الأمثال الشعبية هي نتاج تجارب الأجيال السابقة، وتمثل خلاصة حكمتهم وخبراتهم في الحياة. وهي تعبر عن أفكار وقيم ومبادئ اجتماعية وأخلاقية، وتعكس نظرة الناس إلى العالم من حولهم.
من الأمثال الشعبية التي تحمل جوانب إيجابية وسلبية معاً المثل القائل “ما يقعش إلا الشاطر”. ففي ظاهره، يوحي هذا المثل بأن النجاح في الحياة لا يتحقق إلا بالمخاطرة والجرأة، وأن من يسعى إلى تحقيق أهدافه لا بد أن يتعرض للأخطاء والعقبات. وهذا الجانب الإيجابي للمثل يدعو إلى التحلي بالعزيمة والإصرار وعدم الخوف من الفشل.
أما الجانب السلبي للمثل، فهو يوحي بأن الفشل هو أمر لا مفر منه، وأن من يسعى إلى تحقيق أهدافه لا بد أن يتعرض له في مرحلة ما. وهذا الجانب السلبي قد يؤدي إلى اليأس والإحباط عند بعض الناس، خاصة إذا تعرضوا للفشل كثيراً.
وفيما يلي شرح أكثر تفصيلاً للجوانب الإيجابية والسلبية للمثل الشعبي “ما يقعش إلا الشاطر”:
الجوانب الإيجابية
1. دعوة إلى التحلي بالعزيمة والإصرار:
يحث المثل على التحلي بالعزيمة والإصرار وعدم الخوف من الفشل. فالنجاح في الحياة لا يتحقق إلا بالسعي والمثابرة، ومواجهة التحديات والعقبات.
2. دعوة إلى المخاطرة والجرأة:
يدعو المثل إلى المخاطرة والجرأة في الحياة. فالنجاح لا يتحقق إلا بتجاوز المخاوف والتردد، ومحاولة تحقيق الأهداف حتى وإن كان ذلك صعباً.
3. تشجيع على التعلم من الأخطاء:
يحث المثل على التعلم من الأخطاء. فكل إنسان معرض للخطأ، ولكن الخطأ ليس نهاية المطاف. فالإنسان الذي يتعلم من أخطائه هو أكثر قدرة على تحقيق النجاح.
الجوانب السلبية
1.ترسيخ فكرة أن الفشل أمر لا مفر منه:
قد يوحي المثل بأن الفشل هو أمر لا مفر منه، وأن من يسعى إلى تحقيق أهدافه لا بد أن يتعرض له في مرحلة ما. وهذا قد يؤدي إلى اليأس والإحباط عند بعض الناس، خاصة إذا تعرضوا للفشل كثيراً.
2.تبرير الفشل:
قد يستخدم المثل كمبرر للفشل. فبعض الناس قد يعتقدون أن فشلهم هو نتيجة للمخاطرة والجرأة، وبالتالي لا يتحملون مسؤولية فشلهم.
3.تشجيع على المخاطرة غير المحسوبة:
قد يدفع المثل بعض الناس إلى المخاطرة غير المحسوبة، في سبيل تحقيق أهدافهم. وهذا قد يؤدي إلى نتائج سلبية، مثل الخسارة أو الضرر الجسدي.
النظرة إلى المثل الشعبي: قرار فردي له نتائجه
يتوقف النظر إلى الجوانب السلبية أو الإيجابية من المثل الشعبي “ما يقعش إلا الشاطر” على قرار الفرد عندما يتلقى هذا المثل. فكل فرد حر في أن يختار كيف ينظر إلى هذا المثل، وما هي الرسالة التي يريد أن يستخلصها منه.
فإذا نظر الفرد إلى الجانب الإيجابي من المثل، فسوف يشعر بالتحفيز على التحلي بالعزيمة والإصرار والمخاطرة والجرأة. وسيسعى لتحقيق أهدافه مهما كانت التحديات والصعوبات. وهذا سيؤدي إلى نتائج إيجابية، مثل النجاح والإنجاز.
أما إذا نظر الفرد إلى الجانب السلبي من المثل، فسوف يشعر بالإحباط واليأس. وسيعتقد أن الفشل أمر لا مفر منه، وبالتالي لن يبذل قصارى جهده لتحقيق أهدافه. وهذا سيؤدي إلى نتائج سلبية، مثل الفشل والتراجع.
ولذلك، فإن استجابة الفرد للمثل الشعبي هي ما تحدد خياراته ومن ثمّ النتائج التي سيحصل عليها. فإذا اختار الفرد أن ينظر إلى الجانب الإيجابي من المثل، فسوف يحقق نتائج إيجابية. أما إذا اختار الفرد أن ينظر إلى الجانب السلبي من المثل، فسوف يحقق نتائج سلبية.
وفيما يلي بعض النصائح التي يمكن أن تساعد الفرد على النظر إلى الجوانب الإيجابية من الأمثال الشعبية:
1.التفكير في السياق الذي قيل فيه المثل:
فكل مثل شعبي له سياق معين، وقد يكون هذا السياق غير معروف للفرد. لذلك، من المهم أن يحاول الفرد فهم السياق الذي قيل فيه المثل، حتى يتمكن من فهم المعنى الحقيقي له.
2.النظر إلى المثل من منظور مختلف:
فأحياناً يكون من المفيد النظر إلى المثل من منظور مختلف. فمثلاً، يمكن للفرد أن ينظر إلى المثل “ما يقعش إلا الشاطر” على أنه دعوة إلى التعلم من الأخطاء.
3.التركيز على الإيجابية:
من المهم أن يركز الفرد على الإيجابية في كل شيء، بما في ذلك الأمثال الشعبية. فحتى الأمثال التي لها جوانب سلبية، يمكن أن تحتوي على رسائل إيجابية.
خاتمة
في النهاية، يجب أن ننظر إلى الأمثال الشعبية بنظرة نقدية، وأن ندرك أن لها جوانب إيجابية وسلبية. فليس كل ما يقال في الأمثال الشعبية صحيحاً، ويجب أن نفصل بين الحقائق والخرافات، فالأمثال الشعبية هي مجرد نصائح وتوجيهات. وليس من الضروري أن نأخذها على أنها حقائق مطلقة. فالفرد هو المسؤول عن اختيار كيف ينظر إلى الأمثال الشعبية، وما هي الرسالة التي يريد أن يستخلصها منها.