مقالات وآراء

كيف تتحرر من التعلق المرضي

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

ربما مررت أو تمر الآن بتلك التجربة في حياتك وهي التعلق المرضي، أو ربما أنت مشغول في تلك اللحظة بالتساؤل عن ” كيف أعرف أنّ ما عندي من تعلق إنما هو (تعلق مَرَضي) بإنسان؟” وفي المقال الحالي تجد إجابتك حول مظاهر التعلق المرضي وأسبابه والحل.

مظاهر التعلق المرضي بإنسان: 

1) انشغالك بالتفكير فيه على الدوام وهيمنة ذلك على دماغك ليل نهار يعني أنك تعاني من التعلق المرضي.
2) طاقتك (العمليّة الإنجازيّة) مُهدَرة تماماً لأن (اتجاهها للداخل) وليس للخارج بسبب انشغالك بالتفكير فيه.
3) تكون حالتك أقرب إلى الشخص المُدمِن بالضبط..فتشعر وكأن الموت يأتيك إن لم تره أو ترى صورته ويكون هذا اولويتك على ما سواه وعلى كل شيء في حياتك لدرجة أن تمرض بعض الأحيان وتفعل أشياءً لا تليق بك للوصول له، وهنا يكون التعلق المرضي قد تمكّن منك. 
4) تسعى بكلّ الطرق لتكون قريباً جداً منه مهما كان في ذلك أحياناً من أذى له شخصيّاً.
5) سعادتك وسرورك متوقفة على درجة قربك ووجودك بجانبه وبالتالي يقلّ وزن كل المسرّات الأخرى في حياتك.
6) تُعلن باستمرار موافقتك له في كل ما يحتاجه مهما كان صعباً أو مستحيلاً.
7) تتوتر وتضطرب إذا رأيته فجأة.
8) رغبتك في تتبّع أخباره والحديث عنه تكون عارمة. 
9) تحاول دائماً أن تُظهر نفسك أمامه في أجمل صورة على الرغم حتى وإن كان هذا نقيضاً للحقيقة ومغايراً للواقع، فمثلاً قد تكون بخيلاً فتُسرِف..أو أن تكون جباناً وتتظاهر بالشجاعة أمامه لإظهار عكس حقيقتك . 
10) ومن مظاهر التعلق المرضي ظهور أعراض الإكتئاب عليك إذا فقدت التواصل معه أو إذا ما قرر أن يخرج من حياتك مؤقتاً أو نهائياً فتشعر بالحزن العميق والبكاء الساخن المستمر…يلي ذلك انسحابك من الحياة الاجتماعية وضعف طاقتك وإحساسك بالخمول وعدم الرغبة بالعمل.

إذا كان هناك شخص ما في حياتك لديه بعض تلك المظاهر أو كلها فهذا ما يُسمى “تعلُّق مرضي بإنسان“…

تحتاج حينها توجيهاً معرفيّاً وسلوكيّا ومشاعريّاً.

أسباب التعلق المرضي:

السؤال المطروح الأن ما هي أكثر الأسباب شيوعاً التي تضغط على إنسان ممّا ينتج عنها التعلق المرضي منه بغيره:
1) الجوع العاطفي في أسرته اللي نشأ فيها إمّا لخلافات أسرية شديدة ..أو لأن البيت والمعاملات فيه قاسية وخالية من دفء الأسرة والعاطفة والمودة. 
2) السير على ركاب أحد من أهل البيت يفعل ذلك أو الأصدقاء أو ما يراه في المسلسلات و الافلام وما يقرأه في الروايات.
3) ضعف الثقة في النفس والبحث عن شخصية يتوحّد فيها ليشعر بنوع من القوة.
4) وجود أحد أنواع اضطرابات الشخصية الذي يؤدي إلى التعلق المرضي…مثل الشخصية الاعتمادية كمثال…التي في الأصل تبحث عن أحد يسيّرها، وتدور حواليه، وكثير من التعلّقات المرضية تنشأ بسبب اعتمادية كامنة ليست ظاهرة للفرد، ويحدث هذا أيضاً في اضطراب الشخصية الحديّة عند المتعلِق..واضطراب الشخصية النرجسيّة عند المتعلَق به.
5) ضعف حبّ الله فتجد الإنسان يدور حول إنسان مثله.

علاج التعلق المرضي

1) تحتاج مراجعة أفكارك ومعتقداتك وقناعاتك التي تُسمى (شرائح الدماغ).. هذه الخطوة يمكن ان تمارسها وحدك حين تمتلك الوعي والشعور بالألم، كما أن زيارتك للمختص ليساعدك في إحداث ترتيبات جديدة لشرائح الدماغ ولكل ما كمُن فيها ممّا يُحدث تغييراً إيجابياً في النظرة والسلوك والمشاعر.
2) العمل الجادّ على رفع و تعزيز ثقتك في نفسك بإعادة اكتشاف الذات.
3) الاجتهاد في حل مشاكلك الأسرية إذا ما كنت تملك شيئاً حقيقياً تجاه ذلك لتقليل حجم الجوع المنزلي الأسري.
لأن التعلُق المرضي يعتبر مهرباً حينئذٍ من جحيم البيوت.
4) سدّ المنافذ وتجفيف منابع التواصل كلّها ومرّة واحدة بخروج مؤدّب مُهذّب راقي يحترم الطرف الآخر – وهنا انا أعني كلّها يعني كلّها – دون ترك قناة واحدة احتمالية مع المُتعلَّق به بقرار صارم حاسم قاطع مرّة واحدة مع تحمل كل ما سوف يتلو ذلك من آلام حقيقية وهنا أصعب نقطة في الحقيقة لأنك تكافحُ مشاعر وعادات وقناعات استمرّت فترة وكنت تحبها لكن تقطعها الآن مرّة واحدة..والاستعانة الحقيقية هنا بمن بيده الامور في السماء وطبعاً في كلالمراحل واجبة…فالقلوب تهدأ بين يديه وتطمئن مع الوقت والصدق…ولو نجحت في تحويل طاقتك المشاعرية نحو حبّ خالقك والتعرّف عليه..فأنت هنا قد فعلت كلّ شيء..نعم..كلّ شيء.
5) تقليل مشاهدة الأفلام والروايات التي تُنبت الزرع من جديد في قصة جديدة وبالطبع رفقاء السوء هنا البعد عنهم غنيمة.
6) الانشغال وتفريغ الطاقة في إبداعات جديدة مما تُحسن فعله لك وللناس و(الانغماس) يومياً في أنشطة هادفة نافعة…ثقيلٌ ذلك بالطبع على من لم يتعوّد على مثل تلك الممارسات لكن نتيجتها بعد إحسان النية رائعة جداً وفاعلة.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

عمر الهادي

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×