نتناول في المقال الحالي 3 مؤشرات للقدرة على الإنجاز بشكل عملي.
أولاً: التوقعات الإيجابية:
لا شك أن التوقعات الإيجابية عن الذات تمثل النسبة الأكبر في القدرة على إنجاز المهام والوصول للأهداف المحددة.
والمقصود بالتوقعات الإيجابية عن الذات إجابتك على سؤال: ماذا تتوقع من نتائج أداءك وممارساتك للوصول إلى هدفك؟.
إن توافقت أفكارك ومشاعرك وسلوكك وتفاعلاتك الجسدية على أنك بالفعل تتوقع أن تحقق هدفك، فهذا يعني أن توقعاتك عن ذاتك إيجابية.
والعكس صحيح.
تمارين رفع مستوى توقعاتك الإيجابية عن ذاتك:
- كن صادقاً مع نفسك وقارئاً عبقرياً لواقعك ولقدراتك الحقيقية وبصراحة وشفافية حدد ما تملكه بالفعل من إمكانيات (نفسية وعقلية وجسدية وإجتماعية).
حيث يؤخذ على كثير ممّن يعمل بمجال التنمية البشرية أنهم يُسقون الناس الوهم “بقولهم قل لنفسك أنا أستطيع أنا أقدر” دون أن يستند على حقائق عن واقع الفرد وقدراته الحقيقية.
(وإلّا لقدمت تلك القاعات التي إكتظت بعشرات أو مئات من المتدربين عظماء خدموا مجتمعاتهم فضلاً عن أنفسهم).
كيف نبدء:
1- حدد هدفك
2- إكتشف ما تملك من البداية وما يؤهلك لإنجازه.
3- إقتنص الفرص واعرف كيفية الإستفادة منها.
4- تعرف على التحديات وواجهها وأوجد لها حلولاً واقعية وممكنة.
تمارين “التوقعات الإيجابية عن الذات”:
التمرين الأول: الإستحقاق
فكرة الاستحقاق تعني القناعة الكاملة لديك بأنك تستحق هذا الشئ أو الهدف الذي حددته، وأن السعي للوصول اليه وإمتلاكه إنما هو من قوة إيمان داخلي
بأنه لا راحة لك ولا إستقرار إلا بحصولك على ما تستحقه (وهو الهدف المراد إنجازه).
كيف تمارس الاستحقاق:
حدد هدفاً ثم أكتب 3 أسباب تستحق بسببها هذا الهدف؟
…………………………………………………………………………..
درجة إيمانك بهذا الإستحقاق….%
درجة إستعدادك للتمسك بتحقيق الهدف مهما كانت التحديات….%
التمرين الثاني: القدرة والإمكانية
ما هي القدرات والإمكانيات والفرص والتحديدات التي تجعل توقعاتك عن إنجازك للهدف إيجابية؟
……………………………………………………………………………
……………………………………………………………………………
التمرين الثالث: توثيق حالات النجاح
تمثل عملية التوثيق لحالات نجاحك سواء في الماضي أو الحاضر عملية إستثارة لكل المسببات التي حققت بها نجاحك السابق.
واستثارة كذلك لكل المثيرات المحفزة والدافعة للإنجاز.
ومن ثمّ أنت تستخدم سجل التوثيق لكي تزيد وتسترجع وتتذكر وتقوي توقعاتك الإيجابية عن نفسك في تحقيق النجاح باستمرار.
(يمكنك إستخدام كافة وسائل التوثيق كالصور والفيديوهات والمدونات والبريد الإلكتروني وغيرها).
ثانياً: وضوح الهدف
البداية الفورية تكسبك خبرات أكثر وتزيد من فرص النجاح لتحقيق ما تريد الوصول إليه، والأهم منها هو وضوح هدفك وإجابتك على سؤال كيف تحدد هدفك؟
ويمكن القول أنه كلما كان هدفك:
1- حاضراً باستمرار في ذهنك.
2- لديك تركيز كامل عليه.
3- متحمساً بشدة له.
4- تملُك عقلاً ونفسيةً وجسداً ذا طاقة وحيوية وجهوزية دائمة لأداء الجهد المطلوب.
5- سلوكك محدد بدقة للقيام بما يساهم في إنجاز الهدف بمهارة فائقة.
كلما كنت على الطريق الأصح لتحديد هدفك وتحقيقه.
تجربة عملية ونسبة الإنجاز:
قُمنا بتجربة عملية مُصّغرة لقياس نسبة إنجاز الهدف بتطبيق تقنية “عين على الهدف”، وهذه نتائج ما بعد ورشة تدريب حول سيكولوجية الإنجاز الأكاديمي لمجموعة من طلاب الدراسات العليا بجامعة ملايا في ماليزيا
(41 طالب وطالبة ماجستير ودكتوراه من 11 دولة عربية): من حدد هدفه بشكل صحيح 31% – عدد من أنجز أهدافه الأكاديمية 56% – نسبة من أنهى رسالة الماجستير والدكتوراه”6%”.
تحديد الهدف بشروطه
حدد هدفك بحيث يكون:
- قابلاً للقياس
- له زمن بداية ونهاية
- له الأولوية المُطلقة على ما سواه
- لديك الإستعداد لبذل أقصى جهد لإنجازه
- إيجابي في صياغته
- واقعي
إختبر نفسك
أي الأهداف التالية صحيح وأيها خاطئ حسب المعايير السابقة للهدف الصحيح؟
- الحصول على الدكتوراه في أغسطس 2019
- أن أحصل على وظيفة مناسبة لي
- قراءة تثقيفية مستمرة
- ترك وظيفتك الحكومية وقد صار لك مشروعك الخاص
- قررت أن ينزل وزني خلال 3 شهور
- توفير مال وقدره 50000 دولار بداية من الآن ولعامين لرعاية أفضل لأسرتي…. ؟
وجد علماء النفس أنه من الأفضل التركيز على هدف واحد واضح بدلاً من التعامل مع قائمة من الأهداف في وقت واحد.
فالنجاح في الهدف الأول سيؤدي إلى تحرير إرادتك وتقويتها عند التركيز على الهدف التالي .ويلي ذلك :
1- راقب سلوكك تجاه هدفك، لا تدع أي زلة تخرجك عن مسار الهدف الواحد.2- ضع خطة معقولة لتحقيق هدفك، وإلتزم بها .
3- أحط نفسك بالأشخاص الذين تثق بهم، والذين تعرف أنهم سيدعمون هدفك، ويرغبون في مساعدتك على النجاح.- إقرأ أيضاً: كيف تكون شخصاً منجزاً
ثالثاً: هزيمة الإنهزام النفسي
حين تريد أن تنتقل من حالة نفسية أو سلوكية سلبية إلى حالة إيجابية لا تنتظر من يدفعك لتغيير حالتك.
فقط مارس تمرين ( القفزة النفسية السريعة ) التي لا تدع مجالاً لمجرد التفكير في أي شئ سوى هذه النقلة من هنا (الحالة السلبية) إلى (الحالة الإيجابية).