اسمي عبد الرحمن، أعيش في مدينة صغيرة على ضفاف البحر، كنت شخصاً محبوباً ومعروفاً بكرمي وطيبتي، حياتي رحلة، كنت أحمل فيها قلبي ثقل الذنوب والأخطاء التي ارتكبتها في الماضي.
البحر الهادئ كان يعكس صورتي وذكرياتي، كلما نظرت إليه، كنت أرى نفسي في كل الأوقات التي أخطئت فيها، والتي تأسفت عليها، هذه الأخطاء لم تتركني للحظة، بل ظلت تطاردني حتى في أحلامي.
كنت أعيش في حالة من الحزن والندم، لم أكن قادراً على التمتع بحاضري لأن ماضيي كان دائماً يلاحقني، الشعور بالذنب عمق أكثر في قلبي، ليس فقط بسبب أخطائي، بل أيضًا بسبب عجزي عن التخلص من ذكرياتي.
سألت نفسي: “كيف يمكنني التخلص من هذا العبء الثقيل؟ كيف يمكنني نسيان أخطائي التي لا تتركني؟”.
سمعت صوتي الداخلي يقول: لا يمكنك نسيان أخطائك، لكنك تستطيع تقبلها وتحويلها إلى دروس لمستقبلك:
أولا: يجب أن تقبل أنك قد أخطأت، لا يوجد أحد لا يخطئ.
ثانيا: عليك أن تسامح نفسك، فالخطأ جزء من طبيعتنا كبشر”.
ثالثاً: تعلم من أخطائك، اجعلها تجارب قيمة تمنحك القدرة على اتخاذ القرارات الصائبة في المستقبل.
رابعاً: حاول أن تعيش في الحاضر، ولا تتعلق بالماضي، الحياة هنا والآن.
بدأتُ أنظر إلى ذكرياتي بنظرة مختلفة، لم أعد أرى الذنب والندم فقط، بل بدأتُ أرى الأخطاء كدروس مستفادة، تمهيداً لحياة أفضل.