تقدير الذات هو إيمان الفرد بذاته وبكفاءته الشخصية واتجاهه نحو نفسه ومعتقداته عنها بشكل إيجابي، وهو “الإيمان بالقيمة الذاتية والقدرات الشخصية الخاصة، وأيضاً الاحترام الإيجابي والفعلي للذات وتقديرها”.
إليك 3 طرق تزيد بها تقديرك لذاتك:
كن أنت لا غيرك لتزيد تقدير الذات
قد تُبدي الإعجاب بغيرك والحماس أن تكون هو أو مثله على أقل تقدير، لكن تأكد أنه مهما فعلت وكنت هو فلن تشعر براحة نفسية ولا بتقدير لذاتك لأن الصوت الداخلي يقول لك “من أنت؟ ما هويتك؟ لماذا لا تعيش كونك أنت لا هو؟
ولكي تكون أنت لا غيرك ينبغي أن تفهم ذاتك جيداً وتتفهمها وتُكّبر الجانب الإيجابي بداخلك، مشاعرك الإيجابية وأفكارك وسلوكك ونمطك الإيجابي الخاص في تعاملك مع الآخرين، فأنت هنا لا تبحث عن بناء هوية جديدة أو شخصية ما لذاتك ولكنك تبني ذاتك وشخصيتك على ما تملكه من إيجابيات هي لديك بالفعل.
كيف تفعل هذا؟
لزيادة تقدير الذات تتبع في نموذج مكتوب ومجدول على مدار 7 أيام كل إيجابية تكتشفها في نفسك، أكتبها دون تقييمها أو مناقشتها، ثم عند نهاية الأسبوع قم بتفنيدها وتحليلها بغرض بناء قناعة وإيمان قوي بداخلك بكل هذه الإيجابيات وستجد أنك بجانب اكتشافك لذاتك فأنت أصبحت أكثر ثقةً بنفسك.
“حسن” أحد أمهر المهندسين في تخصصه وفي شركته ومع ذلك لم يكن يظهر ويرى نفسه أمام مدراءه إلّا نموذجاً لشخصية أخرى لفرد ما هو يحبه وتمنّى أن يكون مثله، قام على مدار أسبوع كاملاً ثم أمهل نفسه أسبوعاً مماثلاً فاكتشف أن بداخله جواهر لا تُقدر بثمن من الإيجابيات والإمكانيات والقدرات الذاتية المميزة له عن غيره بما فيهم من كان يحب أن يكون مثله، ما رفع عنده تقديره لذاته.
حدد شخصيتك وهويتك وامنحها القبول والفرصة للنضج والإعلان عن نفسها
لا تتعجل أن تكون بين الناس معروفاً أو مشهوراً أو يتكون عندهم عنك انطباعات جيدة، فكل هذا لن يأتي إلّا إذا تعاملت معهم بشخصيتك وهويتك الحقيقية، ولن يكون بين ليلة وضُحاها إنما يأتي مع مزيد من الممارسة واكتساب الخبرات والتجارب الحياتية.
هذه “هند” لم تكن تجرؤ أن تكون مع غيرها بشخصيتها الحقيقية معتقدة أن هذا سيظهرها ضعيفة وغير واثقة تماماً بنفسها مما سينعكس ذلك بشكل سلبي على انطباعات الآخرين عنها، وحين تحررت من هذا التوقع “الوهمي” ومنحت لشخصيتها قدراً من التحرر والقبول لم تعد تخشى أن تُظهر هويتها وشخصيتها الحقيقية ومنها توصلت إلى أجمل ما في ذاتها ولأول مرة تشعر بتقدير ذات عال.
واكتشاف الفرد هويته له دور مهم في حياته وفي قوة تقدير الذات لديه، فهي تؤثر على خياراته في كل مرحلة عمرية يمر بها، وعلى سلوكياته، وأدائه، واستعداده للإنجاز، ولهذا فإنه من الأهمية بمكان سعي الفرد إلى اكتشاف هويته.
وينظر مارسيا Marcia إلى عملية تكوين الهوية التي تحدث عنها إريكسون من جانبين؛ الجانب الأول عدم ظهور الأزمة عند الفرد بمعنى عدم معايشة الفرد للأزمة والتي تتمثل في استكشاف الذات، وعملية تقييم البدائل من النماذج والشخصيات والآراء والأيدلوجيات المختلفة، أما الجانب الآخر فيتضمن مدى الالتزام بهذه البدائل، وبناء على ذلك صنف مارسيا الهوية إلى أربع حالات أو أشكال كالتالي (2007, Berzonsky : )
1 .الهوية المؤجلة: في هذا الشكل من أشكال الهوية يكون الفرد منخرطاُ في عملية استكشاف نشطة لعدة بدائل في فهمه لهويته، ويكون مدى الالتزام بهذه البدائل محدودا.
2 .الهوية المحققة لذاتها: في هذه الحالة يكون الفرد قد أكمل عملية الاستكشاف للهويات البديلة، ويحقق التزاماً ثابتاً ومتسقاً وفهماً أفضل لذاته.
3 .انغلاق الهوية: في هذه الهوية يكون لدى الفرد التزام ولكن بدون فترة تأمل ذاتي، أو استكشاف للبدائل لأن الفرد يكون قد قبل الهوية التي تطورت أثناء مرحلة الطفولة عندما يكون قد تشرب قيم ومعتقدات العائلة في فهمه لذاته.
4 .الذات المشتتة: في هذه الحالة يتجنب الفرد استكشاف الهويات والذوات البديلة، ومسؤولية الالتزام بهذه البدائل.
اغرس بداخلك أنك كبير
وهنا نعني أن تكون كبيراً في تفكيرك وسلوكك ومشاعرك وتواصلك مع الآخرين، تبتعد عن الصغائر التي تُهين صاحبها، وتتجنب الداء الأكبر الذي يُذل الشخص مهما كانت سلطته ومكانته وهو داء الغضب.
“أحمد” رغم أنها اقترب من عمر الخمسين إلّا أنه لا يتعامل مع أي أحد إلا وشعور داخل أحمد أنه “صغير” لا قيمة له أمام الآخرين، بدأ يتبع أسلوب التتبع للإيجابيات في كل جوانب شخصيته وأحس أنه “كبير في أفكاره وخبراته وتجاربه وسلوكه وعواطفه وقوة تواصله مع الآخرين”، واستشعر أنّ من يستحق تقديراً هي ذاته التي يملكها.
لن يمنحك أحد تقديراً أقوى وأهم وأعظم من تقديرك لذاتك، فأنجزها بنفسك واجعلها إحدى العادات الفعّالة بحياتك.
المراجع:
www.dictionary.cambridge.org, Retrieved 2017-10-29. Edited