مقالات وآراء

كيف تكون منجزاً؟

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

كل فرد يفكر في الإنجاز بطريقته الخاصة، وبالنظر في حياة الشخصيات المنجزة نجد أنّ يمتلكون 3 صفات تُميّزهم عن الآخرين ، ممّا تلهمهم فهم أنماط الشخصيات الإنجازية سواء لذواتهم أو للأخرين، وتساعدهم في تحقيق الأهداف.

ولكن بالبداية لنتعرف على دافعية الإنجاز التي تعتبر القوة الداخلية المؤثرة في معتقدات الفرد ومشاعره وسلوكه تجاه هدف ما يشبع رغباته وحاجاته، ويمثل كل من مستوى الطموح والأداء جناحي الدافعية.مستوى الطموح:
في الوصول إليهم وتحقيقه أو يشعر بأنه قادر على بلوغه ويبذل الجهد في الحصول على تقديرات عالية في أدائه.

مستوى الأداء:

والمعني بالمستوى الذي يستطيع الطالب إنجازه أكاديمياً ويشعر بقدرته على بلوغه ويسعى جاهداً لتحسين أداءه.
وظائف الدافعية:
تلعب الدافعية دوراً هاماً في حياة الفرد خاصة في البيئة الدراسية له حيث أنه تقوم بــــــ :
1. إثارة السلوك وتحريك اهتمامات الفرد ورغباته
2. توجيه طاقات الفرد وتنظيمها بغرض تحسين الأداء وتحقيق الهدف وإنجاز المهمة
3. الحفاظ على بقاء الفرد واستمرار الحياة
4. تساهم في استثارة الطموح وتقوية الأداء والتطلع للنجاح والتفوق والإنجاز والقدرة والانتماء والتنظيم ومراعات التقاليد الاجتماعية.

العوامل المؤثرة في الدافعية:

في الوقت الذي تكاد تكون فيه العوامل المؤثرة في الإنجاز مهمة للفرد فإنّ ( أتكنسون ) يرى أنّ دافعية الإنجاز تتأثر بعوامل رئيسية ثلاثة عند قيام الفرد بمهمة ما وهي:
1-الدافع للوصول إلى النجاح
فالأفراد يختلفون في درجة هذا الدافع، كما أنهم يختلفون في درجة دافعهم لتجنب الفشل، فمن الممكن أن يواجه فردين نفس المهمة، يُقبِل أحدهما على أدائها بحماس تمهيداً للنجاح فيها، ويقبل الثاني بطريقة يحاول من خلالها تجنب الفشل المتوقع. إن النزعة لتجنب الفشل عند الفرد الثاني أقوى من النزعة لتحصيل النجاح ، وهذه النزعة القوية لتجنب الفشل تبدو متعلمة نتيجة مرور الفرد بخبرات فشل متكررة، وتحديده لأهداف لا يمكن أن يحققها. أما عندما تكون احتمالات النجاح أو الفشل ممكنة فإن الدافع للقيام بهذا النوع من المهمات يعتمد على الخبرات السابقة عند الفرد، ولا يرتبط بشروط النجاح الصعبة المرتبطة بتلك المهمة.

2- احتمالات النجاح
المهمات السهلة لا تعطي الفرد الفرصة بالتعرض لخبرة نجاح مهما كانت درجة الدافع لتحصيل النجاح .أما المهمات الصعبة فإن الأفراد لا يرون أن عندهم القدرة على أدائها. وفي المهمات المتوسطة فدرجة دافع النجاح تؤثر في الأداء على المهمة بشكل واضح ومتفاوت بتفاوت الدافع.

