً لـ الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-IV-TR:
- الخوف الملحوظ والمستمر والمفرط وغير المعقول المحفّز بوجود أو تحسباً لوجود ظرف أو موقف أو حالة معينة (الطيران ، المرتفعات ،الحيوانات ، تلقي حقنة ، رؤية الدم).
- التعرض لحافز الرهاب غالباً ما يسبب استجابة القلق الفورية التي قد تكون على شكل إلزام موضعي أو نوبة ذعر موضعية ، وقد يعبر الأطفال عن القلق على شكل بكاء، نوبات غضب، التجمد، والتشبث بالأشياء. قد يستطيع الشخص تحديد إذا ما كان القلق مفرطا أو غير معقول، بينما قد تكون هذه الميزة غائبة عند الأطفال. يتم تفادي حالة الرهاب أو تتم المعاناة من القلق الشديد والمحن .
أنماط الرّهاب
تتعدد أنماط الرّهاب ويمكن تناول بعضها على النحو التالي:
- رهاب الحيوانات: مثل الخوف من الكلاب ، القطط ، الأرانب و / أو الفئران ،الخنازير، الأبقار، الطيور، العناكب، أو الثعابين.
- رهاب الطيران: ويتمثل في الخوف من ركوب الطائرة ومن ثمّ تجنب السفر مهما كانت الخسائر المترتبة على ذلك.
- رهاب الإجراءات الطبية مثل الدم وكل ما يتعلق وزيارة المستشفيات وعيادة المرضى خشية العدوى منهم.
- رهاب الظلام: خاصة فترة الليل وهؤلاء لا يطفئون الأنوار ليلاً عند النوم.
- رهاب البيئة الطبيعية: مثل الخوف من المرتفعات والأماكن المفتوحة والطوابق العلوية والشرفات وأسطح المباني، وكذلك الخوف من البرق والعواصف والصواعق.
- الرّهاب الاجتماعي: مثل مواجهة الجمهور والاجتماعات والاختبارات الشفوية، وكلها تمثل تجارب مؤلمة نفسياً للفرد.
- الرّهاب المقترن بالأنشطة والخبرات: وخاصةً المكتسبة من الطباع الأسرية والبيئية وما تعرض له الفرد في طفولته من صدمات وأزمات مختلفة وما بناه من تصورات وقناعات كخبرة من تجاربه السابقة.
العلاج:
لا شك أن لكل حالة ظروفها الخاصة ومن ثم علاجها الخاص إنما نعرض هنا مجموعة من الخطوات العلاجية والتي كان لها نتائج إيجابية مع حالات الرّهاب:
- فك الارتباط بين استجابة الخوف وبين المثير، مع زيادة تقدير الذات لدى الشخص وخاصة في التفاعل مع المواقف التي يتعرض فيها للرّهاب.
- التخلص من الحساسية بصورة متدرجة ونظامية لتخفيض ردود الفعل، بحيث يقوم الاستشاري بتعرض المريض تدريجياً للمثير لخفض القلق تدريجياً من المثير واكتساب خبرة جيدة معه.
- تعلم المهارات الاجتماعية
- التدريب على إدارة الضغوط والإجهاد والغضب.
- إعادة تقييم الأفكار المرتبطة بالرّهاب وعمل قائمة الاستبدال للأفكار السلبية بأفكار إيجابية وللسلوكيات الخاطئة بأخرى صحيحة.
- استخدام أسلوب الحزم في القرارات القطعية المرتبط بترك الرّهاب، ويفضل هنا استخدام أسلوب التنفيذ الفوري من الحالة لبعض التعليمات المتعلقة بالعلاج.
- تفهم الآخرين يعتبر عاملاً مهما في علاج الفرد وخاصة المقربين جدا منه ومساعدتهم له على تجاوز الاضطراب.