هذه رسالة شاب عانى كثيراً من الأفكار المزعجة وكادت تدمر حياته وهو في بدايات شبابه، يروي كيف استطاع السيطرة على الأفكار المزعجة، وكيف تعامل معها وكيف بنى لنفسه مع كثير من المعاناة تصوراته الإيجابية بشخصية أكثر قوة وإنجازاً.
1- المقاومة صديقة الأفكار المزعجة:
احذر أن تدور حول الفكرة الصحيحة محاولاً الهروب منها سواء بادعاء سؤال ما أو الهروب إلى موضوع جديد أو استخدام كلمات اعتراضية مثل كلمة “لو– لكن”، فهي عملية لاشعورية تدفعك إلى مقاومة رغبتك في التغيير الإيجابي خاصة حين يُثمر نتائج ايجابية، ويسمح أن تتحكم فيك الأفكار المزعجة.
مثال: كنت أحاول تطبيق سلوك التركيز على الإيجابيات فقط, فكنت بشكل غير واعي اقاوم وأشعر ان هناك شيئاً خاطئأ. كنت متمسكاً بالمشاعر السلبية و كنت اريد ابقائها وكأني أشعر بأنها جزء مني، مرتبط بها ولا أريد التخلي عنها وكأني سأخسر شخصيتي بدونها.
“إنما العلم بالتعلم، و إنما الصبر بالتصبر” |
2- اداة الحقيقة عدو الأفكار المزعجة:
هي إعادة برمجة للعقل الباطن بحيث يعتاد على اعتبار أن الاصل في حياتي هي “الأحاسيس الإيجابية والسلوك الايجابي والتفكير الايجابي، وليس الأفكار المزعجة، إذ أن تغييرالبرمجة لابد من تغيير التفكير والسلوك.
وأداة الحقيقة هي تقمص الدور الايجابي مع تحويل كل فعل أو تصرف أو سلوك أو كلام أو تعبيرات سلبية الى فعل ايجابي وتقمص هذا بدقة و ابداع.
مع التكرار للتقمص سوف يتم تعدل الكثير من الاشياء بل و كل ما هو سلبي سيتحول الى ايجابي.
وهنا نقول انه من قوة هذا التدريب ومع اتخاذ القرار الحاسم منك بالالتزام بتنفيذه في الزمن المقرر له, فانها لا تحتاج الى مدة طويلة ولكن وبكل ثقة (في الله اولا) ثم في قدراتي أنه خلال سبعة ايام سوف أتخلص من المنغصات جميعاً، وقد كان.
كيفية الممارسة – استبدل دائما ولمدة اسبوع متواصل:
ا) الأفكار المزعجة —- بأفكار ايجابية
ب) كل سلوك سلبي —- بسلوك ايجابي
ت) كل احساس سلبي —- باحساس ايجابي
ج) كل تعامل مع الاخرين سلبي — بتعامل ايجابي
ملاحظة مهمة في بداية التطبيق: لا تيأس وتستسلم تحت ضغط الأفكار المزعجة بسرعة. ثابر واصبر اكثر.
خلاصة الاداة: اعمل العكس. تغيير للايجابية.
امثلة: شخص يريد ترك التدخين. للتخلص عليه التخلص من فكرة انه يحتاج الى التدخين وأيضاً عليه التخلص من السلوكيات كالتخفيف من التدخين الى اخره.
مثال المرأة التي كانت تعاني من الم في الرقبة. فاستخدمت اداة الشد والاسترخاء وتخلصت من السلوك ولكن زادت الحالة وذلك لعدم تعاملها مع الفكرة فقد بقت الفكرة.
ملاحظة: لمعرفة وتحديد الظواهر والسلوكيات السلبية فعليك تحديد طرق التعبير عن الافكار السلبية على محورين:
1) بينك وبين نفسك
2) بينك وبين الاخرين
مثال:
1) بينك وبين نفسك: الحديث الداخلي, عدم العمل, الكتابة بالهاتف, الامتناع عن الاكل, النوم الكثير, حرارة, الخمول الدائم, الكسل, ضعف…..الخ.
3- التركيز على الايجابي لا على الأفكار المزعجة:
للشخصية دائرتان. دائرة كبيرة و هي الاصل (الايجابية) ودائرة صغيرة وهي السلبية ولابد ان نوجه العين للدائرة الكبيرة دائما مما يدفعنا للراحة النفسية بتركيزنا على الايجابيات اكثر من السلبيات.
ينبغي أن تركز على الايجابي بدون ايحاءات ولا تدور حول الافعال او الكلمات او السلوكيات السلبية.
فكل إنسان خُلق على الفطرة السليمة. الجوهرة التي بداخله. لكن مع الزمن تتغبر هذه الجوهرة.
