هناك من يفكر بالمشكلة لمعايشة أحزان ومأسي الماضي، وهناك من يتناول المشكلة بغرض تعقيدها، بينما تعني مهارة “التفكير للحل” التفكير لأجل الحل لتخرج من حالة التوتر والقلق وانغلاق العقل إلى رحابة الأفكار الإبداعية لحل المشكلات ومواجهة التحديات، وفي المقال الحالي نستعرض 9 خطوات لممارسة التفكير للحل.
مزايا اكتساب مهارة “التفكير للحل”
- تحويل التحديات إلى فرص ومكاسب
- تطوير الذات والثقة بالنفس
- التأهيل النفسي والذهني لتحقيق الإنجاز
- اكتساب المرونة في الأداء
ولأنه لا يوجد هدف بدون مشكلات تواجهه وتحديات تقف عقبة أمام تحقيقه، فإننا بحاجة إلى تعلم كيف نواجه تلك التحديات ونحل تلك المشكلات، ولا شك أن جميعنا يمتلك الرصيد المعرفي والخبرات الكافية -أو والاستعانة بالخبراء- للتعرف على وسائل وطرق حل المشكلات حتى تصير هذه أن تكون كافية وما ينقصه الفرد سوى التطبيق العملي من خلال استخدام مهارة التفكير للحل.
وفي هذا التمرين سنتدرب على كيفية استخدام “التفكير للحل” والتي تعني “التفكير لغرض الحل أو لأجل الحل”.
تفاجأ سامح وهو في “مكتب خدمة السيارات” أن هاتفه ليس به رصيد للاتصال بشبكة الإنترنت “تضايق بشدة وبدا عليه التوتر الشديد خاصة أنه سيبقى منتظراً الخدمة لوقت طويل سيكون كله ملل وانتظار وترقب بدون استخدام الإنترنت” سأل الموظف: هل يوجد منفذ لبيع كروت الشحن؟ أجابه: لا، ومع ذلك خرج آملاً أن يجد في الشوارع المحيطة به منفذاً.. ولكنه عاد دون فائدة، أخذ نفساً عميقاً، ثم أحس بهدوء نفسي وذهني، وهنا تذكر نصيحة مستشاره “التفكير للحل” أعاد” أخذ نفس عميق” حتى امتلك بالفعل الهدوء الذهني والنفسي وبدأ بالتفكير للحل وفي أقل من 3 ثوان قفز بسرعة وسأل الموظف: هل لديكم “واي فاي”؟ قال له: نعم وأعطاه إياه!
رغم أنّ الحلول تكون غالباً حاضرة بالعقل الواعي واللاواعي وقريبة جداً منّا وأحياناً سهلة لا تحتاج إلى عناء تفكير أو إبداع أو حتى إلى التفكير خارج الصندوق إلا أنّ اللحظة الأولى التي نتعامل فيها مع المشكلة أو التحدي هي الحاسمة في إيجاد الحل وبسرعة، أي أن ما يجعلنا ننتبه لها هو “التفكير للحل”.
تذكّر أنه “لو لم يتوتر سامح ولو أنه استخدم من البداية التفكير للحل لوفّر على نفسه العناء النفسي والبدني الذي وقع له”.
9 خطوات لممارسة “التفكير للحل”
- حدد الفجوات الواضحة بين واقعك الحالي (المكان الذي أنت فيه الآن) وبين واقعك عند إنجازك للهدف (المكان الذي ترغب في الوصول إليه).
- ضع هدفك في المقدمة على ما سواه من حيث التفكير في تذليل العقبات التي تعترضه.
- أطلب الدعم والمساندة من أصحاب الخبرات والمتخصصين.
- لا تدع المشتتات ولا تسمح لأي شخص أن يصرف انتباهك عن إنجاز الهدف
- اعتاد ألّا تحمل باستمرار معاناة التبرير للآخرين كونك مشغول بهدفك عنهم
- ما يقوي همّتك لحماية هدفك هو تذكرك بقوة استحقاقك له
- ما من هدف إلا وتوجد في طريقه عقبات قد تؤذي صاحبه وتؤلمه “حرمان من أحبابه أو تقوّلات للأخرين عنه أو إجهاد بدني وذهني ومالي أو غير ذلك” والقول هنا (تحمّل الأذى) وفي لحظة إنجازك لهدفك سترى الجميع يهتفون باسمك ويتمنون أن يكونوا مثلك.
- استفد من كل الفرص وأحسن استغلالها لإنجاز هدفك.
- استمرار ممارستك لما ورد من تمارين يعني أنك بلحظة ما ستكون ودوماً قادرا على الانتقال من المشكلة إلى الحل بسرعة فائقة دون المرور بمراحل حل المشكلات.
مثال عملي لممارسة التفكير للحل
اكتب 10 مشكلات عادية وتدرّب على استخدام “التفكير للحل“.. (الفائدة التي يجب أن تملكها من التمرين هي تدريب وتعويد وتهيئة العقل على سرعة استخدام التفكير للحل عند التعرض لمشكلة ما بمجرد قراءتك للمشكلة.. أي من أول ثانية لاطلاعك على المشكلة).
اعمل تقييم لأدائك بإعطاء درجة تحقق الهدف (التدريب والتعوّد وتهيئة العقل على سرعة استخدام التفكير للحل عند التعرض لمشكلة ما) بحيث أن الدرجة الأعلى تكون 10 من 10 للمشكلة الواحدة.
التفكير للحل والتحديات الكبيرة
استعرض مشكلة ما تعتقد بأنها تحدي كبير لهدف تسعى لإنجازه وتدرّب على استخدام “التفكير للحل” بمجرد قراءتك للمشكلة (أي من أول ثانية لاطلاعك على المشكلة).
اعمل تقييم لأدائك لحل كل مشكلة على حدة بإعطاء درجة تحقق الهدف (التدريب والتعوّد وتهيئة العقل على سرعة استخدام التفكير للحل عند التعرض لمشكلة ما) بحيث أن الدرجة الأعلى تكون 10 من 10.
ما هي درجة الرضا لديك عن الحلول المُقترحة لتجاوز المشكلة بحيث أن الدرجة الأعلى تكون 10 من 10.
نصيحة:
عندما تكون هناك أكثر من مشكلة ينبغي أن تقوم بترتيب حل المشكلات بشكل دقيق لأنّ هناك مشكلات يمكن أن تجد لها حلاً بشكل تلقائي بمجرد حل مشكلات سابقة لها، يمكنك الضغط هنا لتعلّم “ترتيب الأولويات”.