نص الاستشارة:
ابنى فى العاشرة من عمره (بالصف الرابع الابتدائى )، أقل ما يمكن وصفه به هو أنه مشاكس لا يحب البيت ولا الدراسة، من حوالى سنة ونصف وحاله متغير :
- غيرمقبل على الدراسة، رغم ما بذلته معه من جهد.
- لا يحبالجلوس في المنزل
- طولوقته خارج المنزل عند الأهل والأقارب
- يأتيدائما متأخرا من الخارج
- كثيرالمشاكل مع أخواته (3 بنات- 2 اكبر منه سنا والأخرى اصغر منه).
مع العلم حاولت أحل هذه الظاهرة بالترغيب والترهيب والمحايلة وغيره ولا جدوى …. حتى اننى اتيت بشيخ يعالج بالقران واعلمنى ان به مس وطلب منى اخذ بعض الاجراءات لحل هذه المشكلة وقمت بها ولكن يتحسن فترة ويعود مرة اخرى كما هو ….فماذا فعل ارجو الإفادة، لأنني تعبت جدا ولا أعرف كيف أتصرف.
الحل:
الأم الفاضلة أهلاً بك وأشكرك على ثقتك بنا وأتمنى من الله عز وجل أن يوفقنا لتوجيهك نحو الأفضل لطفلك.
من خلال قراءتي لسطور المشكلة المطروحة أود التركيز على الحل من خلال النقاط التالية:
- طفل العاشرة وسلوكيات التمرد والعنف
- البيئة الخارجية وتأثيرها على طفلك
- مقترحاتتساعد طفلك نحو شخصية إيجابية.
أولاً : طفل العاشرة وسلوكيات التمرد والعنف
طفلك في مرحلة الطفولة المتأخرة، وهي مرحلة ينهي فيها طفلك مرحلة طفولته واعتماده الكلي على الأسرة، ويتجه بسلوكياته نحو الاستقلال واثبات الذات استقبالاً لمرحلة المراهقة، والتي ستجدينها أصعب بكثير من هذه المرحلة بكون طفلك ستواجهه فيها العديد من التغيرات الجذرية (الجسمية والنفسية)، وهذا يتطلب منك الانتباه لاحتياجات طفلك في مرحلة الطفولة المتأخرة، لأنها احتياجات بسيطة بالمقارنة باحتياجات مرحلة المراهقة التي ستبرز لك فيها بحجم معقد وليس بسيطاً.
إن سلوكيات طفلك تدل على بدء استعداده لمرحلة المراهقة، وهذه السلوكيات تلفت انتباهك أن طفلك في حاجة قوية إلى:
- أن يشعر بالاحترام.
- ألّا يعامل معاملة الأطفال الصغار.
- أنه بحاجة أن يتحمل المسؤولية وعليك تعليمه كيف يتحملها.
- أنه بحاجة أن يشعر بشخصيته واستقلاليتها بين إخوته وعائلته وأصدقاءه.
قد تكوني منحتي طفلك كل هذه الأشياء ولكن ليس بالمستوى الذي يطمع فيه، أو قد منحتيها بأسلوب تربوي غير صحيح، وهذا ينتج من رؤية الأهل لأبنائهم أنهم سيظلوا أطفالاً مهما كبروا، وشعور الطفل بذلك يدفعه للتمرد ويقابل الأهل التمرد بالعنف والعنف يولد العنف.
من هنا تتشكل سلوكيات الطفل نحو رفضه كل شيء من الأهل، والابتعاد عن أي شيء يريدونه، وكل هذا هو نتيجة سوء فهم من الأسرة لسلوكيات الطفل وعدم تلبية الاحتياجاته النفسية والاجتماعية بشكلها التربوي الصحيح.
ثانيا : البيئة الخارجية وتأثيرها على طفلك
البيئة الخارجية تمثل عامل خطورة على الطفل في هذا العمر عندما تحاط برفاق السوء، لذلك عليك مساعدة طفلك على التمتع بمهارات شخصية قوية تجعله يستطيع اختيار أصدقاءه بشكل صحيح.
ثالثا : مقترحات تساعد على بناء شخصية إيجابية لطفلك.
- انصحك بتوزيع الأدوار الأسرية بشكل تربوي فيما بينك وبين الزوج وفيما بين الأطفال أنفسهم، ليشعروا بالانتماء للأسرة ولبعضهم البعض.
- علمي أطفالك أن يخوضوا التجارب المختلفة لكسب الخبرات الحياتية الضرورية، في الأسرة وخارجها، وتابعيهم بهدوء واحرصي على توجيههم بشكل تربوي صحيح، وعندما يخطأ طفلك تقبلي خطأه قبل كل شيء لكونه خطأ من أجل التعلم، ثم حاوريه حول سلوكه الخاطئ واتركيه يفكر ويكتشف الصواب من الخطأ وأتيحي له هذه الفرصة للتعلم بعيداً عن التوتر أو الغضب.
- حددي نظام للأسرة ليعرف كل فرد فيها دوره وحدود نظام الأسرة، حتى لا يقع طفلك فريسة لعدم الوعي ، ومن ثم ينشأ الأطفال من صغرهم على هذا النظام.
- طفلك الآن في حاجة ماسة لأن تكوني ودودة معه، صديقة له وأن تعلميه خير الأشياء وأن تمنحيه القوة لأن يثبت نفسه بدلاً من أن يتجه للخارج ويقع فريسة من يوجهه إلى السيئ من الفعل ليثبت نفسه فيخسرها.
- اعقدي اجتماعاً أسرياً دورياً وتحدثي بشكل عام عن الأسرة واتركي أطفالك يعبرون عما يزعجهم وعما يفرحهم، واستفيدي من هذا الاجتماع لما هو خير لأطفالك، وأعطي تعليمات واضحة بشأن الأسرة وكوني حازمة في تطبيقها.
- قسّمي وقت أطفالك ما بين اللعب والتعلم والنوم والمرح والنزهة وتناول الطعام ومشاهدة التلفاز أو ممارسة الهوايات، فمن شأن ذلك أن يجعلهم يحترمون كل وقت لتخصصه، كما أنهم سيحرصون على وقت التعلم لحرصهم على وقت التنزه.
أتمنى لطفلك وأسرتك السعادة والنجاح.
أإقرأ أيضاً: طفلي عصبي وعنيف جدا – فماذا افعل؟