4- “ما تركز عليه هو الذي يتضح امامك”
ان عدم تركيز الافكار على الظروف الغير مرضية سيجعلها تتلاشى تدريجياً, بل سينهي هذه الظروف بالتاكيد
أيضاً لا تصمم على السلبي كأن لا تضعه في قاموسك بتاتا. مثال الشخص في قديم الزمان عدما سأل هل انت جبان؟ فجاوبه ما معنى الجبن؟ أيّ أن الكلمة لم تكون في قاموس أفكاره ولا حياته.
5- القرار الحاسم للسيطرة على الأفكار المزعجة:
الإرادة التي ميّز الله الانسان عن غيره “هي تلك اللحظة التي يجب ان تتخذ فيها القرار بأن حياتك صارت اكثر راحة نفسية وهذه اللحظة هي الان الان الان!
هي تلخيص قوة الارادة و الحزم و الحسم و الثقة…. هي ارادة تكسر الحديد!!!
6- روح الصداقة
تعامل مع المشاعر و السلوكيات بروح الصداقة و الصحبة. صاحبها . الصداقة سلام و حب و جميلة. جرّب.
7- رابط سلبي ما بينك وبين الادوات
انتبه حتى لا يكون بينك و بين الادوات رابط سلبي. كنت واهم نفسي انه الادوات لا تنفع. كنت غير مقنع بالادوات ولا اطبق الادوات بقناعة من قلبي. كُن واثقاً بالادوات لانها هي التي تحقق الراحة النفسية فعلا، وتساعدك على التخلص من القلق الدائم والمستمر ( 21 نصيحة للتخلص من القلق) .
8- ليكن لديك المُلهِم في حياتك
الدكتور (م) مثال حي لشخص ظهرت قوته النفسية، فقد جاء إلى هنا في ١٩٩٠، درس علم نفس ولكنّه عمل في إدارة الأعمال، كان يعيش وحيداً ولم تكن عنده أي مشكلة في هذا الشيء وكان فعلاً معتمداً على نفسه. صادف أنّه اصيب بمرض غريب. ذهب الى الأردن، لبنان، وبلاد أخرى للتشخيص ولم يعرف أي أحد ما هي المشكلة. كان يجب أنّ يؤخذ عينة من كبده و نصحه الأطباء ألّا يفعل ذلك لأنها عملية جداً خطيرة و أي خطأ بسيط فسوف ينفجر الكبد. لكنه أثبت قوة نفسيته و قوة عقله و فعلها وتم تشخيصه بمرض نادر جدا وكان يجب ان يتناول علاجاً كيميائياً. العلاج الكيميائي جدا مؤلم وخطير. لكنه أقدم على ذلك، لم يعلم أي أحد انه يُعالج الا اخوه. كان طول فترة علاجه لوحده هنا. اثناه تلقيه العلاج، كان يذهب للمستشفى بابتسامة و بايجابية. كان يأتي لهم بالهدايا والأكل وكأنه أحد الزائرين للمشفى.
تعجب الأطباء من حالته و قوته النفسية و سألوه فأجابهم “أنّ الله تعالى أعطاه هذا الشيء كما أعطاه المال و الصحة الخ.. فعليه تقبله والعيش معه”.
قوة نفسية وعقلية جبارة. أيضاً، كان يستخدم أداة التحدث للجسد و يتحدث إلى كبده و يسأله و يعامله بحب و حنان وساعدته هذه الأداة على ان يُنظف الكبد والأوساخ المتراكمة من الأدوية … وكان فعلاً بعد استخدامه للأداة و عند ذهابه “لدورة المياه” يرى تغيير ملحوظ في رائحة و لون البول و يشعر بالراحة الكبيرة. لم يذهب الألم ولكنه كان يشعر براحة شديدة جدا. ظل طول هذه الفترة وحده بدون أي شخص معه، قوة نفسية جبارة!! وبسبب ايجابيته و قوته النفسية (مما تقوي المناعة) استطاع ان يتخلص من المرض في مدة ٣ شهور!!! ممّا اعتبره الأطباء معجزة طبية! كان المفروض ان ينتهي في مدة ٦ شهور لكنه فعلها في أقل من ذلك.
ذكر (م) أنّ شخصاً كان يتعالج معه و كان في قمة السلبية سأله كيف لك أن تكون بهذه الروح و الايجابية؟ فأجابه أنّها أنسب للعيش وأنّه راض بقضاء الله و قدره. الان هو تخلص من المرض و الأخر للأن يتعالج في المانيا. الخلاصة هي انًك انت نتاج أفكارك. مهما كانت المواقف، فإن العامل النفسي انت الوحيد الذي تستطيع ان تتحكم به! لديك الأدوات اللازمة لكي تكون لديك أقوى نفسية بالعالم!!