مقالات وآراء

البيت والمدرسة

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

عنوان الاستشارة: البيت والمدرسة
التصنيف: أسرية
نص الاستشارة: بداية تحية طيبة للجميع” أنا أب لثلاثة أبناء وظروف عملي تحتم علي البُعد عنهم حيث أعمل في مدينة بعيدة عن مدينتي الأصلية، أريد أن استفسر عن عدة أشياء تحيرني:
· هل أترك أسرتي بمدينتي الأصلية رغم أنني كما قلت أعمل بمدينة بعيدة عنهم ومضطر للغياب لأسبوع وأحياناً أكثر؟
· ما هو حجم دور الأسرة مقارنة بدور المدرسة في تنشئة الأولاد؟
· هل وجود الأم يعوض غياب الأب؟
· هل للموهبة دور في تنمية القدرات العقلية؟
وشكراُ لكل مجهوداتكم

الرد من الدكتورة منية الفرجاني الصادق (مستشار أسري بالأكاديمية الدولية للإنجاز- دكتوراة خدمة اجتماعية):

بدايةً أشجعك على ترك أسرتك في مدينتك الأصلية لكي يلتحق ابنك بمدرسة اللغات طالما لديك القدرة على دفع المصاريف، وكما يبدو ومن خلال سرد مشكلتك فأنت أب حريص على أسرته وتماسكها، فهي أسرة مستقرة تمنح أبناءها الحنان والحب وتحترم قيمة التعليم وتشجع عليه.
أما فيما يخص سؤالك عن حجم دور المدرسة مقارنة بدور الأسرة وتواجد الأب مع الأسرة، أؤكد لك بأن العلاقة بين الأسرة والمدرسة علاقة تعاونية تكاملية، فكل منهم له دور مهم في تنشئة الأطفال، فالتعاون مطلوب بين الأسرة والمدرسة في رفع مستوى الأداء وتحقيق مردود العملية التعليمية التربوية، وتبادل الآراء والمشورة في بعض الأمور التربوية والتعليمية التي تنعكس على تحصيل التلميذ. فالمدرسة لا تقل أهمية عن دور الأسرة فهي تشاركنا المسؤولية في إعداد الناشئة.
الأستاذ الكريم: لا توجد أي دراسة حسب علمي تحدد النسب المئوية لدور كل من الأسرة والمدرسة في تكوين شخصية الطفل، فالعلاقة هنا تكاملية يكمل بعضهم البعض، لا نستطيع الاستغناء عن دور الأسرة في التربية والتنشئة ولا عن دور المدرسة التربوي والتعليمي في تنمية موهبة الطفل وتنمية قدراته العقلية وتكوين شخصيته.
والحل هو التفكير بإيجابية في المشكلة، وذلك بالذهاب إلى المدرسة ومقابلة المسؤولين وتبادل الآراء والحوار معهم لمعرفة إمكانيات المدرسة لأخذ المعلومة الصحيحة عن طبيعة المدرسة في الاهتمام بالتلاميذ من الناحية التربوية والتعليمية.
أما عن تواجد الأب بين أفراد أسرته فوجود الأب بين أبناءه يحقق التوازن الأسري ، والأب له دور مهم في الإنماء التربوي للطفل وكذلك يمنحهم الإحساس بوجود الصدر الحنون الذي يلجؤون إليه عندما يصعب عليهم حل مشاكلهم وربما هذا الدور لا تستطيع القيام به الأم في بعض الأحيان ، ولكن بإمكانك القيام بذلك في الإجازات والعطلات الرسمية ، والمتابعة من خلال الهاتف ووسائل الاتصال الحديثة .فتأمين المسكن المناسب والملبس والعيش الكريم والمصاريف الحياتية والمدرسية يتطلب منك ترك أسرتك لبعض الوقت فربما لن تجده عندما تترك عملك وتجلس بجوار أسرتك .
وبخصوص دور الموهبة في تنمية القدرات العقلية للطفل، لابد من اتباع أساليب المعاملة الوالدية السوية وإشباع حاجاتهم، وإيجاد المناخ العلمي والبئي المناسب في المنزل، ولابد من تشجيع الأبناء على الإبداع وفق قدراتهم وميولهم وإمكاناتهم دون ضغوط، وتنمية الثقة بالنفس وتعزيز شعورهم الإيجابي نحو ذاتهم. فضلا عن الحاجة إلى اللعب والترفيه والاهتمام والثناء والإطراء.
لك مني فائق الاحترام والتقدير.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

عمر الهادي

مؤسس الأكاديمية الدولية للإنجاز

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×