مقالات وآراء

الطفولة المبكرة- أهميتها ودور المربي

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

تمثل مرحلة الطفولة المبكرة المرحلة العمرية الأهم في بناء الشخصية الصحية للفرد، وقد قيل ” قلب الطفل كالأرض الخالية كلما ألقينا فيها شيء أنبتت، فإذا زرعنا فيها خيراً  كان حصادها خيرا وإذا زرعنا فيها سوءً كان نتاج حصادها سوء ” ومن هنا جاءت أهمية التربية في بناء الإنسان.

أهمية  مرحلة الطفولة المبكرة:

فترة الطفولة المبكرة هي الفترة التكوينية من حياة الفرد ، التي تتبلور و تظهر ملامحها في مراحل حياتها المقبلة ، لذا فهذه الفترة تعد من اهم فترات المراحل النمائية التالية، حيث تعد خصائص نمو الطفل في هذه المرحلة بمثابة منبئات لشخصية الطفل ، وتطور مسار نموها ، وهي الأساس التي تدرس عليه دعائم الشخصية ذلك لأن ما يحدث فيها من نمو يصعب تغييره فيما بعد .
كما أن لمعرفة مظاهر ومراحل النمو المختلفة أثر كبير في سيكولوجية العمليات العقلية كالتفكير ،والتذكر، والتخيل، وهذه تفيد الآباء ، والمسئولين في عملية التنشئة الاجتماعية ، وتساهم في رسم الخطط وإعداد المناهج و ابتكار طرق مختلفة للتدريس، وتفيد المعالجين النفسيين و الإخصائيين الاجتماعيين وغيرهم في تقويم وعلاج السلوك غير العادي .

 التدخل التربوي السيكولوجي في مرحلة الطفولة المبكرة:

ولقد كانت نتائج البرامج التربوية باعثة على توجيه الانتباه إلى أهمية التدخل التربوي السيكولوجي واستراتيجيته لاستشارة وتوسيع إمكانات التعلم والنمو لدى أطفال ما قبل المدرسة، الأمر الذى يتطلب تخطيطا وتنظيما لخبرات الأطفال، بما يتفق مع المرحلة العمرية وخصائصها ومطالبها ومشكلاتها، والمعدلات النمائية المنشودة .
و من الثابت أن الإشباع المنتظم لدوافع الطفل البيولوجية والحاجات النفسية الأساسية ضرورة اجتماعية، وتخطيط علمي من أجل مستقبل أفضل لأطفال اليوم الذين هم شباب المستقبل والثروة القومية والهدف الإستراتيجي الذى يجب أن توفر له جميع الإمكانات الثقافية والاجتماعية والتربوية والنفسية الممكنة.
و يقرر هافجهرست 1956 أن لكل مرحلة من مراحل النمو خصائصها ومطالبها التي تقتضيها العوامل البيولوجية والاجتماعية و الثقافية و الشخصية، وأنه لابد أن ينجح الفرد في تحقيق مطالب المرحلة التي يمر بها حتى يستطيع التكيف لها و لما بعدها من مراحل، بينما أستطاع إريكسون 1960 الجمع بين آراء فرويد وهافجهرست وأشار إلى مراحل النمو، ومطالب النمو وعن مطالب كل مرحلة تكمن في حل الصراعات التي يتعرض لها الأطفال عادة في هذه المرحلة ، بحيث تنحصر مطالب كل من مراحل ما قبل المدرسة، والمدرسة الابتدائية لدى إريكسون هي تنمية الإحساس بالثقة بالنفس وتقدير الذات، والثقة في الغير، وهذا المطلب يبدأ منذ الطفولة المبكرة و يستمر مدى الحياة في سن الثالثة إلى الخامسة ، تنمو لدية المبادئ ويبدأ في مرحلة تكوين الضمير والشعور بالمسئولية .
و يتفق كل من أريكسون 1963 وسبودك 1971 في أن مرحلة ما قبل المدرسة تعد من المراحل الهامة للنمو العقلي واللغوي ، لذا يجب الاهتمام بهذه المرحلة و العمل على تنمية شخصية الطفل من كافة جوانبه المختلفة.

حيرة المربى:

كثير من الآباء والأمهات يتساءلون عن قوة تأثير المدرسة والأصدقاء والإعلام والإنترنت مقارنة بتأثير المنزل  في تربية الأبناء.

ورغم أن تربية الأبناء هي عملية متكاملة تشترك فيها محاضن تربوية عديدة أهمها الأسرة والمدرسة ووسائل الإعلام  … إلا أن قوة التأثير الأكبر لأى من هذه المحاضن التربوية المتعددة والمتنوعة يتوقف على أيها أكثر جذباً للأبناء.

فالمربى الذى يكون (كالمغناطيس) – إن جاز لنا هذا التعبير – يكون هو القادر على جذب الأبناء نحوه بطريقة طبيعية مما يوفر له جوا صحياً يساعده في تحقيق أهدافه التربوية المنشودة.

ويمكن تحقيق قوة الجذب في المربى بصور عملية عديدة أهمها:

  قدرة المربى على ” التلبية الصحيحة لاحتياجات الأبناء حسب الخصائص العمرية ” فالمربى لا يمكن أن يتجاهل أن لكل مرحلة عمرية احتياجات وأنه يمكن تلبية تلك الاحتياجات بطريقة صحيحة أو بطريقة خاطئة وفى كلا الحالتين سيتم تلبية الاحتياجات ولكن التلبية الصحيحة ستأخذ بيد الأبناء إلى الطريق التربوي الصحيح.

ما نريد أن نقوله للمربى خذ دورك وكن أنت من تجذب الأبناء نحوك بتلبية احتياجاتهم بطريقة صحيحة حتى لا يأخذ أحد آخر غير مؤتمن مقعدك في تربية الأبناء.

وهنا يبرز سؤالان:

الأول: معرفياً ما هي خصائص واحتياجات مرحلة الطفولة المبكرة والمتأخرة والمراهقة؟

الثاني: عملياً كيف تتم التلبية الصحيحة لتلك الاحتياجات حسب خصائص كل مرحلة؟

وهذا ما نتناوله في المقالات التالية….

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

عمر الهادي

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×