نستكمل سلسلة الفيتامينات التربوية، لكل أبوين حريصين على أمانة الله عندهم في أبنائهم مع هذه السلسلة المصغرة في أصول تربية الأبناء، وكأنها كبسولات مكثفة بالفيتامينات، إلا أنها فيتامينات تربوية على السريع، ومن أراد الاستفاضة في العلم، فليجتهد بالبحث عن معرفة التفاصيل، فإن أفضل العلم والذي لا يتسى هو مايتم البحث عنه، وليس ما يأتيك على طبق فتعزف عنه.
ثالثا: ماذا يريد الطفل من أبويه في مرحلة مابعد الإنجاب وحتى ثلاث سنوات؟ وأصول ثلاثة في التربية:-
- الحب (بأسلوب صحيح، وليس كما يرى الأبوان من وجهة نظرهما أو كما أحبهما أبويهما).. وضع تحت كلمة الحب وما يستوجبه من منظور تربوي مئات بل آلاف الخطوط.
- الرعاية الصحية والبدنية، بالتغذية الصحيحة، وممارسة التمرينات الرياضية المناسبة لعمر الطفل تحت إشراف الطبيب، والمقصود بالرعاية الغذائية ليس تسمين الطفل بل طعام صحي ومفيد يبني جسده ويزيد مناعته ويقوي نظره.
- اللعب، وفي الثر من اقوال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه قال في تربية الأبناء ناصحا الصحابة رضي الله عنهم جميعا:” لاعبوهم سبع، وعلموهم سبع، وصاحبوهم سبع، ثم اترك لهم الحبل على الغارب”، وهذه قاعدة ذهبية (1) في التربية.
- ومن خلال الأصول الثلاثة السابقة، فعلى الأبوين تمرير القيم والمبادئ الصحيحة من خلالهم، بالحكاية والقصص مرة، بتبادل الأدوار مرة (وهي تجربة ناجحة جدا من اول مايبلغ الطفل عام ونصف، ويستطيع التكلم والمحاورة، وتكون أمتع مايكون للطرفين، فقد يتمسك الطفل بدور أحد الأبوين، مما يضيف الطرفة، والجو الممتع.
- احرصا على السلوك القويم أمام طفلكما بما تغرسانه فيه من قيم ومبادئ، واعلما أن طفلكما هو انعكاس لصورتكما في المرآة، فلا تقولا أبدا من أين أتى بهذا التصرف؟ وخاصة في هذه المرحلة، وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:” ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء”.. ثم يقول أيو هريرة رضي الله عنه: فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم” رواه البخاري ومسلم، وهذه قاعدة ذهبية (2) في التربية.
*** نستكمل الأسبوع المقبل بمشيئة الله***