مقالات وآراء

خان الخليلي: نبض مصر الروحي وتأثيره على الهوية الثقافية

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

وسط القاهرة، وتحديدًا في قلبها، يتألق خان الخليلي، الذي تاريخه يمتد لنحو 600 عام، عند زيارتك له، قد تشعر كأن الزمن قد توقف، وفي الوقت ذاته، يظل يتدفق بحيوية الحياة الحديثة، عندما نتحدث عن هذا السوق المزدحم والمليء بالتاريخ والتراث، فإننا لا نرى فيه مجرد مكان للتجارة، بل هو مكان خاص يتردد فيه صدى روح مصر، ومن منظور علم نفس المكان، دعونا نغمر أنفسنا في استكشاف الأبعاد والطبقات الخفية لهذا البازار الفريد والرمزي.

خان الخليلي

كبسولة زمنية

تم بناء خان الخليلي في عام 1382 م، بأمر من الأمير جهاركس الخليلي، أحد أمراء المماليك، كان خان الخليلي في الأصل سوقًا للحرف اليدوية، ولكنه أصبح الآن أحد أشهر الوجهات السياحية في القاهرة.، مما يجعلها من أقدم الأسواق في العالم، السير في أزقتها الضيقة يشبه الخطوة نحو الوراء في الزمن، الجدران القديمة شهدت صعودًا وسقوطًا للإمبراطوريات، وهي تنبض بقصص التجار والمسافرين والحرفيين من الأيام الماضية. تعزز هذه الأجواء التاريخية الشعور بالانتماء والحنين، مما يربط الزوار بماضٍ قرأوا عنه فقط.

خان الخليلي

المشاهد والأصوات: سيمفونية للحواس

السوق هو عرض ملون للألوان، مع أكشاك مليئة بالمجوهرات اللامعة، والسجاد ذو التصميم الدقيق، والفوانيس النحاسية المصنوعة يدوياً، والمنسوجات الملونة، رائحة البخور العطرة تمتزج مع رائحة الطعام المصري التقليدي، وأصداء أصوات الباعة تتجانس بسلاسة مع ضحكات وأحاديث السكان المحليين والسياح على حد سواء، تخلق هذه الفيضانات الحسية اتصالًا عاطفيًا فوريًا، مما يجعل الزوار يشعرون بالحيوية والحاضر.

علم نفس المكان: الصدى العاطفي والهوية

في جوهره، يغمر علم نفس المكان في التأثير العاطفي والنفسي للمساحات على الأفراد، وعلى هذا النحو، فإنه ليس مجرد سوقًا؛ بل إنها مساحة تعكس بعمق الهوية المصرية، ولهذا السبب، بالنسبة للمصريين، يعتبر هذا المكان تذكيرًا بتراثهم الغني. أما بالنسبة للسياح، فيقدم لهم تجربة حقيقية تمثل روح مصر.

خان الخليلي

ختاماً: أكثر من مجرد سوق

خان الخليلي هو أكثر من مجرد سوق؛ إنه تجربة. يجسد جوهر مصر، ويقدم نظرة عميقة إلى تاريخها، وثقافتها، وروحها. يعلمنا علم نفس المكان أن المساحات لها تأثير عميق على مشاعرنا وتصوراتنا. في خان الخليلي، لا يشهد الزوار بازارًا فقط؛ بل يشعرون بنبض مصر، مغادرين مع ذكريات وروابط تدوم مدى الحياة. لذا، عند زيارة القاهرة، لا تقتصر على زيارة خان الخليلي – انغمر فيها.

 

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. محمود الراشد

أخصائي في مجال التقييم النفسي والتنبؤ، خبرة في التحليل النفسي لرسومات الأطفال واكتشاف ميولهم وطموحاتهم. قدم الدكتور محمود العديد من الدورات والورش التدريبية التي استهدفت الأخصائيين والمربين، واشتهر بقدرته على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات تطبيقية. يشغل الدكتور محمود منصب المدير العام المؤسس للأكاديمية الدولية للإنجاز، وهي مؤسسة تدريبية متخصصة في ماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو: عضو فاعل في رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) وعضو جمعية علم النفس الأمريكية (APA). عضو قسم المحللين السلوكيين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) A member of the Behavior Analyst Division in American Psychological Association (APA)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×