عندما نفكر في علم النفس، فإننا غالبًا ما نفكر في العوامل الجوهرية مثل علم الوراثة أو كيمياء الدماغ أو التجارب الشخصية. ومع ذلك ، فإن الأماكن التي نعيش فيها – منازلنا ومدننا وبيئاتنا الطبيعية – تلعب دورًا مهمًا في تشكيل عملياتنا المعرفية وعواطفنا وسلوكياتنا.
تعد العلاقة المعقدة بين علم النفس والمكان مجالًا رائعًا للدراسة له آثار على التخطيط الحضري والعمارة والرفاهية الشخصية.
علم النفس البيئي
علم النفس البيئي هو مجال فرعي مخصص لدراسة التفاعل بين الناس ومحيطهم المادي. وفقًا لـ Bell et al. (2001) ، يركز على كيفية تأثير البيئة على الأفراد وكيف تؤثر سلوكيات الأفراد ومواقفهم على البيئة.
الأماكن والتعلق النفسي
من أكثر الظواهر عمقًا في هذا المجال التعلق بالمكان، وهو الرابط العاطفي الذي يشكله الأفراد في أماكن معينة. وفقًا لـ Scannell & Gifford (2010) ، يتكون مرفق المكان من ثلاثة أبعاد: الشخص والعملية والمكان. تتحد الذكريات الشخصية والمعاني والخبرات مع الموقع لتشكيل هذه الروابط العميقة.
تأثير الطبيعة على الصحة العقلية
تلعب الطبيعة دورًا محوريًا في علم النفس البشري. تقترح فرضية البيوفيليا ، التي اقترحها ويلسون (1984)، أن البشر لديهم تقارب فطري مع العالم الطبيعي. أظهرت الأبحاث باستمرار أن التعرض للطبيعة، ولو لفترة وجيزة، يمكن أن يقلل من التوتر، ويحسن المزاج، ويعزز الوظيفة المعرفية (كابلان، 1995).
البيئات الحضرية والصحة العقلية
بينما تعزز البيئات الطبيعية الرفاهية العقلية، يمكن أن تتحدى جوانب معينة من البيئات الحضرية صحتنا النفسية. تم ربط التلوث الضوضائي، على سبيل المثال، بزيادة التوتر واضطرابات النوم (Goines & Hagler ، 2007).
ومع ذلك، فإن المساحات الحضرية المصممة جيدًا، مثل الحدائق أو مناطق المشاة، يمكن أيضًا أن تعزز التواصل الاجتماعي وتعزز الصحة العقلية (Gehl ، 2010).
دور العوامل الثقافية
يتم اختبار الأماكن أيضًا من خلال العدسات الثقافية. الثقافات المختلفة تربط معاني وعواطف متفاوتة بالمساحات. فكرة “المنزل” ، على سبيل المثال ، قد تثير مشاعر مختلفة لدى شخص من طوكيو مقارنة بشخص من قرية ريفية في مصر. وقد أوضح توان (1977) هذا المنظور الثقافي للمكان جيدًا في استكشافه لـ “الفضاء” و “المكان”.
انعكاسات التصميم
إن فهم العلاقة بين علم النفس والمكان له آثار حاسمة على التصميم. يقوم المهندسون المعماريون والمخططون الحضريون الآن أكثر من أي وقت مضى بدمج المبادئ النفسية لصياغة المساحات التي تعزز الرفاهية والتواصل المجتمعي (Gifford ، 2007).
خاتمة
العلاقة بين علم النفس البشري والمكان متعددة الأوجه ولها تأثير عميق. مع استمرارنا في التحضر والتفاعل مع البيئات المتنوعة، يصبح فهم هذه العلاقة أكثر أهمية للرفاهية الشخصية والوئام المجتمعي.
References:
- Bell, P. A., Greene, T. C., Fisher, J. D., & Baum, A. (2001). Environmental psychology. Harcourt College Publishers.
- Scannell, L., & Gifford, R. (2010). Defining place attachment: A tripartite organizing framework. Journal of Environmental Psychology, 30(1), 1-10.
- Wilson, E. O. (1984). Biophilia. Harvard University Press.
- Kaplan, S. (1995). The restorative benefits of nature: Toward an integrative framework. Journal of Environmental Psychology, 15(3), 169-182.
- Goines, L., & Hagler, L. (2007). Noise pollution: a modern plague. Southern medical journal, 100(3), 287-294.
- Gehl, J. (2010). Cities for people. Island press.
- Tuan, Y. F. (1977). Space and place: The perspective of experience. U of Minnesota Press.
- Gifford, R. (2007). Environmental psychology and sustainable development: Expansion, maturation, and challenges. Journal of Social Issues, 63(1), 199-212.
موضوع شيق جدا، ويثير الرغبة في معرفة المزيد