مقالات وآراء

دور الصدمة في تشويه الواقع: فيلم الفيل الأزرق

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

“الفيل الأزرق” هو ​​فيلم رعب نفسي مصري شهير من إخراج مروان حامد، يتعمق في النفس البشرية ويستكشف موضوعات الصدمات والأمراض النفسية وأسرار العقل. في قلب الأحداث، يلعب كريم عبد العزيز دور الدكتور يحيى راشد. من خلال رحلة الدكتور يحيى، يقدم الفيلم استكشافًا مثيرًا لشياطين الشخصية، والحزن، والخط الرفيع بين العقل والجنون.

العودة إلى الماضي المؤلم:

في بداية الفيلم، نجد الدكتور يحيى يعود إلى عمله في مستشفى الطب النفسي بالعباسية بعد انقطاع دام خمس سنوات، وهي الفترة التي عانى فيها من الوفاة الأليمة لزوجته ندى. تمهد هذه الخلفية المباشرة الطريق لرحلته في مواجهة الصدمات التي لم يتم حلها والتحديات التي تفرضها حالته العقلية والعاطفية.

لقاءات مع الشياطين القديمة:

يؤدي الظهور المفاجئ لصديق قديم، شريف الكردي، كمريض في نفس المستشفى، إلى دخول عالم الدكتور يحيى في حالة من الفوضى. تصبح قضية شريف الغامضة، التي تتشابك مع مفهوم السحر الأسود والفولكلور المصري القديم ومخدر “الفيل الأزرق” الغامض، محور هوس يحيى.

الحقائق غير واضحة:

وبينما يتعمق الدكتور يحيى في قضية شريف، تبدأ الحدود بين الواقع والهلوسة تتلاشى بالنسبة له. يتلاعب الفيلم ببراعة على هذا الغموض، مما يجعل الجمهور يتساءل عما هو حقيقي وما هو مجرد جزء من عقل يحيى المعذب، خاصة أنه يبدأ في تجربة حبة “الفيل الأزرق”.

الذنب والحزن والصدمات التي لم يتم حلها:

من الأمور المركزية في المشهد النفسي للدكتور يحيى هو الحزن والشعور بالذنب الذي لم يتم حله بعد وفاة زوجته. تشير كوابيسه ورؤاه المتكررة لها إلى عقل يكافح من أجل التصالح مع الخسارة. قضية شريف، وعلاقتها بندى، لا تؤدي إلا إلى تفاقم الاضطرابات الداخلية ليحيى، ودفعه إلى الهاوية.

رحلة إلى القبول:

ذروة الفيلم هي أن يحيى يجمع ألغاز حالة شريف والعناصر الخارقة للطبيعة المرتبطة بها، والأهم من ذلك، حل صراعاته العاطفية والنفسية. إن الكشف عن وفاة زوجته وارتباطها بالأحداث يوفر لحظة تطهير ليحيى، حيث يمثل رحلته من الإنكار إلى القبول.

خاتمة:

“الفيل الأزرق” هو ​​درس متقن في رواية القصص النفسية، حيث ينسج عناصر الرعب والدراما والثقافة المصرية معًا. يقف الدكتور يحيى راشد بمثابة شهادة على تعقيدات العقل البشري، والطبيعة المؤلمة للصدمات التي لم يتم حلها، والرحلة الصعبة نحو القبول والشفاء. تعمل شخصيته كمرآة للجمهور، وتعكس الموضوعات العالمية للحزن والشعور بالذنب والسعي الأبدي للتفاهم والسلام.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. محمود الراشد

أخصائي في مجال التقييم النفسي والتنبؤ، خبرة في التحليل النفسي لرسومات الأطفال واكتشاف ميولهم وطموحاتهم. قدم الدكتور محمود العديد من الدورات والورش التدريبية التي استهدفت الأخصائيين والمربين، واشتهر بقدرته على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات تطبيقية. يشغل الدكتور محمود منصب المدير العام المؤسس للأكاديمية الدولية للإنجاز، وهي مؤسسة تدريبية متخصصة في ماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو: عضو فاعل في رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) وعضو جمعية علم النفس الأمريكية (APA). عضو قسم المحللين السلوكيين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) A member of the Behavior Analyst Division in American Psychological Association (APA)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×