مقالات وآراء

كيف تتعامل مع الحزن؟

الدبلوم المتكامل في الصحة النفسية

في كثير من الأحيان، نجد أنفسنا عالقين في خضم عاصفة غير متوقعة، ففي الوقت الذي يتأمل فيه الإنسان أن يكون قلبه نابضاً بالحياة، إذا به يتصارع مع الحزن الذي لا يطاق، فيأتي السؤال: ما الذي يشكل الحزن لدى الإنسان حقا؟

الحزن هو نسيج معقد منسوج من خيوط ندم على ما وقع في الماضي، ومن الشعور بالعجز والانكسار لما هو حادث في الحاضر، مع فقدان الأمل لما هو آت من المستقبل، إنها ليست مجرد عاطفة؛ إنها حالة عميقة تبتلع كياننا بأكمله.

القلب المنكسر

في خضم هذا الحزن العميق غالبا ما يكمن قلب مكسور، والذي يمكن أن يأتي من أحداث الحياة المختلفة. قد تكون علاقة لم تنجح، أو وفاة أحد الأحباء، أو حلم لم يؤت ثماره، يمكن أن يكون كرب القلب المكسور حاداً، مما يحول عالمنا من لون نابض بالحياة إلى تدرج الرمادي.

خذ، على سبيل المثال، وضع هذه الحالة التي مرت مؤخرا بالطلاق، وتركت تداعيات شعورها بالتحطيم، إنها تتوق إلى ماضي عندما كانت الأمور أفضل وتبحر الآن عبر مياه الندم والألم الغامضة، قلبها مكسور، ومعه، يبدو حاضرها مظلماً، ويبدو مستقبلها خاليا من الأمل.

التعامل مع الحزن العميق

على الرغم من شدة هذه المشاعر، هناك طرق لمعالجة هذا الحزن العميق وشفاءه.

1. القبول: الخطوة الأولى هي القبول

الحزن، مهما كان غير سار، هو جزء من الحياة وذخيرة عاطفية لدينا، يمكن أن يكون قبول مشاعرنا بدلا من إنكارها أو الهروب منها خطوة أولى قوية نحو الشفاء.

2. التعاطف الذاتي

عنصر رئيسي آخر هو التعاطف الذاتي، هذا يعني فهم أنه لا بأس من الشعور بالطريقة التي تشعر بها والسماح لنفسك بمساحة للحزن والشفاء.

3. التواصل

من الضروري أيضا عدم عزل النفس، حيث يمكن أن تستفيد من الثقة في صديق موثوق به أو طلب المساعدة المهنية، غالبا ما توفر مشاركة مشاعرنا منظوراً جديداً وتقلل من أعبائها.

4.التفكير الموجه نحو المستقبل

أخيرا، حتى عندما تبدو الأمور قاتمة، فإن الحفاظ على منظور موجه نحو المستقبل يمكن أن يكون مفيدا، قد ينطوي ذلك على تحديد أهداف جديدة، مهما كانت صغيرة، لخلق شعور بالأمل والاتجاه.

الخاتمة

يمكن أن يكون الحزن بالفعل مزيجا معقدا من المشاعر المتجذرة في الماضي والحاضر والمستقبل، ولكن حتى في أعماقها، هناك بصيص من الأمل والمرونة، من خلال الاعتراف بمشاعرنا ومعالجتها، وممارسة التعاطف الذاتي، والتواصل مع الآخرين، وتعزيز الأمل في المستقبل، يمكننا التنقل عبر بحار الحزن العاصفة نحو الهدوء الذي يكمن وراءه.

تذكر، لا بأس أن تشعر بالحزن، ولكن لدينا أيضا القوة والموارد للتحرك من خلاله نحو الشفاء، تماما كما تغرب الشمس، فإنها تشرق أيضا، وكذلك يمكننا أن ننهض من فترات حزننا العميق.

من قصص نجاح المشاركين في دوراتنا

د. محمود الراشد

أخصائي في مجال التقييم النفسي والتنبؤ، خبرة في التحليل النفسي لرسومات الأطفال واكتشاف ميولهم وطموحاتهم. قدم الدكتور محمود العديد من الدورات والورش التدريبية التي استهدفت الأخصائيين والمربين، واشتهر بقدرته على تحويل المعرفة العلمية إلى أدوات تطبيقية. يشغل الدكتور محمود منصب المدير العام المؤسس للأكاديمية الدولية للإنجاز، وهي مؤسسة تدريبية متخصصة في ماليزيا. بالإضافة إلى ذلك، فهو: عضو فاعل في رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) وعضو جمعية علم النفس الأمريكية (APA). عضو قسم المحللين السلوكيين في الجمعية الأمريكية لعلم النفس (APA) A member of the Behavior Analyst Division in American Psychological Association (APA)

تعليق واحد

  1. عندما يأتي الحزن لابد ان نحزن وربما نبكي ولكن من المؤكد اننا نحتاج الى من يربت على اكتافنا لننهض.. خذ مساحتك من الحزن ولكن لا تطل المدة كي لايستمر، وانهض وساعد نفسك في النهوض من حزنك، فعجلة الحياة تسير ولن تنتظر أحدا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
×