مقالات وآراء

التغلب على احساس عدم القيمة: إعادة اكتشاف قيمة الذات

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

يمكن أن تبدو الحياة في بعض الأحيان وكأنها عاصفة لا هوادة فيها، حيث يصبح عبء شعور “عدم القيمة” “worthlessness”، المتصور لدينا لا يطاق. ولكن حتى في أحلك اللحظات، هناك بصيص من الأمل. تهدف هذه المقالة إلى إلهام أولئك الذين يشعرون بأنهم محاصرون في هذه العقلية المؤلمة وتقديم طرق للعثور على القيمة والغرض.

1. فهم مشاعر عدم القيمة
من الضروري أن ندرك أن مشاعر عدم القيمة غالبًا ما تنبع من عوامل خارجية ومعتقدات داخلية. يمكن أن تساهم غب ذلك الضغوط الاجتماعية أو الصدمات الماضية أو حتى الضغوطات اليومية، ومن خلال فهم جذور وأسباب هذا الشعور المؤلم، يمكننا البدء في معالجة هذه المشاعر وشفائها.

2. تأثير الوجود الفردي
كل شخص، بما فيهم أنت، له تأثير على العالم. فكر في حياتك كحجر ألقي في بركة. التموجات التي تخلقها تلمس كل زاوية. حتى أصغر أعمال اللطف أو لحظات التواصل يمكن أن يكون لها آثار عميقة على الآخرين. وجودك مهم، حتى لو لم يكن الأمر كذلك دائمًا.

3. تغيير العقلية حول قيمة الذات
بدلًا من التركيز على الأعباء المتصورة، حاول تغيير وجهة نظرك. فكر في اللحظات التي جعلت فيها شخصًا ما يبتسم، أو عرضت عليه الدعم، أو كنت حاضرًا بكل بساطة. هذه اللحظات، مهما كانت صغيرة، هي شهادات على قيمتك.

4. أهمية طلب المساعدة
ليس عليك أن تتحمل الوزن بمفردك. تواصل مع الأصدقاء أو العائلة أو المتخصصين الذين يمكنهم تقديم الدعم. يمكن أن توفر مشاركة مشاعرك الراحة وتفتح الأبواب لحلول ربما لم تفكر فيها.

5. ممارسة تقنيات التعاطف مع الذات
عامل نفسك بنفس اللطف والتفهم الذي تقدمه لصديقك. انخرط في إجراءات الرعاية الذاتية، ومارس اليقظة الذهنية، وذكِّر نفسك بأنه لا بأس في البحث عن السعادة والسلام.

6. اكتشاف الهدف من الحياة
انخرط في الأنشطة التي تشعل شغفك. سواء كان الأمر يتعلق بالفن أو العمل التطوعي أو مجرد التنزه في الطبيعة، ابحث عن ما يجلب لك السعادة والهدف. ومن خلال القيام بذلك، لن تثري حياتك فحسب، بل ستؤثر أيضًا على حياة من حولك.

تمرين للتغلب على مشاعر عدم القيمة: من اليأس إلى الأمل

1. يوميات التأمل الذاتي
الهدف: فهم جذور مشاعرك.
تعليمات:
– خذ لحظة هادئة لنفسك وأمسك بمذكرة أو قطعة من الورق.
– اكتب أي أحداث أو محفزات حديثة ربما أدت إلى تفاقم هذه المشاعر.
– فكر في التجارب السابقة التي ربما ساهمت في وضعك الحالي.

2. التأكيدات الذاتية
الهدف: تعزيز المعتقدات الذاتية الإيجابية.
تعليمات:
– اذكر خمس صفات أو إنجازات تفتخر بها.
– تحويل كل صفة أو إنجاز إلى تأكيدات إيجابية. على سبيل المثال، “أنا مرن وأتغلب على التحديات”.
– كرر هذه التأكيدات يوميا، خاصة في لحظات اليأس والإحباط.

3. ممارسة الامتنان
الهدف: تحويل التركيز من الجوانب السلبية إلى الإيجابية في الحياة.
تعليمات:
– كل مساء، دوّن ثلاثة أشياء تشعر بالامتنان لها.
– يمكن أن تكون بسيطة مثل وجبة دافئة أو مكالمة من صديق.
– مع مرور الوقت، يمكن أن تساعد هذه الممارسة في تغيير وجهة نظرك للتعرف على اللحظات الإيجابية في حياتك.

4. اليقظة والتأمل
الهدف: أن تعيش وتستشعر اللحظة الحالية.
تعليمات:
– ابحث عن مكان هادئ واجلس بشكل مريح.
– ركز على تنفسك، وخذ نفسًا عميقًا شهيقًا وزفيرًا.
– إذا شردت أفكارك السلبية، أعد تركيزك بلطف إلى أنفاسك.
– ابدأ بـ 5 دقائق يوميًا وقم بالزيادة تدريجيًا كلما شعرت براحة أكبر.

5. التواصل الاجتماعي
الهدف: كسر دائرة العزلة وطلب الدعم.
تعليمات:
– تواصل مع صديق تثق به أو أحد أفراد العائلة. شارك مشاعرك، أو ببساطة انخرط في محادثة غير رسمية.
– فكر في الانضمام إلى مجموعات الدعم حيث يمكنك التواصل مع الآخرين الذين قد يشعرون بمشاعر مماثلة.

6. حدد أهدافًا صغيرة
الهدف: استعادة الشعور بالهدف والإنجاز.
تعليمات:
– قم بإدراج ثلاث مهام أو أهداف صغيرة ترغب في تحقيقها في الأسبوع المقبل.
– يمكن أن تكون بسيطة مثل المشي، أو قراءة فصل من كتاب، أو طهي وجبة.
– احتفل بإنجازاتك مهما كانت صغيرة.

7. اطلب المساعدة المتخصصة
الهدف: اكتساب رؤى الخبراء واستراتيجيات المواجهة.
تعليمات:
– إذا استمرت مشاعر عدم القيمة أو اشتدت، ففكر في طلب العلاج أو الاستشارة.
– يمكن للمحترفين توفير استراتيجيات مخصصة ومساحة آمنة لمناقشة مشاعرك.

الخلاصة: قيمتك لا تقدر بثمن

تذكر أن قيمتك لا تحددها مشاعر عابرة أو أحكام خارجية. كل فرد لديه قيمة جوهرية، ومن خلال احتضان حب الذات، والبحث عن الدعم، وإيجاد الهدف، يمكنك التنقل عبر الألم واكتشاف جمال وأهمية وجودك.

إذا كنت أنت أو أي شخص تعرفه يعاني من مشاعر عدم القيمة أو أفكار انتحارية، فيرجى طلب المساعدة المتخصصة على الفور. حياتك لها قيمة، ودائماً ستجد أشخاصاً وموارد متاحة لدعمك.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. محمود الراشد

أخصائي في مجال التقييم النفسي والتنبؤ، خبرة في التحليل النفسي لرسومات الأطفال واكتشاف ميولهم وطموحاتهم. قدم الدكتور محمود العديد من الدورات والورش التدريبية التي استهدفت الأخصائيين والمربين، واشتهر بقدرته على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات تطبيقية. يشغل الدكتور محمود منصب المدير العام المؤسس للأكاديمية الدولية للإنجاز، وهي مؤسسة تدريبية متخصصة في ماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو: عضو فاعل في رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) وعضو جمعية علم النفس الأمريكية (APA). عضو قسم المحللين السلوكيين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) A member of the Behavior Analyst Division in American Psychological Association (APA)

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×