القيمة الباعثة للنجاح
إذ يعتبر النجاح – في حد ذاته- حافزاً، وفي نفس الوقت فإن النجاح في المهمات الأكثر صعوبة يشكّل حافزاً ذا تأثير أقوى من النجاح في المهمات الأقل صعوبة.
نلحظ من العرض النظري السابق لدافعية الإنجاز الأكاديمي الأهمية الكبيرة كونه المحرك الأساس لدفع الطالب بقناعة ورضا ورغبة قوية لتحقيق أهدافه الأكاديمية.
بينما توجد عوامل أخرى مؤثرة على دافعية الإنجاز ومنها :

التنشئة الوالدية:

أثبتت دراسة ونتربوتم 1958 أن أمهات الأطفال المرتفعة الإنجاز يشجعن أطفالهن على الاستقلالية والاعتماد على النفس بتقديم مكافئات لتحقيق ذلك ، وأن أمهات الأطفال يقمن بعدد من النشاطات كالاعتماد على النفس والاستقلال ، وتقدير الأم لأداء ابنها

التنشئة الاجتماعية:
حيث أشار روزن وداندراد إلى أن ” الدافعية للإنجاز ترتبط ارتباطا إيجابياً بممارسات التنشئة الاجتماعية كالتدريب على الإنجاز حيث أظهرت دراسة أجراها الباحثان لمعرفة العلاقة بين الضغوط الاجتماعية على الأطفال ومستويات دافعية الإنجاز لديهم أنه يوجد ارتباط بين المستويات المرتفعة لدافعية الإنجاز لدى الجنسين وتشجيع الإنجاز ومطالبه ويوجد ارتباط بين التدريب على الاستقلال من قبل الأم والدافع للإنجاز المرتفع لدى الإناث “
كما توصلت دراسة كاميليا عبد الفتاح التي أجرتها على عينة من طلاب الجامعة أن مستوى الطموح لدى الطلبة أعلى منه لدى الطالبات ، وفسرت ذلك إلى ظروف التنشئة الاجتماعية للبنات خلال طفولتهن حيث يُنظر للبنات نظرة محدودة مع قدر من الإهمال تجاههن .
العوامل الدينية:
اعتبر ماكليلاند أن قيم الآباء التي يمثلها آداءهم الديني تؤثر في تنشئة الطفل وفي دافعية الإنجاز لديه
العوامل الخاصة ببيئة الإنجاز
حيث أن البيئة التنظيمية أو التربوية التعليمية التي توفر فرصاً كافية للأفراد لوضع الأهداف ممكنة التحقيق ومثيرة للتحدي وتقدم سلوكاً تربوياً تعليمياً إدارياً مسانداً له، تساهم بشكل قوي في استثارة وتنمية دافعية الإنجاز
أهم 3 صفات للمُنجز

من خلال إطلاع الباحث على الدراسات السابقة التي أجريت عن دافعية الإنجاز يمكن أن نستعرض أهم خصائص الشخصية المنجزة على النحو التالي :
1. يميل الأفراد ذوي الدافع القوي للإنجاز إلى القيام بالمهام التي تثير دافعيتهم للإنجاز فيبذلون جهدا كبيراً لإنجاز وتحقيق مستويات عالية من الأداء رغم ما يعترضهم من محاولات فاشلة.
2. الرضا عن الأداء والجهد المبذول ، حيث ينسب ذووا الدافع المرتفع للإنجاز نجاحهم إلى ( القدرة والجهد ) بينما يُرجعون فشلهم إلى عوامل عارضة أو خارجية.
3. المثابرة والطموح والتخطيط والتغذية الراجعة وتقدير قيمة الوقت وتحديد الأهداف بدقة حيث يظهر ذلك في ” تبني الفرد لقيم عليا نظهر في السعي إلى النجاح في الأعمال “.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. محمود الراشد

أخصائي في مجال التقييم النفسي والتنبؤ، خبرة في التحليل النفسي لرسومات الأطفال واكتشاف ميولهم وطموحاتهم. قدم الدكتور محمود العديد من الدورات والورش التدريبية التي استهدفت الأخصائيين والمربين، واشتهر بقدرته على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات تطبيقية. يشغل الدكتور محمود منصب المدير العام المؤسس للأكاديمية الدولية للإنجاز، وهي مؤسسة تدريبية متخصصة في ماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو: عضو فاعل في رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) وعضو جمعية علم النفس الأمريكية (APA). عضو قسم المحللين السلوكيين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) A member of the Behavior Analyst Division in American Psychological Association (APA)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×